بيان تنديدي لقبائل ايتوسى بجهة
مراكش تانسيفت الحوز
حول أحداث مدينة آسا وتيزيمي
أبناء قبائلنا ..أنتم شرفنا وكرامتنا .. أنتم
التاريخ .. أنتم المستقبل .. أنتم الكبرياء .. أنتم النبراس .. أنتم الأقداس ..
بكم ننتصر .. بكم نزدهر .. بكم نقاوم .. بكم عرفنا أن لا نُساوم .. بكم تحررنا ..
بكم تنعّمنا .. دمكم الطاهر طهّر أراضينا .. دمكم الطاهر كان لنا الضياء.
بعد التطاول على أراض لقبائلنا لنا أحقية عليها كما
تبينه الحجج والبراهين. وإيمانا من قبائلنا على أن حل الخلافات المجتمعية
يأتي من خلال الإجراءات القانونية، وعلى
طاولات الحوار. قامت قبائلنا بتجمع سلمي بمنطقة تيزيمي تفاديا لنشوب صراعات بدوافع مناطقية
وجهوية، وتفاديا لأي انفلات أمني خطير، وخروج عن السيطرة، وجر المنطقة إلى بوتقة
صراعات، وتجنبا لتأزيم الأمور والأجواء وشحنها في اتجاه مختلف النزاعات. فتحت
قبائلنا حوارا مع التجمعات القبلية المجاورة تحت إشراف السلطات من
أجل إيجاد حل لترسيم الحدود. وفي ظل استمرار الحوار تفاجأ قبائلنا فجر
يوم الاثنين بتدخل عنيف وهمجي لقوات الأمن ضد تجمعها السلمي هذا مستعملة الهراوات والغاز
المسيل للدموع وأنواع أخرى من الرصاص وسيارات وطائرة هليكوبتر.
وبعد ذلك شهدت مدينة آسا مواجهات عنيفة ودامية بين
وأهالينا الغاضبين وقوات الأمن، قامت خلالها هذه الأخيرة باستعمال مكثف للغاز
المسيل للدموع والرصاص لتفريق المحتجين وفضّ الاشتباكات. وطالت هذه الاعتداءات المسنين
والنساء والأطفال، مما خلف عدة إصابات، ووفاة أحد أبناء قبائل ايتوسى رشيد الشين
ولد المامون.
وإننا نحن قبائل ايتوسى بجهة مراكش تانسيفت الحوز نحيي
في قبائلنا مواصلتهم طريقهم السلمي للمطالبة بحقوقهم. ونعلن تأييدنا الكامل من أجل
ممارسة قبائلنا حقهم في التجمع والاحتجاج السلمي والتعبير عن مطالبهم المشروعة. ونعلن
مشاعرنا ومواقفنا التضامنية مع كل أبناء قبائلنا، في التعبير بشكل حضاري عن حقوقهم
المشروعة، عن طريق ممارسة حق التظاهر، واستعدادنا لخوض كل أشكال النضال لنصرة قضية
قبائلنا. لأجل هذا كله نصدر البيان التالي
للرأي العام.
تابعت قبائل ايتوسى بجهة مراكش تانسيفت الحوز بكامل
الاهتمام تدهور الأوضاع بمدينة آسا على اثر ما حصل من أحداث
فجر يوم الاثنين 23 شتنبر بتجمعها السلمي بمنطقة تيزيمي. كما اطلعت على القمع الذي
اقترفته قوات الأمن للمظاهرات والتجمعات السلمية التي شارك فيها أبناء قبائلنا. وعن
الاصتدامات بين المحتجين و قوات الأمن حيث قامت هذه الأخيرة باستخدام قنابل الغاز
المسيلة للدموع والرصاص الحي لقمع المتظاهرين.
كما ضبطت كل ما توافد على مدينة آسا من تعزيزات
أمنية لمواجهة الاحتجاجات السلمية، حيث تحولت الشوارع العامة إلى
مسرح للدوريات الأمنية، مما أدى إلى إصابة العديد من أبناء
قبائلنا وقتل أحدهم رشيد الشين ولد المامون.
ولهذا نستنكر وندين ما تعرضت له قبائل ايتوسى بمنطقة
تيزيمي، ونعرب عن غضبنا إزاء
التطورات التي شهدتها مدينة آسا وما نتج عنها من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. ونندد
بالتدخل المبالغ فيه والضارب لحقوق الإنسان
لقوات الأمن ضد المحتجين وترويع الأهالي، وتعرض حياتهم للخطر، ومداهمة أحياءهم
ومنازلهم.
وبكوننا
منتمين لقبائل ايتوسى، نتوجه بتعازينا الحارة النابعة من قلوب صادقة، لجميع قبائل
ايتوسى لوفاة ابنهم رشيد الشين ولد المامون، متمنين لجميع الجرحى الشفاء العاجل. وندين
ونستنكر جميع ممارسات العنف والقتل والاغتيال، أيا كانت مصادرها ومبرراتها.
وإننا ننظر إلى تلك الأحداث باعتبارها
انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، واعتداءات خرقة على سلم وأمن أهالينا، كما نعبر
عن وقوفنا مع أهالينا وندعو إلى ضرورة فتح تحقيق جدي في عملية القتل التي ذهب
ضحيتها رشيد الشين ولد المامون.
ونرى أن المسؤولية الكاملة لهاته الأحداث تقع على
عاتق الدولة وأجهزتها الرسمية وسلطاتها الأمنية، وبالتالي فإنها
ملزمة بالكشف عن مرتكبي تلك الانتهاكات، وتقديمهم إلى العدالة. ونأسف عن الاتهامات
التي وجهتها السلطات المغربية ضد التجمعات السلمية لقبائلنا.
ونؤكد أن السلطات المحلية يجب أن تتحمل كامل
المسؤولية حول ما حصل من صدامات بين أهالينا وقوى الأمن بعد قيامها بمنع التجمعات
السلمية وقمع منظميها المتضامنين مع الأهالي الذين تعرضوا للتعنيف بمنطقة تيزيمي. ونظرا لكل هذا نطالب
باتخاذ الدولة المغربية قرارا عاجلا وفعالا في إعادة قوات الأمن إلى مواقعها وفك
الحصار عن مدينة آسا، والتدخل السريع لوضع
حد للانتهاكات غير الإنسانية التي يتعرض لها أهالينا. والوقف الفوري لدوامة العنف
وتشكيل لجنة تحقيق برلمانية، وقضائية مستقلة ومحايدة ونزيهة وشفافة بمشاركة ممثلين
عن المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان، تقوم بالكشف عن المسببين للعنف والممارسين
له، وعن المسئولين عن وقوع الضحايا، وأحالتهم إلى القضاء ومحاسبتهم.
قبائل ايتوسى بجهة مراكش تانسيفت
الحوز