أسا بريس : محمد ديحاني
في يوم الأربعاء الموافق 28 ابريل 2010 وأثناء احتفال الأهل والأحبة والمناضلين الصحراويين بإطلاق سراح المعتقل السياسي عبد الله الديحاني بمقر سكناه بما يسمى حي التعاون بالقرب من شارع الحزام والذي شهد هذا الأخير تطويقا امنيا من مختلف تشكيلات الأمنية المغربية، وعلى الساعة الحادية عشرة و النصف ليلا تم اختطافي من طرف رجلا من المخابرات المغربية المعروفة اختصارا ب(DST) من نفس المكان قرب منزل عمي بشارع الحزام،في تلك اللحظة تم تكبيل يدي بأصفاد بلاستيكية لم أرها قط وتعصيب عيني ثم رميي في سيارة أخذتني مباشرة إلى مكان لم اعرفه وقد ارجح انه مقر المخابرات بمدينة العيون حيث كان هناك ينتظرني مجموعة من الرجال وبمجرد وصولي باشروا بتعذيبي والتنكيل بي بدون معرفة السبب واستمر الحال قرابة الساعة والنصف حتى أغمي علي،وكانوا يستخدمون الفاظا عنصرية التي تمس بيئتي الصحراوية وفي لحظة أتى رجل أمرهم بالتوقف عن تعذيبي،تركوني ساعة تقريبا بعدها تم إدخالي إلى سيارة و أنا معصب العينين ومكبل اليدين،بعد انطلاقها لم تتوقف تلك السيارة حتى مساء اليوم التالي باستثناء في محطات البنزين وكل تلك المسافة كنت تحت أرجلهم، وأخيرا وصلنا المكان المرجو بعد إدخالي إليه تم ممارسة أشكال و أنواع التعذيب الجسدي علي وبدون مراعاة أني منهك أو معذب…ومن أشكال هذا التعذيب النفسي والجسدي فقد تمثل في تعريتي بالكامل ولم ابقي إلا في الملابس الداخلية فقط وضربي ولم يقف الحد عن ذلك فقد تم الاستهزاء بلابسي الصحراوي التقليدي الذي كنت ألبسه والمتمثل في (الدراعة) التي قاموا بتمزيقها ــ نظرا باني كنت من المحتفين بطلاق سراح ابن عمي الذي قضى بالسجون المغربية 06 اشهر ــ ولحد تلك اللحظة لا ادري من هؤلاء وماذا يريدون مني، بعد مدة من التعذيب لا ادري كم من الوقت، تم اخذي الى مكتب التحقيق انتظرت هناك ساعات طوال حتى أتت عصابة من المجرمين ــ اي المحققين ــ كانوا يضحكون ويعلون أصواتهم ليرهبونني ويتحدثون عن الصحراء وأهلها ويقولون لي لما نأخذ الصحراء سنقوم بإبادتكم جميعا ،وبعدها بدا التحقيق بسؤال وحيد وهو هل أنت مغربي؟ لم استطع الإجابة من الرعب النفسي الذي أعيشه مخافة التعذيب،فسقطت في ما لا أريده، قال لي احدهم سكوتك هذا يدل على انك بوليساريوا فانهالوا علي ضربا وتنكيلا وسبا وقذفا،هنا بدأت استوعب وافهم سبب وجودي ومن هؤلاء ومن شدة التعذيب قلت لهم أنا صحراوي ومن المطالبين بالاستقلال والأمم المتحدة مشرف على الاستفتاء في الإقليم وهو معترف به كون المغرب لا سيادة له عليه باستثناء إدارة الإقليم إداريا فقط، ضحكوا من كلامي وسخروا منه ومني كثيرا حيث أهانوني وأهانوا الشعب الصحراوي وقيادته حتى الارض الصحراوية لم تسلم من كلامهم النابي واللاخلاقي، وأما السؤال الثاني فقد كان يتمحور