أسا بريس : مصطفى غبدالدائم
في
ندوة اليسار المواطن للاشتراكي الموحد حول قضية الصحراء والتي انعقدت بالرباط يوم
25 ماي 2013 تحت شعار من اجل نقاش عمومي مفتوح صدم الحاضرون بإعلان شوفينيتك فيما
يتعلق بمغربية الصحراء . ولن أتوقف عند طابعها القدحي والذي لا يوصف به إلا كل متعصب ومتطرف مما يبعث على الاستغراب أن
تقبل على نفسك مثل هذا النعت المشين ...و
كان يفترض فيك وأنت من أصحاب البذلة
السوداء ممن يكرسون حياتهم للدفاع عن المتابعين بغض النظر عن جنسهم أو بلدهم أو
لونهم أو معتقدهم أو أفكارهم ...
نعم أنا أستغرب أن يصف محام نفسه بالشوفيني وهو
المخلص للقانون وللحق مهما كانت الظروف ومهما تباينت المصالح واختلفت المواقع ..
ألم يؤازر محامون يساريون متابعين إسلاميين وفي قضايا الإرهاب والعكس أيضا حصل ؟..
ألم يؤازر محامون من سموا وقتها بعدة الشيطان ؟ ألم يؤازر محامون أقباط متابعين
مسلمين والعكس ؟ ألم يدافع محامون عن انقلابيين ؟ ودافع آخرون عن شواذ وعن يهود
وعن نصارى وعن...؟ أليس من واجب المحامي الدفاع عن كل متابع أمام القضاء ولو كان
إسرائيليا ؟
ويكبر
استغرابي أن تصف نفسك بهذا الوصف القدحي والذي يحيل على التعصب والتطرف والمغالاة
وأنت ممن ترعرعوا في أحزاب مغربية تقدمية نهلت من الفكر الماركسي واعتمدته لتحليل
الواقع المغربي بخصوصياته وتشكل لديها وعي أن الذات لا يستقيم وجودها إلا باحترام
وجود الآخر ألم يكن شعارا مركزيا في ثقافة جيلكم ( رغم أنني أختلف معك في الرأي
سأدافع حتى الموت من أجل أن تقول رأيك ).
ولم
يكن من حقكم وأنت الناشط الحقوقي الذي ارتبط اسمه بالمنتدى المغربي للحقيقة
والإنصاف وبالجمعية الحقوقية العتيدة الجمعية المغربية لحقوق الانسان أن تسقط نفسك
في مستنقع الشوفينية وكنت في العديد من المحافل ووراء العديد من المنابر تترافع عن
حقوق الانسان وعن كونيتها . كيف يستطيع ناشط حقوقي أن يكون متعصبا ومتطرفا ؟ هل
يستطيع الناشط الحقوقي أن يكون شوفينيا ؟
كيف سيوفق بين نزعته الكونية الشاملة وبين نزعته الشوفينية الضيقة ؟
ويصبح
الأمر واضحا وجليا عندما تصدر عنكم هذه الشوفينية وتفتخرون بها في فضاء عمومي
وانتم أمينا عاما لمؤسسة مغربية يفترض فيها الدفاع عن حقوق الإنسان .. يفترض فيها
التقرير عن وضعية حقوق الإنسان بكل تجرد وبكل موضوعية .. أقول أنني لم أصدم كغيري
ممن حضروا ندوة اليسار المواطن للاشتراكي الموحد حول قضية الصحراء والتي كان
شعارها من أجل نقاش عمومي مفتوح لماذا لم أصدم ؟ لأنني فهمت أن السيد محمد الصبار
أصبح شوفينيا لأنه أصبح موظفا رسميا على رأس مؤسسة رسمية مهمتها الأساس التوظيف
السياسي لمسألة حقوق الانسان وهو الأمر الذي قام به فعلا في المحور المخصص له في
هذه الندوة .
نعم
لقد أصبحت السيد محمد الصبار شوفينيا عندما اعتبرت وبحركة من يدك أن ملف الشهيد
سعيد دمبر صفر .
وأصبحت
شوفينيا عندما اعتبرت سحل النساء في شوارع العيون أمرا عاديا
وأصبحت
شوفينيا عندما اعتبرت الصحراء الغربية مغربية ضدا على القانون الدولي وعلى قرارات
مجلس الأمن وعلى عدم وجود ولو دولة واحدة في العالم بمن فيهم فرنسا تعترف للمغرب
بالسيادة على الصحراء الغربية . فهل هناك أكثر من هذا شوفينية يا سيد محمد
شوصبارفان ؟.