أسا بريس : بوجمعة بوزيد
اذا كان ناموس الكون قد وجد خلاصا له
بسقوط "تفاحة" حيث اثبت من خلال ذلك اسحاق نيوتن اهمية هذا القانون و
وفقه نظم الكون بأسره،فنحن للاسف ضمن هذا الناموس ذاته سقط منا العديد و العديد و
لم يدرك على اننا بشر لم يدرك على اننا ننتمي للانسانية و اننا نحب و نكره و نتألف
و نألف، ا ذ سقط منا شيوخ في معارك شتى اطلق عليها اسم حماية الوطن و الارض و
الذود عن حماه غير أن هذا الدفاع الذي كان بالامس لم يشفع لهم اليوم حيث طالتهم
عصي القمع و الغدر بعدما استنزفت قواهم و نخرت مؤهلاتهم في ليالي خوالي بلا ماء و
لا قوت ،اذ لم تجد الدولة ابسط سبيل لرد الاعتبار لهؤلاء المشايخ الا من خلال
قمعهم في فجر غدر لما كان المخيم ها هناك في مجال جغرافي أطلق عليه"مخيم
تزيمي"حيث نهالو عليهم بالضرب و الرفس و السب و الشتم فسالت دماء و تصبب عرق
من شيوخ طاعنين في السن وبالرغم من ذلك لا زالو يمدون غصن الزيتون و تلك ليست
مكيدة او غدرا منهم بل سجية طبعها الخالق فيهم فهم لا يعرفون الغدر ولا النفاق و
يوفون بالعهد و يصدون العدو و يدحرون المعتدي، غير أن الخصم اليوم كان القاضي و ما
بالك بالقاضي لا يعرف الرحمة ينهش نهش الكلاب و يزمجر زمجرة الاسود الجياع فلطخت
عصيهم بدماء باردة لشيوخ كان بالامس مرابطين على الحدود. و هم يدرسون ابنائهم في
المدارس و المعاهد العليا و هم يحتسون البن في اجود المقاهي و هم يتجولون بين
البلدان و المداشر وهم يتبضعون و يستجمون على الشواطئ و يرمقون الجمال و الفُتن،و
مشايخنا يتقاسمون رغيف خبز ربما من ايام سابقة و يحتسون شاي صحراويا اصيلا في كأس
واحدة و يرتدون ملابس مهترءة و يمتشقون بنادق و رشاشات منهم من غادر الديار و ترك
النسوة حوامل و لما عاد وجد الابن يطرح السؤال التالي"أين كنت يا
والدي"فكان الرد منتشيا لقد كنت في خدمة الوطن و حمايته،هل هكذا يرد الجميل
لهؤلاء يا اصحاب الكراسي و البطون المنتفخة؟هل هكذا يكرم المقاتل الذي حمى اجدادك
قبل أن تكون نطفة فمدغة؟غير ان الامر لم يقف عن هذا الحد و يقطع دابر المتسلطين بل
امتد الى المدينة التي يضرب بها المثل في الملاحم و البطولات و تحتل ارقاما قياسة
حتى على خرائط مديرية الارصاد الجوية إنها "قلعة الصمود اســـــــا"التي
استفاقت قبل اوانها على خبر اقتحام المخيم و التنكيل بالمشايخ ،فكان الرد رد
الابطال من شباب اعزل دافع بستماتة عن اهله و ذويه لكن مرة أخرى أثبث اصحاب القرار
من برجهم العاجي أنهم لا يحبوننا و يريدون أن نتساقط سقوط تفاحة نيوتن و أتموا
مسلسل الرعب فأغلقت الادارات و المدارس و صفدت المحلات التجارية، غير أن الامر لم
يكفيهم فنهالو على الممتلكات و كسرو البيوت و نكلو بالنساء و سرقو المتاجر و اصبح
لا يسمع الا ذوي نفجارات لقنابل مسيلة للدموع كان دخانها يرى من بعيد عكر صفاء
مناخنا الصحراوي البارد، و أنت تهرول في الشارع لا ترى إلا بقايا خرتوش رشاش سمعت
يقال أنه مطاطي و صدقت القول غير أنني لم ألبث حتى كذبتها عندما أردت سيارة دفع
رباعي من نوع "برادو"شابا في مقتبل العمر طرحته ارضا أنذاك تأكدت على أن
رواية الرصاص المطاطي و شعارات التنمية و الحياة شعارات مزيفة تكشف الغطاء عنها
مظاهرات سلمية بسيطة حيث يمتشق لك من ورائها رشاش قاتل ينم حامله عن كراهية مقيتة
و بغض منقطع النظير لم اجد في التاريخ البشري شبيها لها اللهم ما قرأناه عن الجنود
الالمان في حربهم على اليهود غير ذلك عجز عقلي عن استحضاره و انا اخط هذه
الكلمات،و ما زاد الطين بلة هو التحايل على عملية قتل الشهيد "رشيد الشين"عندما
تورد صحف صفراء و منابر اعلامية و شخصيات وازنة في حكومة "أجمل بلد في
العالم"على أن الشهيد لا ينتمي للمنطقة و أنه قتل قبل ذلك اليوم، الا أن حكمة
الواحد الاحد و تبصر اعلامنا المقدام كشفت النقاب و عرت المستور و كذبت الجاني و
احقت الحق في يوم كان عصيبا عليهم فأصبح مرة أخرى كما تعودنا اسم
"اســـــــــــا"يدوي في منابر مختلفة و اصبحت قضيتنا أشهر من نار على
علم، فدحرو مرة أخرى و بالرغم من ذلك مازال اهل اسا يحصدون التأيد من مناطق عدة و
لا زال اهلها رغم ما طالهم يحتكمون للعقل و يمدون غصن الزيتون و ينبدون لغة النار
و ينشدون الحوار و التعقل، لكن القمع لا يعرف الا لغة العنف و الظلم و الاستبداد و
ها هم يسعون الى جعلنا ثكانات عسكرية و يرهبوننا و نزيد حماسا و بسالة و توقا
للحرية و الحق يعلو و لا يعلى عليه.