الرباط
عقدت أمس الأربعاء 18 يوليوز الجاري، المنظمة الديمقراطية الصحراوية للتعددية، جمعها العام التأسيسي بأحد فنادق الرباط، بإشراك فعاليالت وأطر صحراوية من مختلف القبائل الصحراوية ، حيث خلص المجتمعون إلى مناقشة الأوضاع على مختلف المجالات بأقاليم الصحراوية.
و وفقا لتقرير ختامي فالمنظمة تسعى من خلال تشخيص الوضع الاجتماعي والسياسي بالصحراء إلى وضع مقاربة حقيقية تسمح بتدشين الخطوات الأولى حول الحكامة الجيدة انسجاما مع حاجيات الساكنة التي تؤمن التقليل من الإختلالات و تعطي للعدالة الاجتماعية واقعية متوخاة .
الوضع الاجتماعي رغم المحاولات و التدخلات المتلاحقة و التي ساهم فيها الدعم الكبير الذي وفرته مختلف السلطات العمومية بقي إحدى أكبر الرهانات التي تؤجج الوضع في المنطقة و يعبر بوضوح عن تلك الفوارق الكبيرة بين الفئات الاجتماعية و تدبير غير سليم لحساب خدمة أهداف بعيدة عن البعد ألتشاوري أو ألتشاركي تعزيزا للإقصاء و التهميش .
فالقطاعات الرئيسية المرتبطة بالحاجيات اليومية و الإستراتيجية للساكنة رغم الأرقام الكبيرة للموارد و الإمكانيات التي سخرت في مجالات التشغيل و السكن و الصحة و التعليم أو في دعم التنمية البشرية الموجهة لفئات المعوزين و غيرهم أو الممارسات ذات الطابع التنموي أو المدني مؤشراتها و إشاراتها لا تبشر بسلم اجتماعي بل أن دلك يراكم الاحتقان في مناخ القطبية البعيد عن التعددية و الشفافية التي يتطلبها العرف الديمقراطي .
لا نريد من خلال ذلك يقول مؤسسو المنظمة إلى التحامل أو فرض واقع المواجهة على حساب التعاون و التنسيق برؤية منفتحة على الواقع خدمة للمصالح العليا .
إن الوضع الاجتماعي الذي يتحكم بشكل كبير في توجهات التدبير المحلي بكل أقاليم الصحراء مطالب بمزيد من العمل الميداني بالخصوص تفاديا لإنزلاقات لها تأثير مباشر على الوضع السياسي .
فالممارسة المدنية و السياسية بالأقاليم الصحراوية لم تستطلع لحد الآن رغم ما راكمته من تجارب من أداء الأدوار الكبيرة التي تتجاوب مع الرهانات الوطنية في التأطير و في مزيد من سياسة القرب .
إن الأفعال تجسدها مبادرات إستيباقية بعيدا عن ردات أفعال تكون في الغالب متأخرة .
ذلك كان له تأثير على الممارسة الانتخابية و تدبير الشأن المحلي و كذلك في عرقلة أي تغيير في السياسة العامة للأقاليم الصحراوية وفق رؤية تتجاوب مع التغيير الذي تجسده المبادئ السامية للدستور و كذلك التوجهات الوطنية في الانتقال إلى مرحلة متقدمة من الحيوية لممارسة سياسية بعيدة كل البعد عن الروتينية الموجودة أو الو لاءات القطبية التي تحدد التوجه العام في الحسابات و المصالح الضيقة و الشخصية .
التمثيلية و إشراك الشباب الدعامة الأساسية للتنمية و مختلف الشرائح الاجتماعية تعد أكبر الرهانات التي تواجه المرحلة الآنية و المستقبلية في ضل جمود شامل لوضع اجتماعي و سياسي تعرفه المنطقة عموما بمراكزها الحضرية و القروية .
فلا بد يضيف التقرير من مراجعة شاملة للتقطيع الانتخابي و الإداري يسمح بإعادة تشكيل التوازنات و كذلك مراعاة تفعيل كل الموارد البشرية و الإمكانيات لخدمة مشاريع وطنية ليس من السهل توفير الأرضية المناسبة لإنجاحها و على رأسها الجهوية الموسعة بمراعاة الخصوصية الاجتماعية و الثقافية و ليس الحسابات السياسية و كذلك توجيه كل المبادرات الاجتماعية و المؤسساتية لتقوية السلم الاجتماعي بدل تعميق الفوارق و تعزيز مفهوم الولاء للوطن ضامنا الفرص للجميع في العيش و الاستقرار و الاستفادة من خيراته عبر مؤسسات سيادية بعيدا عن أشكال الريع البديلة .
وختمت أوديسا جمعها العام التأسيسي ببلاغ صحفي هذا نصه:
لقد تم يوم الاربعاء 18 يوليوز 2012 عقد لقاء تشاوري للمنظمة الديمقراطية الصحراوية للتعددية بفندق فرح بالرباط . وهو اللقاء الذي تسعى المنظمة من خلاله إلى تشكيل هياكلها الاولية حيث تم فتح حوار مع كافة الفاعلين ومكونات المجتمع السياسي الوطني حتى يتسنى إعداد برنامج ميداني عملي قوامه التشارك والتنسيق والتواصل دعما لكل أشكال المصالحة وتعزيزا للسلم الاجتماعي.
وقد حضر هذا اللقاء ممثلو الاحزاب السياسية الوطنية وفي مقدمتهم أمين عام حزب الاصالة والمعاصرة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار وأمين عام الحزب الاشتراكي وأعضاء المكاتب السياسية لأحزاب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الاتحاد الدستوري، الحركة الشعبية، التقدم والاشتراكية و حزب الاستقلال بالإضافة إلى رؤساء فرق برلمانية ورئيس مجموعة نيابية ونائبات ونواب من الغرفتين وفعاليات المجتمع المدني وشخصيات وطنية وازنة بالإضافة إلى ممثلي النسيج الاجتماعي المنحدر من الاقاليم الصحراوية.
وخلال هذا اللقاء تم عرض ميثاق المنظمة وكذلك أوراق تتعلق بوضعية حقوق الانسان والدبلوماسية وكذلك الاوضاع السياسية والاجتماعية بالأقاليم الصحراوية هذا بالإضافة إلى تدخلات ممثلي الاحزاب السياسية وهيأت المجتمع المدني .
ومن المعلوم أن المنظمة الديمقراطية الصحراوية للتعددية هي منظمة غير حكومية تسعى إلى تقوية عمل الجبهة الداخلية في إطار تشاركي يفتح المجال للجميع ويساهم في التنزيل الميداني لبنود ومقتضيات الدستور وكذلك يسمح بتفعيل الاوراش الكبرى وفي مقدمتها الجهوية الموسعة.
وفي نهاية اللقاء تم الاعلان عن مجموعة من التوصيات كإطار للتوجه الآني والمستقبلي للمنظمة ليختم اللقاء برفع برقية ولاء وإخلاص لجلالة الملك محمد السادس .
حرر بالرباط بتاريخ18 يوليوز 2012
عن اللجنة المنظمة للقاء التشاوري
للمنظمة الديمقراطية الصحراوية للتعددية