» » » المصطفى عبدالدائم ( يتوجه للمستقبل )

مصطفى عبدالدائم
تعودت دائما ان اكتب مسكونا بهم المستقبل ، محاذرا الغرق في مستنقعات الجهل والفراغ ، ومتشبعا بروح وطنية ترفض اوسمة الولاءات لشخص او اشخاص بعينهم ولم تقبل يوما نياشين تضعها على صدرها وهي تعرف مسبقا انها تباع في سوق الخردة بعد ان تخلى عنها ابطالها الحقيقيون الزاهدون في الظهور امام الكاميرات لايمانهم القوي ان الدفاع عن الوطن .. والموت من اجل الوطن واجب والتزام ...
في كثير من اللحظات المظلمة والمؤلمة والحزينة .. في تلك اللحظات التي اجبرت فيها على الانزواء في ركن بارد ونتن تخطت امامي اشرطة من مسلسل التشظي والتردي والتراجع والتخاذل .. واذكر ان وزيرا صحراويا معروفا قال لي بالحرف بعد نشر رسالتي التي كانت ردا مباشرا وبعد ساعات فقط من خطاب ملك المغرب محمد السادس الذي قال فيها ان ساعة الحقيقة قد حلت فاما انك مغربي او خائن .. تلك الرسالة التي عنونتها ( لست مغربيا ) .. اقول انه بعد هذه الرسالة قال الوزير الصحراوي وبالحرف الواحد ( يااحرق اللي ماهو بوك .. كنا محانيين حد كون يجبا من الرياحة ويكول لنا اش طاري .. وشكال حد يرد برسالة على الملك .. راهو ياسر من الخلق بدل ارقام هاتفو ...) .. وللتاريخ ايضا فتلك الرسالة قراتها على ماالعينين لكحل وهو في سيارة لاندروفر متوجها الى الجزائر وطلب من الساك بوعلام الاتصال بي ونشرت ساعات فقط بعد الخطاب الملكي ، واذكر حينها ان المعتقل السياسي الصحراوي حمادي الخبيزي رفيقي في الزنزانة رقم 2 بسجن تزنيت قال لرفاقنا الاخرين ابراهيم الخليل امغيميمة ومحود ابو القاسم... وغيرهم ( الليله لاهي يخلق النوش .. اللا توجدوا ... ) 
لا بد ان التوجه للمستقبل يتطلب استنفارا للذاكرة الفردية والجماعية هذه الاخيرة التي يحاول البعض اصابتها بثقوب واسعة خوفا مما قد تكشفه .. ولكن ليس هذا مبعث توجهي للمستقبل بقدر ما هو اثارة السؤال / الاستفهام الكبيرين المؤسس على نظرية ابن خلدون التي تقول بسعي في المراحل النهائية لبناء الدولة فئة معينة لازاحة الفئات الاخرى توفيرا لفرص اكبر لسيطرتها وبسط سلطانها ... 
ان التوجه للمستقبل يتطلب الحفر اكثر في ارض شاسعة ووعرة وخرائطها خضعت للكثير من التغيير واحيانا التزوير لفائدة هذا الطرف على حساب اطراف اخرى .. كما خضعت لمنطق ترك الامور دون البث فيها خوفا من استغلال العدو لها . 
مجالستي لشيوخنا الاجلاء تجعلني اكثر ارتياحا للحفر نظرا لما تحت الارض من كنوز ولاطمئناني ايضا ان السواعد القوية موجودة وان الشجاعة موجودة وان التاريخ لا يحفظ غير سجل الابطال الذين لم يهابوا يوما الموت وذهبوا اليها بصدور مفتوحة وايمان قوي ...
احب وطني .. ومؤمن بعادلة قضيتي .. ولذلك ساتوجه الى المستقبل واثقا في ادواتي و مقدرا للمسؤولية التاريخية و مؤكدا ان لكل خطاب من يقرؤه ويفهم مضامينه .. ولست معنيا باي قراءة سطحية او انفعالية .
مهمتي ان اجعل لك ترى .. المستقبل . 
هذه مقدمة فقط 
واما التفاصيل فستنشر تباعا

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

دع تعليقك