» » » خواطر طالبة صحراوية بالغربة : صحرائي الغالية


صفحاتي العزيزة: هنا قصة واقعية وليست خيالية كأحلامي الامتناهية بشأن صحرائي الغالية:

لقد فضلت الصمت مكرهة وقضت سنوات تدرس في الجامعة المغربية وهي الآن تكمل سلك التعليم العالي وتواصل في نفس الان صمتها... ليس لها هدف سوى الدراسة والتحصيل ..وتكوين شخصيتها العلمية ...كانت الكتابة أروع ما يشعرها بالراحة فكانت تكتب تارة تخربش ابداعا وتارة تكتب واقعا يتشابك فيه مجتمعها الصحراوي الصامد لكنها لم تكن تنشر في اعمدة جرائد أو مجلات ..او حتى منتديات كل شيء كان دفين أوراقها الشخصية وجهاز الكمبيوتر خاصتها....على الأقل تستطيع أن تكتب وهو ماجعلها تخرج من صمتها .... فهي تحاول دائما الابتعاد عن كل ما يجلب لها المشاكل ويثير الشكوك نحوها خاصة في معترك مسيرتها الدراسية في الجامعات المغربية لانه ليس من مصلحتها التصريح علنا بما يتآكل في قلبها...
اكثر مايجعلها تعبر عن وطنيتها أنها كانت تدخل صفحات كثيرة على الفيسبوك وتعرف بنفسها على أنها صحراوية وراء لقب او اسم خيالي لا يحملها تبعات الاعتراف بالرغم من المواقع الاستخباراتية التي تتصيد الفرص للادلاء باسماء صحراوية ..كانت تفتخر بوطنها الرملي فيسألونها صحراوية مغربية أم صحراوية جزائرية؟؟ فكانت دموعها تسيل بدون استئذان حامدة ربها انها أمام جهاز مادي لايراها الرائي بهذا الضعف فتكتب لهم وتفسر وتعلل أنها صحراوية حرة أبا عن جد وليست من ذاك الشعب ولا من هذا فيكترثون قليلا قصد مجاملتها وبعدها ينسون انها صحراوية بالكامل وكأن المسألة مبثوث في شأنها فتمل وتسأم كثرة الكلام وهي تنهر نفسها :اتردين ان تحصدي الكثيرة من الشفقة ؟؟ كانت تتمنى صادقة في هذه المجموعات ان تتحلى بالصدق في اقوالها على الأقل ولو أن لكل واحد الحق في التعبير إلا ان هذا لا يعني كتابة الأكاذيب التي تخل بالسمعة وبالواقع المعاش .... لقد قرأت كثيرا من الأشياء غير المنطقية والكاذبة حول الصحراء كوننا نعيش في رغد وراحة ونعيم ومبلغ مالي لكل واحد منا و ...وو....و. واه واه لو كانت تملك هذا المال لدرست أخواتها وجعلت أهلها يعيشون في رغد و في مكان آمن بدل الممارسات التعسفية التي يقوم بها جنود الاحتلال كل مرة في منزلهم ..انهم يجهلون أن المبالغ التي يتكلمون عنها والرغد والبذخ يعود فقط للخونة الكبار من الصحراويين اللذين يبيعون ضمائرهم باثمنة بخسة في سوق دنسه من أيادي نجسة..سحقا لهم ولأمثالهم الخونة لشعوبهم الحرة... 
أحيانا تحس أنها لا يمكنها التواصل مع أي كان تعبت من اجترار ما يقوله الاساتدة ...لا جديد تحت الأنظار .. ماذا عن قضيتنا ألن نسمع جديدا مفرحا ؟؟ايعقل أن نستمر هكذا؟؟ لا تستطيع التركيز في موادها بالكامل... الكل يكلمها عبر الهاتف ويخبرها بالكوارث التي تقع هناك في مدننا الصحراوية لكن أهلها يتعمدون عدم إخبارها بل ينكرون كل شيء كي لا تتاثر بالوقع فتشغل نفسها عن الامتحان ومهما انكرو دلك ...فكل الأخبار تصل مسامعها عبر الطلبة بغية استفزازها... ومع هذا تظل مصرة على اجتهادها... لتثبت لهم انها باقية متحضرة ومثقفة صحراوية وتفوقها بالفصل ليس سوى هدية لوطنها السليب...
