تخضع طريقة تعيين
كل من الولاة والعمال لمعايير ' بدائية ' غريبة ومتجاوزة يتحكم فيها منطق القرابة
والزبونية والقبلية والجهوية و *أصدقاء العمل والدراسة* في غياب تام لمعايير
الإستحقاق والإستقامة والكفاءة.
فجل هؤلاء العمال
يستغلون صفة "عامل صاحب الجلالة" لتجعلهم أشخاصا فوق القانون،يصدرون
التعليمات والأوامر بشكل شفهي ويتحكمون في المجالس المنتخبة ويهمشونها ويؤثرون في
الحملات الإنتخابية عن بعد،ويناصرون مرشحا على حساب آخر، ويرسمون الخرائط السياسية
على المقاس...كما أن قراراتهم غالبا ما تكون مشوبة بعين الإنحراف أو الشطط في
إستعمال السلطة،ويرفضون إستقبال المواطنين والإنصات إلى همومهم ومشاكلهم بدعوى أن "السيد
العامل في إجتماع" في حين نجد هؤلاء العمال في المواسم الدينية وفترات زيارة
الأضرحة بجلبابهم الأبيض والطربوش الأحمر لتناول الشواء وإحتساء كؤوس الشاي في جو
هادئ،مصحوبين بأسطول من سيارات الدولة وبرؤساء المصالح الخارجية للوزارات في صورة
واضحة عن التمادي في تبذير المال العام...
ففي الوقت الذي
كثر فيه الحديث عن الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وصيانة كرامة المواطنين والعمل على
دسترتها، فوجئ الكل بعامل إقليم آسا،
"مول الصيدلية"، يغرد خارج السرب وكأنه
في بلد خارج كوكب الأرض، لا يحس ولا يعي بما يجري حوله من تغيرات؛ فهو لا
يزال يتعامل باستعلاء وعجرفة وسلطوية – زيادة على اللزوم- وكأننا لا زلنا نعيش
سنوات الرصاص البائدة وان اللغة الوحيدة التي يتقنها هي لغة الترهيب والتهديد تارة
،والترغيب و"ما يكون غير الخير " تارة أخرى وإهدار كرامة الموظفين
المدنيين والعسكريين على السواء خصوصا في ظل ما سمعناه عن وجود
"مخازنية" يقومون بمهمة "شاوش" للسيد العامل.
منذ 22 يناير 2009 وعامل آسا جاثم على قلوب
الساكنة..حيث أنه بمجرد قدومه تحالف مع أحد اباطرة الفساد (برلماني) ليبدأ مسلسل
تفكيك ما تبقى من الحياة السياسية الفتية بهذه المنطقة...فتح صنبور المال العام
تحت غطاء "المقاولون الصغار".. أراد أن يوصل للكل على انه متواضع جدا
ولا يمانع في رفض أي دعوة قد توجه له لحضور وليمة ما..بل ولما لا إفتراش "
أليويش" كما كان
يفعل أجدادنا..
لم يكن أكثر المتشائمين ولا أقل المتفائلين
عند تعيين السيد العامل على إقليم آسا الزاك _لم يكن_ يتوقعون أن يكون هذا العامل
من طينة كطينته...ما جعلهم يبكون ألف مرة على عهد "بنعدو" الذي بالرغم
مما حسب عليه من مؤاخذات إلا ان فترته قد كانت محط إستحسان الكثيرين.
أنظر إلى الواقع الحالي لآسا وانا أتسائل :
هل قدر آسا دائما أن تبتلى في كل مرة ب :الديشي
ديال العمال" ؟..ولم لم تظهر بعد إرهاصات ظهور مدينة حديثة ببنية
تحتية تظاهي باقي مدن الصحراء؟.
بتعاون مع: مراسل كليميم