تدخلت قوات الأمن المغربية بقوة و دون سابق إنذار في حدود الساعة الثامنة و النصف (20:30) من مساء يوم الاثنين 27 مايو/ أيار 2013، ضد ثلاثة مناضلين صحراويين من الأطر العليا الصحراوية المعطلة بالقرب من المسجد الأعظم بشارع أكادير، و هم بصدد توزيع بيان مشترك للمعطلين الصحراويين على الرأي العام حول عسكرة المدينة و استمرار الدولة المغربية في انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان بالمنطقة، كما توصلت اللجنة بنسخة منه مرفقة مع البلاغ .
و يتعلق الأمر بكل من: "خاليد الركيبي"(30) سنة ،"بوعجلة مبارك"(32) سنة ، "عالي بولنوار"(30) سنة ، حيث تفاجئوا بقوات الأمن تحاصرهم من مختلف المحاور قبل أن تقوم بتعنيفهم و مصادرة البيان المؤلف من مائتين و خميسن نسخة، تحت الإشراف المباشر لرئيس المنطقة الأمنية المدعو " أحمد كعبوش" وعدد من" ضباط الأمن و المخابرات المدنية و العسكرية، بتعليمات من والي المدينة الذي أعطى تعليماته لإدارة المستشفى بالامتناع عن تسليم شواهد طبية للضحايا .
في غضون ذلك أحتج المناضلين الصحراويين على تعنيفهم و على هذا الأسلوب الغير قانوني الذي اعتمدته أجهزة الأمن ضدهم، مما جعل ضباط الأمن يعطون تعليمات صارمة لقوات الشرطة و التدخل السريع و القوات المساعدة و فرقة الدراجين، للتدخل بقوة لتعنيفهم و التنكيل بهم على الرصيف بمشاركة أحد ضباط القوات المساعدة المدعو "بن ميمون أيوب" المعروف باجتهاده و حقده للصحراويين و اعتداءاته المتكررة ضد المحتجين بما فيهم النساء و المعاقين .
في حين سقط على إثر هذا الاعتداء الوحشي المعطل الصحراوي "خالد الركيبي" في حالة إغماء نتيجة تعريضه للتنكيل و الضرب بالعصي و الهراوات من طرف قوات الشرطة و القوات المساعدة ، حيث منعت أجهزة الأمن سيارة الإسعاف من نقله إلى المستشفى ليبقى لمدة ساعتين و نصف ممدا على الرصيف، مما دفع بالعشرات من المواطنين و المعطلين الصحراويين إلى الالتحاق بمكان الحادث للاحتجاج على هذا التدخل و على منع الوقاية المدنية من إسعاف الجرحى .
و قد حضرت مجموعة من الجمعيات و المنظمات الحقوقية لمعاينة هذه التجاوزات الغير قانونية ، و يتعلق الأمر بكل من : اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان فرع الطنطان~ كلميم_ جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان فرع كلميم _ جمعية الخيمة الدولية بهولندا_ المركز المغربي لحقوق الإنسان فرع كلميم _ اللجنة الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بكليميم _ رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان بكليميم ، إلى جانب عدد من المحامين و المناضلين الصحراويين .
ليتجدد حينها التدخل الهمجي ضد حركة "معطلو كليميم " التي حضرت للتنديد بقمع رفاقها من مجموعة الأطر العليا و مصادرة بيانهم المشترك، حيث تعرضوا للتنكيل و الضرب و الرفس و استهداف المعطلات الصحراوية بالتعنيف اللفظي و الجسدي ، مما خلف مجموعة من الجرحى و المصابين و مصادرة عدد من الهواتف النقالة بعد تعنيف أصحابها على خلفية قيامهم بعملية توثيق هذا الانتهاك الخطير لحقوق الإنسان، حيث سنرفق لائحة بأسماء الضحايا مع هذا البلاغ .
بموازاة ذلك صرح نائب رئيس المنطقة الأمنية المدعو "محمد عالي الحامد" بألفاظ نابية ضد الحقوقيين و المحاميين مؤكدا بأنه يمنع حق الاحتجاج بالقوة و أنه لا يعترف سوى بالقمع و الرمي في السجون، مبرزا في حديثه جانب من ثقافة العصى الغليظة التي دأبت الدولة المغربية على تكريسها في المؤسسات الأمنية التي يعتبر هذا المسؤول أحد خريجيها، حيث يتباهى بالحماية التي يحظى بها دون مسائلة و الترقية التي توج بها بعد حادث وفاة "كمال العماري" بمدينة أسفي/المغرب.
و بعد أن استشعرت أجهزة الأمن المغربية بسخط المواطنين و المارة سارعت إلى حمل المعطل الصحراوي الجريح "خالد الركيبي" و سحلهم مع الإسفلت المصحوب بالضرب و الرفس في مناطق حساسة من جسده لمسافة 200 متر تقريبا ليرمى به بإحدى الأزقة الموازية لشارع أكادير، بهدف إخفاء جريمتهم عن أنظار الرأي العام،قبل أن يأمر نائب رئيس المنطقة الأمنية قوات الأمن بمداهمة أحد المنازل التي كان أحد الهواة يقوم بتصوير عملية سحل المعطل الصحراوي من شرفة منزله.
و نشير إلى تطويق شارع أكادير من جميع المنافذ المؤدية من و إلى مكان الاعتداء، بمجموعة من سيارات الشرطة و القوات المساعدة و قوات التدخل السريع ، فضلا عن سيارات مدنية تابعة لأجهزة المخابرات المدنية و العسكرية التي ساهمت في هذا التدخل الهمجي، و هو ما دفع بالمواطنين للاحتجاج و استنكار هذا الاعتداء ، مما أدى إلى اعتقال تعسفي لأحد المواطنين في الخمسينيات من عمره و نقله إلى مخفر الشرطة المركزي و إبقاء سيارته مرتكنة في المكان.
عن اللجنة الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بكليميم
الثلاثاء 28 مايو / أيار 2013