أسا بريس : حسن الجنفي
في
زيارة سابقة قمنا بها للجماعة لبيرات (الصورة)والتي كان من المفروض علينا استعمال
سيارة اندروفير نظراً لسوء حالة الطريق المؤدية إليها إطلعناهناك على الكثير من
المشاكل التي تعاني منها هذه المنطقة الهادئة ومذى حرمان اهلها من ابسط ظروف العيش
الكريم؛ فتعتبر جماعة لبيرات القروية تابعة إداريًا لإقليم اسا ـ الزاك، فهي حسب
الإحصاء العام للسكان والسكنى الأخير الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط لسنة
2004، تضم حوالي 4200 نسمة تقريبا ، وهي في تزايد مستمر لكن المسؤولين يتجاهلونها
بحجة انها جماعة مستهلكة أكثر مما هي منتجة ، وهذه حجة واهية امام فكرة وتصريحات
برامج النهوض بالعالم القروي الذي رصدت له مبالغ هامة ، مما يطرح الشك ان هذه
الاخيرة لا تُسيّر بالطريقة السليمة مما يزيد من عزلة هذه الجماعة وهو ما يؤكده
واقعها الاجتماعي،وللعلم فأغلب ساكنتها وإن لم نقُل كلها يعيشون على أجرة بطائق
الإنعاش الوطني الزهيدة في ظل غياب استراتجية واضحة وتنمية مستدامة و حلول جذرية
لمشاكل هاته الجماعة في الوقت الدي يتم فيه رفع شعارات التنمية البشرية ومحاربة
الفقر والهشاشة بإدماج جميع المناطق التي لم تستفيد من إعادة الهيكلة ضمن التهيئة
الحضارية لتحقيق كرامة المواطن عبر توفير شروط العيش الكريم في ظل واقع التهميش
والعزلة وعدم ادراج المنطقة ضمن المخططات التنموية التي تهدف الى تحسين الظروف؛
الى غيرها من الشعارات البراقة و من خلال زيارتنا و تجولنا في احياء جماعة لبيرات
يبدو واضحا أن حتى الدواوير التابعة لجماعة لبيرات( دوار أفرا،أخزان … ) مهمشة و
مقصية وطالها النسيان من التأهيل الحضري والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية الذي
شملت اقليم اسا ـ الزاك في ظل سكوت الجهات المعنية و المسؤولة، حيث إن
الجماعة لا تتوفر على المرافق الاجتماعية الضرورية كالطرقات المعبدة والمسالك
والإعدادية والثانوية وملاعب ودور للشباب ونوادي للمرأة ومستوصفات والماء الصالح
للشرب و شبكات خدمة الهاتف النقال التي راج هذه الأيام ان القرية ستستفيد منها
بالإضافة إلى أنه لا يعقل ان مجموعة من الدواوير التابعة لجماعة لبيرات القروية لم
يتم ربطها بعد بالكهرباء .في الوقت الذي لم تستفد منه هذه الجماعة من أي أعمال
اجتماعية يكون لها الأثر الإيجابي على السكان، وتكون قادرة على إلحاقهم بركب
التنمية الاجتماعية وتنتشلهم من دوامة الفقر والتهميش التي يعاني منها أغلب سكان
الجماعة التي هي قرية «شبه معزولة» عن الحضارة على الرغم من أن لها الحق أيضا في
الاستفادة من كل الخدمات الاجتماعية كباقي مدن اقليم اسا ـ الزاك؛ وساكنة الجماعة
القروية لبيرات كباقي سكان المغرب يعلقون أملا كبيرا على برنامج التأهيل الحضري
لتوفير البنيات التحتية الأساسية بتراب الجماعة التي تعاني ساكنتها مما وصفوه
ب«التهميش» و«الإقصاء» الاجتماعي.