» » » ماذا بعد دموع أوزين ، و تضامن قافلة البرلمانيين؟

 أسا بريس : محمد الكبش
منذ أزيد من شهر و نصف و المجازون بإقليم أسا الزاك يحتجون على تدهور الوضع بالإقليم مدعومين بكافة سكان الاقليم من شتى الشرائح ، و الحصيلة الى حد الآن لازالت منعدمة ، فلا حل يظهر للمشكل و لا ارادة تبديها السلطات المحلية من أجل إنهاء هاته المعاناة. بل سعت الى تعقيد الوضع من خلال مقاربتها الأمنية العنيفة و التي يراد من خلالها توجيه مسار الاحتجاجات الى مسار يهيمن عليه جو العنف حتى تضع حلا لهاته الاحتجاجات السلمية.
خلال هاته المدة كلها و كل من مدينتي أسا و الزاك و جماعة عوينة ايغمان يخيم عليهن جو الاحتجاجات السلمية ذات الطابع الاجتماعي و التنديد بسياسة السلطات المحلية لا من حيث التدبير أو معالجة مشاكل الساكنة و لا من خلال التماطل في الوقوف عند الخروقات التي يعرفها الاقليم ، و قد عرفت هاته المدة أيضا زيارة لوزير الشباب و الرياضة "محمد أوزين " لعاصمة الاقليم أسا ، و الذي انتقل الى مكان الاعتصام الذي يرابط به المجازون و من خلال المداخلات التي استمع فيها الوزير لمجمل المشاكل التي يتخبط بها الاقليم بكافة شرائحه الاجتماعية و خصوصا المجازون ، و من شدة سوء ما سمع الوزير من حقائق أجهشت عيناه بالبكاء و أكد على ضرورة ايصال صوت هؤلاء الى مراكز القرار .  وهنا يمكن طرح فرضيتين لا ثالث لهما ، ربما أن الوزير قد أثر فيه الواقع  المزري لساكنة الاقليم ، اوربما أنه لم يجد من اجابة أو حل سوى البكاء و ذلك أضعف الايمان.
فدموع الوزير لم تعطي أية نتيجة حتى الآن ، اللهم أمل بسيط زرع في نفوس هؤلاء المعتصمين لكن سرعان ما تبدد هذا البصيص من الأمل ، فالدموع لم تترجم على أرض الواقع بحل جدري للمشكل و لم تغير أيضا من تصرفات القائمين على الشأن المحلي بالإقليم ، فهل هذا ما كان ينقصنا؟.
بعد هاته الزيارة جاء دور قافلة حزب المصباح ، الحزب الذي يتربع على رأس الحكومة، الحزب الذي ينادي بمحاربة الفساد و الفاسدين و نصرة المظلومين، الحزب الذي حصل على أكثر من 600 صوت من سكان الاقليم  للائحة الوطنية  في الانتخابات البرلمانية دون أي دعاية انتخابية أو وجود أي مرشح من الاقليم. قافلة الحزب حطت رحالها بالإقليم منذ يومين تقريبا وزارت أيضا معتصمات المجازين بكل من أسا و الزاك و استمعت الى مداخلات الأعيان و الحقوقيين و الشباب و النساء الخ. فاكتفت هي الأخرى بتأكيد تضامنها مع المتضررين و خصوصا المجازين و قيمت النقاش بالجاد و الهادف. فهل ما ينقصنا بالفعل هو تقييم نقاشنا؟
فليس المهم هو المشاركة أو الاطلاع على المشاكل من أجل الاطلاع فقط، لكن المهم هو ايجاد حلول قد تساهم في انهاء جذري للمشكل فلا الوزير و لا الفريق البرلماني يحق لهما الاكتفاء بالتشخيص فقط و ابداء التضامن ، و طمأنة النفوس الغاضبة ، لكون مكانتهم التي تجعلهم في أو مقربين من مركز القرار لا تسمح لهم في تشخيص المشكل و ابداء تأسفهم بل تحتم عليهم الانخراط في حل المشكل أو بالأحرى حل المشكل.
بين دموع الوزير و تقييم النقاش لا التركيز على المضمون ،  يبقى المشكل قائما و لا حل يظهر الى حد الآن ، و تبقى كذلك عزيمة المجازين قوية ، لأنهم أصحاب حق و الحق سلطان.

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

دع تعليقك