» » » مهرجان أسا نموذج للأصالة والمعاصرة


k
أعطيت يوم الأحد الماضي 20 يناير الانطلاقة الرسمية لفعاليات مهرجان أسا السنوي الذي نظمته جمعية مهرجان أسا للتنمية والتواصل تحت شعار " آسا بين الهوية المحلية والانفتاح على الثقافات " والذي سيستمر إلى غاية 24 من الشهر الجاري، المهرجان الذي دأبت مختلف فعاليات المجتمع المدني على تنظيمه منذ عقود خلت أصبح عادة سنوية تحييها قبائل آسا وتعتز بها باعتبارها موروثا ثقافيا إنسانيا وحضاريا، يهدف إلى التشبت بالهوية الصحراوية والانفتاح على مختلف الثقافات الأجنبية، وقد تم تنظيم مهرجان أسا السنوي بتنسيق مع المجلس الإقليمي لآسا _ الزاك وبلدية آسا وبدعم أيضا من وكالة الانعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب بالمملكة، ما ميز دورة هذه السنة هو افتتاحها بحضور وزير الصناعة التقليدية عبد الصمد قيوح الذي حضر إلى معرض المنتوجات الصناعية التقليدية، بمعية والي جهة كلميم السمارة عبد الفتاح البجيوي وعامل إقليم آسا إبراهيم أبو زيد وعدد من الوجوه السياسية والفنية المعروفة التي لبت دعوة المهرجان وحضرت افتتاح فعالياته التي تتضمن عدة أنشطة فنية وثقافية ودينية تمتد لأربعة أيام، وتروم بالأساس التعريف بتاريخ المنطقة وإبراز أهم معالم حضارتها وتأتي زاوية أسا في صلب اهتمامات هذا المهرجان بالنظر إلى مكانتها الدينية والعلمية ومساهمتها في الحفاظ على القيم الدينية والثقافية للمنطقة وترسيخ مبادئ المواطنة ونشر العلم والمعرفة، ومما ميز الأنشطة التي أشرفت عليها زاوية أسا خلال هذه الدورة
الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف الذي يعتبر الحدث الأبرز للمهرجان خلال كل دورة، من جانب آخر تم الاحتفال بافتتاح فعاليات مهرجان هذه السنة بساحة محمد السادس التي شهدت عدة لوحات فنية وعروض احتفالية، ترسخ للثقافة الصحراوية وتعرف بالهوية المحلية لمنطقة أسا، أمام أنظار عدد من المسؤوليين السياسيين الذين تابعوا أجواء الاحتفال بالمهرجان والذي تؤكد من خلالها ساكنة أسا عزمهم على التعريف بثقافتهم وإسرارهم على مواصلة مسلسل تطوير وتجديد الحياة بالمنطقة من خلال مهرجانها الوطني الذي يأمل عدد من القائمين عليه في أن يصبح مهرجانا ذا صيت عالمي في القادم من السنوات،
إذ أكد رشيد التامك مدير جمعية مهرجان أسا للتنمية والتواصل أن الجمعية طورت بشكل كبير من أنشطة المهرجان مقارنة مع السنوات التي مضت، حيث كانت تقتصر فقط على ما هو تجاري محض بين القبائل وكذلك اكتسائه لطابع التسامح بين الجماعات والأفراد، ونشر ثقافة الاتحاد بين أبناء المنطقة كما كان يطغى عليه الجانب الديني، أما اليوم وبفضل التنسيق بين جمعيات المجتمع المدني فقد تمت إضافة مجموعة من الأنشطة والبرامج ذات الصبغة الثقافية والفنية وحتى الرياضية في المستقبل القريب، وهذا ما سيساهم في جعله مهرجانا عالميا منفتحا على مختلف الثقافات الأجنبية منطلقا في نفس الآن من الهوية المحلية والخصوصية الصحراوية.
المهرجان الذي يقدم صورة ايجابية عن المنطقة ويعرف بتاريخها وحضارتها، ويحتفي برموزها الدينية والثقافية يعتبر دافعا أساسيا للتنمية في جميع المجالات والمضي قدما نحو التطور مع الحفاظ على الثرات التقليدي للمنطقة، حيث اكتسى بذلك طابع الأصالة من حيث الاعتزاز بالرموز والقيم وطابع المعاصرة من خلال الانفتاح على أساليب تجديد وعصرنة الحياة والتجاوب مع مختلف الثقافات الأجنبية.

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

دع تعليقك