» » » » لال المحجوب يكتب : ما تبقى من تيزيمي

ستحكي الأيام للأجيال القادمة عن معركة تيزيمي، ستحكي عن صراع دخلناه بإيمان مزدوج الوجوه، وجه يؤمن بعدالة الملف وسلامة المطلب، ووجه يدفعه  الحماس وتؤزه الحمية.
وستحكي الأيام كيف توحد الشيوخ والشباب تحت خيمة واحدة، وكيف وجد الناس أنفسهم يتسابقون بالهبات والعطايا، من غير أذى أو من والكل يهون لعيون القبيلة.  
وستحكي الأيام عن حلم الشباب في استعادة الأمجاد الغابرة، وإحياء ذكريات تكاد يطمسها الصمت وتأكلها أرضة الزمان، ليقول الكل إن الأرض خط أحمر، فهي الحياة وهي الشرف الغالي، وهي الروح ببن جنبات الأجساد.
لكن...
هل سنتذكر أن المعارك من غير قادة نهايتها الخسران وإن بعد ربح وكذلك كان لأهلنا قي تيزيمي .
هل سنذكر أن نخبتنا المثقفة توارت خلف الحجاب وسلمت سلاحها ورأسمالها وآثرت التبعية والانقياد لمن يجب في حقه القذف إلى مزابل التاريخ.
هل سنذكر أن منتخبينا بانت عورتهم الهزيلة حين سعوا للركض قبل الفطام فلم نرى منهم سوى مشية عرجاء وتخبطا في ساحات الاقدام.
هل سنتعلم أن فاقد الشئ لا يعطيه، وأن منتخبينا وإن صدقوا السعي لمصالح القبيلة فالافق والفكر والرؤية تعوزهم وتربطهم عن المسعى بألف رباط.
هل سنقدم الولاء وفروض السمع والطاعة العمياء لمن يدفع أكثر مغلفين ذلك بالاخوة وبني العمومة ومنتصرين لجاهلية جاوزها الزمن ولم تبقى سوى افيونا بيد المفسدين والتجار.
هل سنقف أمام الغير بصوت واحد ألا حوار مع من يقتل أبناءنا ويدنس بيوتنا وينتهك حرماتنا فهي الخط الاحمر الذي من دونه تستحيل الحياة عدما بلا رائحة ولا طعم ولا أفق.
هل سنتوقف يوما عن ترديد السائد من أقول متقاعدين قهر الالتزام العسكري أيام شقاوتهم الشبابية وحد من منظور عين لا يجاوز يقينها بضع خطوات.
هل سنتكفي من حفظ انطباعات أم رددتها وهي تعد شاي العصر قد امتزج رأيها ببخور المساء فحجب عن الانوف شم العليل من الهواء.
إننا بحاجة لأن نفكر للمدشر والقبيلة والناس، نفكر بعقولنا نحن وتأملاتنا نحن ورؤانا نحن، نحتاج لان نوقف صوت الخوف ونصدح بالحق وإن كان على حساب الذات، ثم نحتاج أن تحكمنا قيم الرجولة الحقة وعنوانها الرئيس صدق دائم ووفاء قائم، لا ان تبدلنا الاهواء والمصالح ودردشات المقاهي.
للتواصل من لال المحجوب

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

دع تعليقك