» » الاستثناء الصحراوي ؟

أسا بريس : عن تركز.نت  / بقلم : الداودي المحجوب
لم يعد يخفى على احد لماذا تعتبر الصحراء استثناء في هذه البلاد. فكلما كانت وجهتنا شمالا كلما تغيرت الأمور من الاسوء إلى الأحسن. وكلما عبرنا في اتجاه الجنوب تتغيير المشاهد والأمور الى الاسوء ، انها مفارقة قد قلبت المثل الحساني راسا على عقب. (ولدك إلا ستكبل لا تردوا و إلا كافى لا تعدو).
معذرة أيها الصحراوي الساذج ولدك إلى كافى لا تردوا والا ستكبل لا تعدو، فمداشر بحجم الصحراء تمثل ثلت المملكة جغرافيا. وتتوفر على شواطئ عذراء تسيل لعاب المستثمرين الأجانب في المجال السياحي والاقتصادي. ويمنع الصحراويين من نصب خيامهم بضفافها وكأنهم اقل شانا من النورس. فرشة مائية مهمة بكل من الداخلة الطنطان كلميم و وديان بدون سدود وكان الفلاحة استثناء لاهل الصحراء .
قوم رحل لا يحق لهم الترحال لا جنوبا ولا شمالا. ثروات بحرية قل نظيرها في العالم لا يستفيد منها الصحراوي إلا ما تشتمه الأنوف في الطرقات. ومخزون ضخم من الفوسفاط والملح المكشوف والسهل للاستغلال………وبالمقابل تعتبر الصحراء رغم شساعتها كثافتها الأضعف سكانا ومع دالك فهي الأفقر ساكنة والأفقر بنية تحتية.
فرغم الجهود والاستثناءات فان نسبة الفقر تزداد تناسبيا يوما بعد يوم وبأرقام مهولة. معدل الأجور في حدود بطاقة إنعاش لا تسمن ولا تغني، واقع مزري فعلا بسبب عفريت وهاجس المقاربات الأمنية والحالة الاستثنائية التي انتهجتها كل الحكومات التي تعاقبت على تسيير هذا البلد مند سنة
1975..والحصيلة …تراكمات ، تماطل ،مراوغات، ضحك على الدقون، وسيناريوهات أصبحنا نحفظها، بل نتصورها قبل صدورها..
فالوطنية الحقيقية تزداد تبخرا وتشتتا وضياعا لدرجة ان الاطفال اصبحوا يزدادون من بطون امهاتهم وهم يحملون شارة النصر وكأنهم اطفال غزة ويرددون شعارات من قبيل لا بديل لا بديل..
تدورن لماذا…انه الاستثناء وما أدراك ما الاستثناء ، اهل مكة أدرى بشعابها وأهل الصحراء ادري بخيامهم ومرحانهم… فعندما يهمش المقاوم و أرامل الشهداء وأبناء الشهداء…ويهمش اعزة الناس واصدق الناس وطنية ورؤية للاومور وتصبح الخيمة شعارا غير مرغوب فيه، ويجلس الشاب المثقف العارف لخبايا الامورعاجزا متفرجا يحتسي فناجين البن بالمقاهي يشوارع السمارة و الحسن الثاني و أكادير.
وفي مقابل ذالك يكرم ادني الناس مكانة و وطنية بل يصنفون على انهم نخب فاعلة يمكن الرهان عليهم في تحديد مصير إقليم… في احسن الأحوال رهانهم لا يتجاوز لباس الدراعة والملحفة والتصفيق في قصر المؤتمرات.. و ترديد شعارات من قبيل الصحراء مغربية …عجيب امر هذا الاستثناء العفريت في ظل مناخ يطغى عليه طابع الاسترزاق والفساد الإداري والمالي والزبونية بمباركة سلطة خشبية لا يهمها سوى الاغتناء عن طريق حصد غلة هدا الاستثناء الغريب والعجيب ما دام أصحاب القرار ملتزمين ومتشبثين بهذا الواقع الفريد وهذه المقاربة الأمنية..
.اقول الى حين………الى ان يكبر “رضع” اليوم ليدلوا بدلوهم في بئر الزمان .حينها سيتبخر الاستثناء وسيسقط القناع وسيأتي الطوفان مندرا بقدوم ربيع ليس كالربيع… فحينها سيتغير زمن المقاربات الامنية لتحل محلها ديمقراطية بنكهة حقيقية وبتصورات محلية..

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

دع تعليقك