يأتي اختيارنا لموضوع "التنمية والتغير الاجتماعي" انطلاقا من دواعي موضوعية تتجلى بالأساس في ا لتغيرات الاجتماعية و الاقتصادية التي عرفها المغرب بصفة عامة إضافة إلى كونه مجالا خصبا للبحت والدراسة كما أن الاهتمام بالتنمية والتغير الاجتماعي لم يعد قضية تشغل رجال الإدارة أو مخططي السياسة العامة أو قادة المجتمعات على اختلاف منطقاتهم الإيديولوجية بل أصبح يمثل ميدانا جديدا يتعاظم شانه في علم الاجتماع والعلوم الاجتماعية الأخرى نظر لكونه يثير من الناحية العلمية قضايا عديدة تتعلق بتجارب اجتماعية حية بكل ما تنطوي عليه من دينامية و بكل ما تطرحه من مشاكل وحلول و لهذا أصبح من الضروري اعتبار التنمية الاجتماعية و قضايا التغير الاجتماعي من القضايا الكبرى التي يطرحها هذا العصر وتفرقها ظروف التقدم العلمي والتكنولوجي وأوجبتها مسؤولية القيادات المختلفة في المجتمع قصد تنمية العنصر البشري ووضعه في موضع يتلاءم مع حركة التقدم الحضاري العالمي.
وبرجوعنا إلى تاريخ المنطقة نجد أنها كانت خاضعة للاستعمارالاسباني الذي ساهم بشكل كبير في إحداث تغييرات شاملة مست مختلف البنيات وأسس المجتمع الصحراوي حيث عمل على تفكيك البنيات القبلية وتفتيتها في إطار استراتيجية لضبط المجال القبلي و العمل على إعادة تشكيلها و هيكلتها بصيغ جديدة ودمجها في بنيات تحت دولتيه كإطار "أجماعة" و ليسمح في نفس الوقت بتجاوزالاعتبارالقبلي ألاثني واستبداله بروابط اقتصادية و اجتماعية تظهرلا جدوى التضامنات الاثنية إضافة إلى الضغط العسكري على أماكن إقامة البدو الرحل و محاصرتهم للحد من تحركاتهم نظرا لما يشكلونه من أخطار تهدد وجود الاستعمار بالمنطقة إضافة إلى عوامل طبيعية قاهرة كلها عوامل تضافرت لتحدث انقلابا قويا في حياة الإنسان الصحراوي وذلك بانتقال نمط عيشه إلى الاستقرار بعدما كان في ترحال دائم بحثا عن الكلأ والماء لكن بعد الاستقلال و بنهج سياسة تنموية مستعجلة وخلق بنيات تحتية و التي تهدف إلى دعم استقرار البدو الرحل والاستثمار في مجال الصيد البحري وإعفاء الشركات من تأدية الضرائب كحافز للاستثمار ودعم المواد الأساسية الغذائية (الدقيق السكر الزيت) وذلك قصد تشجيع الاستقرار كما سارعت الدولة إلى استحداث مؤسساتها الإدارية المثمتلة في التعليم الصحة الأمن السكن ودورها في تغيير البناء الاجتماعي وأسسه بالمنطقة وقد ساهمت هذه الدينامية في انتقال البدوالى منظومة اقتصادية و سياسية و اجتماعية جديدة مغايرة تماما غيرت معها ملامح المجتمع والعلاقات الاجتماعية والقيم والأعراف البدوية التي كانت منتشرة والتي انعكست بدورها على مؤسساته الاجتماعية من قبيل مؤسسة الزواج والتي عرفت تغيرا في أهدافها وطقوسها كما ساهمت عوامل أخرى كتاتير التعليم و العمل على الاختيارات و القناعات المرتبطة بمؤسسة الزواج في الماضي وقد انعكست كذلك تلك التحولات على ثقافة المجتمع وطقوسه حيث نلامس التغير الذي شمل منظومة اللباس ومدى ثاتره بواقع التغيرات التي لحقت نمط الحياة و تطور السوق الاستهلاكية التي أصبحت تنسينا الأزياء التقليدية الخاصة بالمناطق الجنوبية وتكييفها مع الواقع الجديد نظرا لضخامة الإنتاج وحجم الاستهلاك. بالإضافة إلى أن الأسرة البدوية المستقرة لم تعد تلك الوحدة الممتدة بل صارت نحو شكل الأسرة النووية و أصبح أفرادها ينزعون نحو الاستقلال الاقتصادي و الاجتماعي و برزت فئات النساء والأبناء الذين يفضلون حياة المدينة على حياة البادية عكس فئات الرجال وصرنا أمام أسرة مفككة وامرأة موزعة بين مهام البيت و العمل وتربية الأبناء و مشاريع حرة خارجة البيت غير العمل المأجور هذا الأخير الذي كانت له انعكاسات كبيرة على مفهوم العمل والنقود عند البدو و تأثيره على العلاقات الاجتماعية حيث صارت النقود محددة لهذه العلاقات و لعبت دورا في طبيعة و قيمة الموارد المستهلكة في المناسبات الاجتماعية والطقوسية.