على علاقتي بالحقوقيين الصحراويين مثلا امتنوا حيدار فقلت لهم لا علاقة لي بهم فسألوني لما قمت بترجمة للوفد الحقوقي والصحفي الأوروبي بمستشفى بالمهدي بالعيون ليلة دخول امتنوا حيدار بعد إضرابها عن الطعام،فقلت لهم إنني كنت ضحية قمع الشرطة المغربية تلك الليلة فأخذوني إلى المستشفى وأنا الوحيد الذي أجيد لغة لاتينية لذلك قمت بالترجمة، فانهالوا علي ضربا ويقولون لي بماذا تنفعك امينتوا حيدار وبماذا تنفعك شجاعتك فكانت الأسئلة تتمحور حول الصحراء أمضيت 11 يوما من التحقيق الملازم للتعذيب والإهانة الجسدي والنفسي فمثلا يقولون لي أن والديك عندنا حتى يتخيل لي أني اسمع صوتهما يتعذبان ولا يتركونني أنام و تم تعليقي ليومين مع خوضي إضرابا عن الطعام في اليوم الأخير من التحقيق كان هناك الكثير من الرجال أمرهم احدهم بخلع العصابة عن عيني فسالني احدهم أتعرف أحدا من هؤلاء؟،نظرت إليهم لا يظهر عليهم إنهم محققين فأجبت بلا ومع العلم أني اعرف احدهم وهو الجنرال الحموشي وكانت هناك مائدة صغيرة أمامي عليها ملابس جديدة وهاتف نقال وبعض النقود ووثائق شخصية ووثائق أخرى بيضاء، سالني احدهم أتريد أن تخرج من هنا ؟ فقلت لهم نعم قال لي احدهم ستخرج أن أردت فاستمع فطلب مني احدهم أن اعمل معهم وان أتي باي صغيرة وكبيرة يعني ان أصبح مخبرا لهم واني سأخرج ناهيك عن الأموال التي ساجني، هم كانوا يظنون أني اذهب إلى مخيمات العزة والكرامة واني التقي بشخصيات هناك لكن المعلومة كانت خطأ فانا كنت تاجر سيارات بين المغرب وموريتانيا فبعد اخذ ورد رفضت فأمر احدهم بإلقائي في زنزانة تحت الأرض ففعلا كان ذلك ،كانت الزنزانة مظلمة حيث لا ترى الشمس والرطوبة تقتل والأكل تعيفه البهائم بعد مضي ثلاثة اشهر أتى احد المحققين فقال لي ستخرج قريبا ولكن إلى السجن وسنعلم اهلك ولكن في مجموعة إرهابية وكان المقصود من كلامه خلية امغالا لماذا لان الشخص المدعوا هشام الربجية امير خلية امغالا كان في الزنزانة المقابلة للزنزانة التي كنت فيها وكنت أتحدث مع هذا الأخير فقال لي انه امضي بذلك المعتقل ثلاث سنوات ونصف وقال لي أن هذا المعتقل هو معتقل تمارة، فبعد خروج كديم ازيك الى العلن في ضربة استباقية مغربية، تم إخراجي في مجموعة اسمها خلية الجبهة الصحراوية للجهاد واني على علاقة بتنظيم القاعدة وكذلك بالبوليساريو، هذا التناقض الكبير الذي تجده في افتراءات الدولة المغربية على الصحراويين قصد ربطهم بالإرهاب من اجل توريطهم بذلك وتوظيفها سياسيا، بعدها تم احالتي على المعاريف بالدار البيضاء والتي امضيت فيها 13 يوم وفي اليوم الأخير تم استدعائي من طرف المحققين من اجل الإمضاء على الملف فطلبت قراءة الملف فعصبوا عيني وانهالوا علي بالضرب والتعذيب والإهانة ساعات طويلة حتى أغمي علي واضطرت إلى التوقيع قصرا وأنا لست في كامل وعيي وإدراكي…
