» » » "حوار صحراوي -صحراوي في المنتدى الإجتماعي العالمي بتونس"

أسا بريس : بوجمعة بيناهو

   بعدسة الأخ بوجمعة بيناهو من تونس 


    إن تدبير ملفات الصحراء بمختلف تجلياتها ،ظل رهينا لمقاربات أمنية صرفة ،جعل كافة الأطراف تتعامل بمنطق إنعدام الثقة في الأخر. بالإضافة إلى حصر التمثيلية للصحراويين في عائلات معينة إن لم نقل في أشخاص محددين بذواتهم ظلوا مقتصرين في كل مقاربة تدبيرية على نعرات غالبا ما تكون ضيقة .في ظل هذا الواقع المتشعب و المعقد أضحت المرحلة تتطلب المبادرة وبنوع من الجرأة ،ولذلك بادرت بعض الفعاليات الغيورة من شباب الصحراء وبإنتماءات سياسية مختلفة و منحدرة من مناطق و انتماءات قبلية متعددة . يوحدها شيئ واحد هو حمل هموم الشباب الصحراوي أينما تواجد و محاولة الوقوف على مكامن الخلل .وفي هذا السياق تم لقاء بعض أبناء الصحراء في كلية الحقوق و العلوم السياسية المنار بتونس العاصمة. وتم فيه مدارسة الرهانات و الإشكالات العويصة التي تقف دون التوصل لأي حل يجنب أهل الصحراء إستمرارية المشكل القائم. إن مبادرة من هذا النوع وإن يمكن أن تثير بعض الريب لأشخاص أو جهات معينة لا يمكن أن تخلو من دلالة رمزية أولا تنبثق بالأساس من نوايا حسنة عمودها الفقري نخب صحراوية مستقلة التفكير و التوجه سلاحها الفكر و المعرفة . إن حوارا من هذا النوع بين ابناء المجتمع الواحد يخدم مصلحة الشباب الصحراوي أينما تواجد وينقل همومه من مناطق تواجده إلى أقطار عالمية. ومن هذا المنطلق يجدر التذكير على أن بلورة أي سياسة عمومية تعنى بالصحراء و تمثيلية ساكنة الصحراء وكيف ما كان نوعها ومصدرها . لا يجب أن يكون على حساب النخب و الأطر المثقفة و التي لها عمق و تجدر و إرتباط مع مختلف الشرائح ولعل في طليعتها الشباب . وبذلك فإن طلب انخراط أبناء الصحراء خاصة الشباب منهم أصبح أمرا ملحا في جميع المبادرات و المشاريع التي تستهدف إخراج المنطقة من النفق المسدود وسيتم الترحيب به و معالجته وفق ما تقتضيه المصلحة العامة للشباب الصحراوي هاته الفئة التي عانت طويلا من العزلة و التهميش و التعامل مغها من منطق اللاثقة .ولا مجال للتذكير على أن النخب الصحراوية الجديدة لقادرة على المبادرة و الإقناع ومؤهلة لأن تحمل مشعل التغيير ، إيمانا منها بحركية التاريخ و بأهمية مسايرة متطلبات العصر الحديث وتحولاته العميقة و المتسارعة .
    إن مشاركة متميزة للشباب الصحراوي أينما تواجد في صناعة القرار السياسي بشأن قضية الصحراء      يمر عبر الإعتراف بقدرات هاته النخب . و إشراكها ورد الإعتبار لها . و إقرار فشل بعض التراكمات و   السياسات التي لطالما ساهمت في تشتيت الجهود و الوقوف ضد أي بروز هادف لنخب حية من داخل النسق السياسي الصحراوي بكل تناقضاته.

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

دع تعليقك