المبعوث الدولي للصحراء يتجه الى الجزائر للتشاور مع اطراف النزاع واقناعهم بالعودة للمفاوضات

أسا بريس : عن ـ 'القدس العربي':الرباط محمود معروف 2013-03-25  انهى المبعوث الدولي كريستوفر روس امس الاثنين زيارته للمغرب وتوجه الى الجزائر في اطار جولته التي تشمل ايضا موريتانيا، للتشاور مع اطراف النزاع الصحراوي حول سبل الدخول في حلقة جديدة من مسلسل السلام الصحراوي بالعودة الى طاولة المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليزاريو للوصول الى تسوية تاريخية تنهي النزاع المتفجر منذ اكثر من 37 عاما. والتقى كريستوفر روس المبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة للصحراء الغربية في يومه الاخير بمدينة الداخلة اقصى جنوب المغرب، والمدينة الصحراوية الثانية من حيث عدد السكان، مجموعة من نشطاء حقوقيين وفعاليات المجتمع المدني وضحايا انتهاكات الدولة المغربية بالمدينة لالاضافة الى السلطات المحلية. والتقى روس كلا من المامي أعمر سالم رئيس المنظمة الصحراوية لمناهضة التعذيب والنائب الثاني للمكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان، ومحمد فاضل السملالي رئيس جمعية المعاقين بالداخلة وسيدي أحمد المكي عضو المنظمة الصحراوية لمناهضة التعذيب بالصحراء وخالد أميمو المعتقل السابق. وحسب المشاركين فان اللقاء تركز حول وضعية حقوق الإنسان والحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية وقضية استنزاف الثروات الطبيعية للمنطقة. وكان روس قبل مغادرته مدينة العيون مساء السبت قد التقى أعضاء عن لجنة عائلات المعتقلين السياسيين الصحراويين مجموعة أكديم إزيك وهيئة الدفاع المؤازرة للمعتقلين السياسيين الصحراويين مجموعة أكديم إزيك ونشطاء اخرين أوضحوا للممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة أطوار المحاكمة والأحكام القاسية التي تعرض لها المعتقلين مجموعة أكديم إزيك بالمحكمة العسكرية الدائمة بالرباط . وتطرق اللقاء أيضا إلى الوضع العام بالصحراء الغربية والانشغالات المرتبطة به حيث نبه الحاضرون روس الى ما وصفوه بالوضع الخطير لمسألة حقوق الإنسان والنهب الممنهج لثروات الصحراء الغربية، وحمل الجميع الأمم المتحدة المسؤولية الكاملة في هذه الملفات. وطالبوه بالتدخل والضغط على الدولة المغربية لاطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين والعمل على تمكين الصحراويين من تقرير المصير عبر استفتاء حر عادل و نزيه، يختار فيه الصحراويون مصيرهم وحماية حقوق الإنسان عبر توسيع صلاحية بعثة المينورسو لتشمل المراقبة والتقرير عن أوضاع حقوق الإنسان. ومن المقرر ان يقدم كريستوفر روس تقريرا الى مجلس الامن الدولي يوم 22 نيسان/ ابريل القادم حول تطورات النزاع وافكاره الجديدة التي بلورها خلال زيارته لاحداث اختراق بجمود عملية السلام الصحراوي والوصول بأطراف النزاع الى حل مقبول. وقبل وصوله الى المنطقة في جولته الثانية بعد موافقة المغرب على عودته لمهمته، حرص كريستوفر روس على النأي بنفسه عن الملفات التي تدخل باختصاص جهات دولية اخرى خاصة حقوق الانسان التي يتابعها مفوضية حقوق الانسان ومفوضية مناهضة التعذيب، الا انه وجد نفسه في العيون او الداخلة، في اتون هذا الملف الذي تسعى جبهة البوليزاريو من خلاله الى تحقيق مكاسب دبلوماسية واعلامية على الصعيد الدولي وهو ما نجحت به الجبهة خلال الايام الماضية. وتداولت المواقع الالكترونية المغربية شريط فيديو يظهر مواجهات بين مواطنين ورجال الشرطة المغربية عرفتها مدينة العيون اثناء تواجد كريستوفر روس بالمدينة. وقال موقع الف بوست ان الخروقات التي قام بها أفراد الشرطة المغربية تزيد من تعقيد مهمة المغرب في المنتظم الدولي وتسهل بدون وعي مأمورية البوليزاريو في توظيف ملف حقوق الإنسان. وتضمن شريط الفيديو تدخلا عنيفا لقوات الأمن المغربية بزي غير رسمي ضد عدد قليل من الصحراويين حاولوا التظاهر في العيون للدفاع عن جبهة البوليزاريو ومقاربتها للنزاع ومطالبها باقامة دولة مستقلة بالمنطقة المتنازع عليها. ويبرز الشريط قيام مجموعة من رجال الأمن وهم يمارسون مستوى مثيرا من العنف ضد المتظاهرين، بما في ذلك واحد منهم يوجه حجرا كبيرا الى مجموعة منها نساء. وقال الناشط محمد رضى الطوجني رئيس 'جمعية الصحراء المغربية' التي تولت الدفاع عن الملف في الخارج ومواجهة جبهة البوليزاريو في موقعه في الفايسبوك، ان شريط الفيديو 'هدية جميلة لأعداء الوطن وأنصارهم في العالم'.