ذلك اليوم كانت وحيدة بالغرفة وكانت مستاءة جدا لما يحصل في كل هذه المجموعات التي لم تكن تنصف جذورها الصحراوية..فكرت كثيرا ولم تفلح في كتابة شيء ... فاطفات الجهاز بعصبية وقررت عدم العودة إلى أي مجموعة أو صفحة وصادف ذلك ان صديقتي الصحراوية التي تسكن معها بنفس الغرفة دخلت عليها باكية وآثار الصدمة بارزة في ملامحها مرة تحاول الكلام لتقص عليها ماجرى ومرة تفتح فاها وتمسك عن النطق من هول الصدمة وهي تتنفس بصعوبة تارة تقعد وتارة تقف حاولت جاهدة صديقتها ان تهدئ من روعها لكنها اصبحت تتصرف بهستيرية وتشير باصابعها وتحطم الاواني فلم تعد الصديقة الاخرتتحمل ولا تعرف من اين أتتها القوة فصفعتها صفعة قوية اودت بحركاتها .... نظرت اليها طويلا وعانقتها وبكت وبعد أن ضعفت قواها لجأت الى مضجعها وسكنت إليه ثم نامت بعد ان استنفدت جميع الوسائل ليهتدي النوم الى اجفانها .... لا اعرف كيف احكي لكم ماوقع .....لقد كانت ترتدي زينا الصحراوي وتجلس في مكتبة الكلية تقوم بمراجعة بعض التقارير فلاحظت ان مجموعة من الشبان المغاربة نظرو اليها واخدو يتغزلون بها ويؤكدون لها ان المغرب لن يترك ثروة الصحراء تضيع من يده خاصة الثروة النسائية الفاتنة.....فغادرت المكتبة في الحال ولم تنتبه ان احدهم يتبعها وفي نصف الطريق تحول من شاب يدرس في الكلية الى قاطع طريق فأشهر سلاحه واخذ منها ما تملكه من نقود وهاتف وبطاقتها البنكية واخيرا :قال لها تعلمي الا تدرسي في منطقة عدوك اللدود ولولا ان الوقت لا يسمح لاخدتك في جولة كي استمتع بجمالك ونحاول ان نصلح الاوضاع بين المغرب والصحراويين ).ههه وكأن المسألة مجرد صراع داخلي بينما هو في الحقيقة قضية خارجية.... اغرب ما في الأمر ان لا احد حاول مساعدتها سوى بعض الصبية الخائفين الذين تحلقو حولها.... و امراة عجوز حملتها من الارض وأعطتها بعض الماء وأوصلتها الى صديقتها الاخرى وهي تنصحها بالابتعاد عن هذا المكان وتدعو الله ان يفرج كربة المظلوم.... والعجوز لم تقل الا الصواب فالمدينة لا تخلو من الجرائم كل وقت وحين والصحراويون هنا قلة قليلة ...
بإمكانكم اصدقائي ان تتصوروا حالتها في ذلك الوقت بعد ان نامت الصديقة المتألمة من مصابها بقيت الاخرى شاردة الذهن تفكر في امر زميلتها النائمة فكرت كثيرا ولم تهتد لما يشفي غليلها من الفكر الصائب .. تذكرت ما وقع لها في المجموعات في الفيسبوك ونظرت الى نفسها في المرآة شعرت ان الكل يرفض هذا الشعب.. حاولت ان تستعيد رابطة جأشها لكي لا تتغلب عليها هذه المشاعر.... لكنها في لحظة عصيبة تحولت الى طاقة اكبر من الحقد والرفض ونقمت على الوضع فانهارت شجاعتها المزيفة وشعرت بالخوف الاكيد فلم تستاذنها عبراتها ...برز ضعفها امام عينيها ووبخت نفسي لعجزها عن الصمود امام مايعترض سبيلها من أوحال... لكنها استسلمت لوحدتها في الاخير وقرأت بعض الآيات لتستكين نفسها .... فلا مستغيث الا به سبحانه وتعالى أوصت ذاتها بمزيد من الصبر وهي تتأمل في خيالها رسم صحراء مستقلة خالية من هذا الذل سينظر الله في أمرنا بإذنه 
وضعت قلبها في ملاذ مثلج واطفات جميع النيران التي تجعلها رهينة هذه الأحاسيس الضعيفة فتعثر طريق دراستها.. ستواصل مسيرتها .. برغم أنها لازلت تستغرب كيف تستمر... لكن صبرها يوصيها دائما بالحفاظ عليه..قررت أخيرا: سأكتب بقلمي وأوصل لشعبي ألمي ... وانتظر بفارغ الصبر..ثورة كبرى تزيح همي وغمي ... وتحقق الاستقلال لصحرائي.. ساجند قلمي وان اقتضى الأمر ففدائها روحي ودمي...

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

دع تعليقك