في يوم الأربعاء الموافق 28 ابريل 2010 وأثناء احتفال الأهل والأحبة والمناضلين الصحراويين بإطلاق سراح المعتقل السياسي عبد الله الديحاني بمقر سكناه بما يسمى حي التعاون بالقرب من شارع الحزام والذي شهد هذا الأخير تطويقا امنيا من مختلف تشكيلات الأمنية المغربية، وعلى الساعة الحادية عشرة و النصف ليلا تم اختطافي من طرف رجلا من المخابرات المغربية المعروفة اختصارا ب(DST) من نفس المكان قرب منزل عمي بشارع الحزام،في تلك اللحظة تم تكبيل يدي بأصفاد بلاستيكية لم أرها قط وتعصيب عيني ثم رميي في سيارة أخذتني مباشرة إلى مكان لم اعرفه وقد ارجح انه مقر المخابرات بمدينة العيون حيث كان هناك ينتظرني مجموعة من الرجال وبمجرد وصولي باشروا بتعذيبي والتنكيل بي بدون معرفة السبب واستمر الحال قرابة الساعة والنصف حتى أغمي علي،وكانوا يستخدمون الفاظا عنصرية التي تمس بيئتي الصحراوية وفي لحظة أتى رجل أمرهم بالتوقف عن تعذيبي،تركوني ساعة تقريبا بعدها تم إدخالي إلى سيارة و أنا معصب العينين ومكبل اليدين،بعد انطلاقها لم تتوقف تلك السيارة حتى مساء اليوم التالي باستثناء في محطات البنزين وكل تلك المسافة كنت تحت أرجلهم، وأخيرا وصلنا المكان المرجو بعد إدخالي إليه تم ممارسة أشكال و أنواع التعذيب الجسدي علي وبدون مراعاة أني منهك أو معذب…ومن أشكال هذا التعذيب النفسي والجسدي فقد تمثل في تعريتي بالكامل ولم ابقي إلا في الملابس الداخلية فقط وضربي ولم يقف الحد عن ذلك فقد تم الاستهزاء بلابسي الصحراوي التقليدي الذي كنت ألبسه والمتمثل في (الدراعة) التي قاموا بتمزيقها ــ نظرا باني كنت من المحتفين بطلاق سراح ابن عمي الذي قضى بالسجون المغربية 06 اشهر ــ ولحد تلك اللحظة لا ادري من هؤلاء وماذا يريدون مني، بعد مدة من التعذيب لا ادري كم من الوقت، تم اخذي الى مكتب التحقيق انتظرت هناك ساعات طوال حتى أتت عصابة من المجرمين ــ اي المحققين ــ كانوا يضحكون ويعلون أصواتهم ليرهبونني ويتحدثون عن الصحراء وأهلها ويقولون لي لما نأخذ الصحراء سنقوم بإبادتكم جميعا ،وبعدها بدا التحقيق بسؤال وحيد وهو هل أنت مغربي؟ لم استطع الإجابة من الرعب النفسي الذي أعيشه مخافة التعذيب،فسقطت في ما لا أريده، قال لي احدهم سكوتك هذا يدل على انك بوليساريوا فانهالوا علي ضربا وتنكيلا وسبا وقذفا،هنا بدأت استوعب وافهم سبب وجودي ومن هؤلاء ومن شدة التعذيب قلت لهم أنا صحراوي ومن المطالبين بالاستقلال والأمم المتحدة مشرف على الاستفتاء في الإقليم وهو معترف به كون المغرب لا سيادة له عليه باستثناء إدارة الإقليم إداريا فقط، ضحكوا من كلامي وسخروا منه ومني كثيرا حيث أهانوني وأهانوا الشعب الصحراوي وقيادته حتى الارض الصحراوية لم تسلم من كلامهم النابي واللاخلاقي، وأما السؤال الثاني فقد كان يتمحور على علاقتي