توصلت قيادة البوليساريو برسالة نارية من طرف طلبة صحراويين يتحذرون من مدينة أسا يحتجون في رسالتهم على ما جاء في النشرة الإخبارية التي بثها تلفزيون الجبهة مساء العاشر من ماي حيث وصفهم مذيع النشرة بالطلبة المخبرين لذا الأمن بجامعة الرباط، وجاء هذا أثناء تغطيته لخبر الأحداث الدامية التي شهدها الحي الجامعي الرباط الناتجة عن صراع طلابي بين الطلبة الصحراويين في ما بينهم، حيث وصلت الامور إلى الاعتداء الدموي الخطير على بعضهم و انتشرت هذه الأحداث لتشمل مختلف أرجاء الحي الجامعي السويسي 1 والسويسي 2 بالرباط، وقد خلفت عشرات الجرحى ثمانية منهم إصابتهم خطيرة من كلا الطرفين.
وقد بادر تلفزيون الجبهة إلى الاعتذار للطلبة المحتجين من أسا من خلال إعادة بث تصريح عبر نشرة إخبارية موالية يعتذر فيها نفس المذيع لما جاء من زلة لسان حسب قوله أزعجت طلبة صحراويين ينتمون الى مدينة أسا، حيث شرح مذيع النشرة أسباب الزلة وأشاد بطلبة أسا وطلبة واد نون، الرسالة الاحتجاجية التي توصلت بها قيادة البوليساريو عبر مسؤول صحراوي بجزر الكناري توصل بها أيضا وزير ما يسمى بالأراضي والجاليات.
رسالة طلبة أسا زادت من تخوف جبهة البوليساريو المتابعة للأحداث الدامية التي جرت بالموقع الجامعي أكادير والتي تشهدها جامعة الرباط بين الطلبة الصحراويين، وقامت الجبهة بعقد اجتماع عاجل على اثرها، وابرز تخو لدى الجبهة هو الانعكاس الخطير لهذه الخلافات الطلابية على مسار القضية الصحراوية خاصة وأنها تقترب من نقطة ضعف جبهة البوليساريو المتمثلة في إثارة الخلاف بين سكان الأراضي المتنازع عليها (القبائل الأساسية) وساكنة واد نون ذات الكثافة السكانية والتي تقدم مناضلين حقوقيين ومعتقلين في السجون وكانت لها بصمات في جميع الملاحم النظالية الفعلية في الميدان والساحات الجامعية، ويبقى الرقم الذي تستشهد به الجبهة وإعلامها الواسع هو أن 76 في المائة من الصحراويين الخارجين من الأراضي المتنازع عليها هم أبطال ملحمة "كديم ازيك".