» » » التوظيف بالاقاليم الصحراوية و المقاربة الامنية




الصحراء الآن:محـــمد الشـــاوي
قامت سياسة وزارة الداخلية  منذ الثمانينات الى يومنا هذا على مقاربة امنية محضة في اطار مايسمى بالتوظيف المباشرلشباب الاقاليم الصحراوية حول منحهم لوظائف تنعت " عيش لا تموت " منها في بادئ الأمر بأشبال الحسن الثاني خلال فترة مهمة في تاريخ الصحراء والتي تروم من خلالها الحد من ولوج الصحراويين إلى الجامعات والمعاهد العليا ووو....الخ ، وللحد من تكوينهم الأكاديمي لأهداف ولإغراض سياسية في المنطقة .
وعقب أحداث العيون سنة 1999 ،عملت وزارة الداخلية على توظيف اعداد كبيرة من المجازين والتقنيين المعطلين في عدة مؤسسات الدولة بشتى الاقاليم الصحراوية .وتبعت ذلك دفعة اخرى من التوظيفات في سنة 2003 على اثر احداث 2003 بالعيون وكذلك  عفب احداث سنة 2005 ، حيث تم توظيف مجموعة اخرى من اصحاب الشهادات الجامعية والمهنية  واخيرا في سنة  2010 بالعيون وعلى خلفية أحداث اكديم ازيك الشهيرة شرق مدينة  العيون ،  عملت وزارة الداخلية  كذلك إلى تنظيم عملية توظيف لمجموعة من المجازين واصحاب الماستروعملت على تشتيتهم في عدد من الاقاليم الشمالية  ، وقامت في نفس المنحى على استقطاب عدد كبير من الشباب الصحرواي قصد انخراطه في مزاولة مهمة شيخ او مقدم حضري في الملحقات الإدارية التابعة لعمالات الأقاليم الصحراوية، إذ نجد هذه الوظائف تضرب في العمق  المجتمع الصحراوي باعتبارها لا تلائم عادات وتقاليد والقيم الإنسانية النبيلة والتضامن والتماسك القبلي للمجتمع الصحراوي، بحيث  نجحت إدارة وزارة الداخلية في الآونة الأخيرة وبشكل كبير في زرع  الفتنة  والشتات بين الطبقات الاجتماعية الصحراوية ، وذلك عن طريق هذه المهام التي يزاولونها أصحابها والتي تعتمد أساسا إلى نقل المعلومة أو الخبر عبر نشرات إخبارية  او مذكرات إدارية  في شتى مجالاته الاقتصادية منها والاجتماعية والسياسية  والثقافية والتربوية إلى المصلحة المعنية لمحاولة معرفة مصدر الخبر  والغاية المنشودة من وراءه ، من اجل الصد ومحاربة كل من تراه لا يخدم هذه الأخيرة .....
وبالتالي  ، يتبادر الى ذهن اي متتبع الى ان عملية التوظيف بالاقاليم الصحراوية  التي تقوم بها الدولة وخصوصا وزارة الداخلية كونها الوزارة الوصية على عمليات التوظيف منذ الثمانينيات بالصحراء ،ان الهاجس الامني والمقاربة الامنية هي الدافع الرئيسي للقيام بدفعات توظيف لاصحاب الشهادات الجامعية والكوادر المعطلة وذلك لاسكات واخماد الاحتجاجات والاحداث المتواترة بالاقاليم الصحراوية.

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

دع تعليقك