ولقد أصبح من المسلم أن قضية التنمية و التغير الاجتماعي قضية علم و قضية سياسة في نفس الوقت و لم يعد من المقبول أن يتخلف العالم انتظارا لنتائج التجارب كذلك لم يعد من المقبول أن تجرب السياسة أو تخطط في غيبة عن العلم هذا فضلا عن أن التجريب في التنمية و البحث العلمي لا ينبغي أن يسيرا في خطين متوازيين بل انه وفقا لما هو متراكم من حصيلة التجريب على المستوى المحلي والعالمي والعلمي فانهما يجب أن يتفاعلا على مستويات متعددة حتى ينمو التجريب في إطار من التقييم المستمر وبإرشاد دائم من نتائج الدراسات العلمية التي يمكن ترجمتها علميا إضافة إلى كون المنطقة واعدة بأفاق مستقبلية تتجلى في إيجاد حل لمشكل الصحراء و ما سيلعبه من دور في دفع عجلة التنمية و التغير بالمنطقة و انعكاساتها على شعور السكان بالأمن و ارتفاع قيمة الإنسان الاجتماعية ويبقى انه لابد من نظرة متكاملة إلى التحولات الاجتماعية و الاقتصادية التي تشهدها المنطقة وذلك بتوظيف مناهج متعددة و استغلال لتداخل العلوم خاصة الاقتصادية منها و الاجتماعية و التاريخية لدراسة هذا الواقع و نحن نسير نحو التحضر مع مراعاة الخصوصية المحلية و الشروط المختلفة التي أحاطت بهذا التغير الملحوظ والذي لا يزال صيرورة متواصلة.
وبرجوعنا إلى تاريخ المنطقة نجد أنها كانت خاضعة للاستعمارالاسباني الذي ساهم بشكل كبير في إحداث تغييرات شاملة مست مختلف البنيات وأسس المجتمع الصحراوي حيث عمل على تفكيك البنيات القبلية وتفتيتها في إطار استراتيجية لضبط المجال القبلي و العمل على إعادة تشكيلها و هيكلتها بصيغ جديدة ودمجها في بنيات تحت دولتيه كإطار "أجماعة" و ليسمح في نفس الوقت بتجاوزالاعتبارالقبلي ألاثني واستبداله بروابط اقتصادية و اجتماعية تظهرلا جدوى التضامنات الاثنية إضافة إلى الضغط العسكري على أماكن إقامة البدو الرحل و محاصرتهم للحد من تحركاتهم نظرا لما يشكلونه من أخطار تهدد وجود الاستعمار بالمنطقة إضافة إلى عوامل طبيعية قاهرة كلها عوامل تضافرت لتحدث انقلابا قويا في حياة الإنسان الصحراوي وذلك بانتقال نمط عيشه إلى الاستقرار بعدما كان في ترحال دائم بحثا عن الكلأ والماء لكن بعد الاستقلال و بنهج سياسة تنموية مستعجلة وخلق بنيات تحتية و التي تهدف إلى دعم استقرار البدو الرحل والاستثمار في مجال الصيد البحري وإعفاء الشركات من تأدية الضرائب كحافز للاستثمار ودعم المواد الأساسية الغذائية (الدقيق السكر الزيت) وذلك قصد تشجيع الاستقرار كما سارعت الدولة إلى استحداث مؤسساتها الإدارية المثمتلة في التعليم الصحة الأمن السكن ودورها في تغيير البناء الاجتماعي وأسسه بالمنطقة وقد ساهمت هذه الدينامية في انتقال البدوالى منظومة اقتصادية و سياسية و اجتماعية جديدة مغايرة تماما غيرت معها ملامح المجتمع والعلاقات الاجتماعية والقيم والأعراف البدوية التي كانت منتشرة والتي انعكست بدورها على مؤسساته الاجتماعية من قبيل مؤسسة الزواج والتي عرفت تغيرا في أهدافها وطقوسها كما ساهمت عوامل أخرى كتاتير التعليم و العمل على الاختيارات و القناعات المرتبطة بمؤسسة الزواج في الماضي وقد انعكست كذلك تلك التحولات على ثقافة المجتمع وطقوسه حيث نلامس التغير الذي شمل منظومة اللباس ومدى ثاتره بواقع التغيرات التي لحقت نمط الحياة و تطور السوق الاستهلاكية التي أصبحت تنسينا الأزياء التقليدية الخاصة بالمناطق الجنوبية وتكييفها مع الواقع الجديد نظرا لضخامة الإنتاج وحجم الاستهلاك. بالإضافة إلى أن الأسرة البدوية المستقرة لم تعد تلك الوحدة الممتدة بل صارت نحو شكل الأسرة النووية و أصبح أفرادها ينزعون نحو الاستقلال الاقتصادي و الاجتماعي و برزت فئات النساء والأبناء الذين يفضلون حياة المدينة على حياة البادية عكس فئات الرجال وصرنا أمام أسرة مفككة وامرأة موزعة بين مهام البيت و العمل وتربية الأبناء و مشاريع حرة خارجة البيت غير العمل المأجور هذا الأخير الذي كانت له انعكاسات كبيرة على مفهوم العمل والنقود عند البدو و تأثيره على العلاقات الاجتماعية حيث صارت النقود محددة لهذه العلاقات و لعبت دورا في طبيعة و قيمة الموارد المستهلكة في المناسبات الاجتماعية والطقوسية.
ولقد أصبح من المسلم أن قضية التنمية و التغير الاجتماعي قضية علم و قضية سياسة في نفس الوقت و لم يعد من المقبول أن يتخلف العالم انتظارا لنتائج التجارب كذلك لم يعد من المقبول أن تجرب السياسة أو تخطط في غيبة عن العلم هذا فضلا عن أن التجريب في التنمية و البحث العلمي لا ينبغي أن يسيرا في خطين متوازيين بل انه وفقا لما هو متراكم من حصيلة التجريب على المستوى المحلي والعالمي والعلمي فانهما يجب أن يتفاعلا على مستويات متعددة حتى ينمو التجريب في إطار من التقييم المستمر وبإرشاد دائم من نتائج الدراسات العلمية التي يمكن ترجمتها علميا إضافة إلى كون المنطقة واعدة بأفاق مستقبلية تتجلى في إيجاد حل لمشكل الصحراء و ما سيلعبه من دور في دفع عجلة التنمية و التغير بالمنطقة و انعكاساتها على شعور السكان بالأمن و ارتفاع قيمة الإنسان الاجتماعية ويبقى انه لابد من نظرة متكاملة إلى التحولات الاجتماعية و الاقتصادية التي تشهدها المنطقة وذلك بتوظيف مناهج متعددة و استغلال لتداخل العلوم خاصة الاقتصادية منها و الاجتماعية و التاريخية لدراسة هذا الواقع و نحن نسير نحو التحضر مع مراعاة الخصوصية المحلية و الشروط المختلفة التي أحاطت بهذا التغير الملحوظ والذي لا يزال صيرورة متواصلة.
- محمد سالم غانم " أستاذ باحث في السوسيولوجيا
"
الكاتب العام لجمعية الساقية الحمراء درعة للتنمية و الحوار المتمدن
الكاتب العام لجمعية الساقية الحمراء درعة للتنمية و الحوار المتمدن