بالحقوقيين الصحراويين مثلا امتنوا حيدار فقلت لهم لا علاقة لي بهم فسألوني لما قمت بترجمة للوفد الحقوقي والصحفي الأوروبي بمستشفى بالمهدي بالعيون ليلة دخول امتنوا حيدار بعد إضرابها عن الطعام،فقلت لهم إنني كنت ضحية قمع الشرطة المغربية تلك الليلة فأخذوني إلى المستشفى وأنا الوحيد الذي أجيد لغة لاتينية لذلك قمت بالترجمة، فانهالوا علي ضربا ويقولون لي بماذا تنفعك امينتوا حيدار وبماذا تنفعك شجاعتك فكانت الأسئلة تتمحور حول الصحراء أمضيت 11 يوما من التحقيق الملازم للتعذيب والإهانة الجسدي والنفسي فمثلا يقولون لي أن والديك عندنا حتى يتخيل لي أني اسمع صوتهما يتعذبان ولا يتركونني أنام و تم تعليقي ليومين مع خوضي إضرابا عن الطعام في اليوم الأخير من التحقيق كان هناك الكثير من الرجال أمرهم احدهم بخلع العصابة عن عيني فسالني احدهم أتعرف أحدا من هؤلاء؟،نظرت إليهم لا يظهر عليهم إنهم محققين فأجبت بلا ومع العلم أني اعرف احدهم وهو الجنرال الحموشي وكانت هناك مائدة صغيرة أمامي عليها ملابس جديدة وهاتف نقال وبعض النقود ووثائق شخصية ووثائق أخرى بيضاء، سالني احدهم أتريد أن تخرج من هنا ؟ فقلت لهم نعم قال لي احدهم ستخرج أن أردت فاستمع فطلب مني احدهم أن اعمل معهم وان أتي باي صغيرة وكبيرة يعني ان أصبح مخبرا لهم واني سأخرج ناهيك عن الأموال التي ساجني، هم كانوا يظنون أني اذهب إلى مخيمات العزة والكرامة واني التقي بشخصيات هناك لكن المعلومة كانت خطأ فانا كنت تاجر سيارات بين المغرب وموريتانيا فبعد اخذ ورد رفضت فأمر احدهم بإلقائي في زنزانة تحت الأرض ففعلا كان ذلك ،كانت الزنزانة مظلمة حيث لا ترى الشمس والرطوبة تقتل والأكل تعيفه البهائم بعد مضي ثلاثة اشهر أتى احد المحققين فقال لي ستخرج قريبا ولكن إلى السجن وسنعلم اهلك ولكن في مجموعة إرهابية وكان المقصود من كلامه خلية امغالا لماذا لان الشخص المدعوا هشام الربجية امير خلية امغالا كان في الزنزانة المقابلة للزنزانة التي كنت فيها وكنت أتحدث مع هذا الأخير فقال لي انه امضي بذلك المعتقل ثلاث سنوات ونصف وقال لي أن هذا المعتقل هو معتقل تمارة، فبعد خروج كديم ازيك الى العلن في ضربة استباقية مغربية، تم إخراجي في مجموعة اسمها خلية الجبهة الصحراوية للجهاد واني على علاقة بتنظيم القاعدة وكذلك بالبوليساريو، هذا التناقض الكبير الذي تجده في افتراءات الدولة المغربية على الصحراويين قصد ربطهم بالإرهاب من اجل توريطهم بذلك وتوظيفها سياسيا، بعدها تم احالتي على المعاريف بالدار البيضاء والتي امضيت فيها 13 يوم وفي اليوم الأخير تم استدعائي من طرف المحققين من اجل الإمضاء على الملف فطلبت قراءة الملف فعصبوا عيني وانهالوا علي بالضرب والتعذيب والإهانة ساعات طويلة حتى أغمي علي واضطرت إلى التوقيع قصرا وأنا لست في كامل وعيي وإدراكي…