علمت "هسبريس" أن البحث القضائي الذي تباشره المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن العيون، مدعومة بخبراء الشرطة العلمية والتقنية، على خلفية العثور على جثة المتصرف بباشوية العيون حمدي الطرفاوي الذي كان قد اختفى في ظروف غامضة منذ 18 ماي، أسفر عن توقيف ثلاثة مشتبه بهم واستجلاء حقيقة جريمتين بشعتين تتعلقان بالقتل العمد.
فبعد أن كشف بلاغ لولاية أمن العيون، تم نشره يوم الأربعاء 30 ماي الجاري من طرف وكالة المغرب العربي للأنباء، أن فريقا من الشرطة القضائية تمكن من استجلاء ظروف وملابسات اختفاء الهالك حمدي الطرفاوي من قبيلة أزركيين بعد أن تم العثور على جثته مدفونة داخل أحد المنازل، مما مكن من توقيف القاتل المفترض. توصلت "هسبريس" بمعطيات جديدة من مصادر مقربة من التحقيق، تفيد أن الجريمة المسجلة لم تكن تتعلق باختفاء قسري أو عملية اختطاف، وإنما هي جريمة قتل ناجمة عن مشاداة بين الهالك ورفيقه في جلسة إدمان، تطورت إلى خنق الضحية مع التمثيل بجثته والقيام بدفنه داخل فناء منزل الجاني.
وحسب نفس المعطيات المتوصل بها من لدن "هسبريس"، فإن القاتل استعان باثنين من أصدقائه من أجل التمثيل بجثة الهالك ونقلها خارج الغرفة التي شكلت مسرح الجريمة، حيث تم حملها في أكياس بلاستيكية ودفنها في منزل القاتل. هذه المعلومات مكنت مصالح الأمن من توقيف باقي المشاركين ووضعهم تحت الحراسة النظرية من أجل استكمال إجراءات البحث التمهيدي.
لكن تصريحات الأظناء، ونتائج خبراء التحليل الجنائي، يؤكد مصدر الجريدة، سمحت بتحصيل معطيات جديدة للبحث ! إذ تم التأكد من كون هؤلاء الجناة، وهم جميعا من ذوي السوابق القضائية، ارتكبوا جريمة مماثلة في بداية شهر ماي بنفس المنزل الذي تم فيه العثور على الجثة الأولى، بحيث أقدموا في خضم جلسة استهلاك الخمر على اغتصاب فتاة ليلا تنحدر من ضواحي مدينة خريبكة، وقاموا بعد ذلك بقتلها ودفن جثتها على مستوى واد الساقية الحمراء القريب من مكان ارتكاب الجريمة.
وفي اتصال "هسبريس" بمصادر مقربة من البحث، أوضحت أن خلفيات ارتكاب هذين الجريمتين تتمثل في الإفراط في تناول الخمور، فضلا عن نزوات مرتبطة بسلوكات شخصية، نافيا أن يكون لهذا الموضوع أية خلفية باستثناء تلك المتعلقة بجرائم الحق العام.
وقد علمت "هسبريس" أن مصالح الشرطة القضائية احتفظت بالمشتبه بهم الثلاثة تحت الحراسة النظرية بأمر من الوكيل العام للملك بالعيون، وأنها تمكنت من استخراج الجثتين والتعرف عليهما انطلاقا من تقنيات المطابقة بالحمض النووي، وأنها لازالت تواصل الأبحاث في الموضوع في انتظار عرض القضية على أنظار النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالمدينة.