Mohamed Lamine
تسمية القناة المختصة بأخبار الصحراويين وثقافتهم بقناة العيون, يطرح كم من سؤال؟؟وأكثر من علامة الاستفهام؟؟ مثل من هي الجهة المستفيدة من هذا الاسم؟؟ولماذا هي القناة الوحيدة المسماة على مدينة في المغرب بأكمله؟؟
بدل اسم قناة العيون هناك أسماء عدة تنطوي تحتها المظلة الإعلامية لصحراويين؟؟ مثل قناة الجنوب أو قناة الصحراويين أو اسم يحمل نوع من التوازن السياسي والاجتماعي للمنطقة بدل حكر اسم القناة على مدينة معينة والحديثة العهد. ومن هنا يتضح المكيدة التي توجه نحو الإنسان الصحراوي
بغض النظر عن توجه السياسي أو موقعه الجغرافي. ونعلم أن الهدف من الإعلام هو تقريب المواطنين من بعضهم البعض, والاحتكاك بثقافتهم, وتنوير أفكارهم ,وتطوير مجتمعهم. وإذا ما حاولنا القيام بجرد لأسماء قنوات الإعلام المغربية, سنجد أن المغرب قد تجنب تسمية القنوات الأخرى باسم مدينة معينة, ما عدا قناة العيون؟؟ فهل هذا وقع اعتباطا؟؟؟أم أنه ناتج عن حاجة في نفس يعقوب. هناك من ينظرون إلى الصحراء على أنها ضيعة لهم؟ ,ولمن سار على نهجهم, بل وصل بهم الاستهتار بحقوق الصحراويين إلى تسمية قناة على اسم العيون المدينة, بدل أن تسمى على ثقافة شعب ملفاته لازالت بين يدي الأمم المتحدة.
تصوروا معي أن تسمى القناة الأولى قناة الدار البيضاء مادى سيقع في المغرب؟؟؟ أو تسمى القناة الثانية قناة الرباط؟؟ أو تسمى الأمازيغية قناة أكادير أو قناة الحسيمة؟؟؟
إن تسمية قناة العيون على مدينة معينة, لم يأتي من محظ الصدفة. بل كان نزولا عند رغبات من نهبوا خيرات الصحراء ولا يزالوا, سواء في الصيد في أعالي البحار, أو مقالع الرمال, أو في فوسفاط بوكراع, أو في مجلس الكوركاس الذي لا يزال مجلسا ميتا يكلف الشعب المغربي ملايين الدراهم. وهاهم اليوم يصطادون في الإعلام المحلي.
إن إنشاء قناة بالصحراء كفكرة يعتبر مشروع إعلامي جيد. يوضح لباقي المغاربة فكرة عن جزء من وطنهم, بل يوضح لصحراويين في مخيمات تندوف الرؤيا الجديدة لقضية الصحراء والصحراويين. خصوصا أن تلك مخيمات تملك خليط من الصحراويين المنحدرين من مدن عدة بالصحراء مثل كليميم , الداخلة ,الطنطان ,أسا,الزاك.... إضافة إلى جالية المتعددة الأطراف بأوروبا.
إن اختيار اسم غير مناسب بل فيه نوع من الإقصاء والإجحاف لجزء كبير من الصحراويين, يؤكد أن ملف الصحراء سواء إعلاميا ولا اقتصاديا ولا سياسيا لايزال يعالج برؤى مخالفة للواقع. تعتمد بالأساس على القرار الارتجالي المتعصب. الشيء الذي لن يزيد قضية الصحراء ولا الصحراويين إلا تعقيدا . مشكل الصحراء بصفة عامة يعرف تطورات متسارعة نتيجة الإجحاف في حق الصحراويين. دالك الإجحاف الذي يكدس الثروة لمجموعة معينة تستفيد من إبقاء الوضع على ما هو عليه مند السبعينيات إلى ليوم و بشكل وراثي. والمغرب عاجز تمام عن فتح باب المحاسبة والمسألة في حق رؤوس الفساد الكبار. (التكبير هنا يعود على الفساد وليس الأشخاص) وخير دليل تقارير المجلس الأعلى للحسابات الخاصة بالصحراء. مثل تقارير سنة2008 وما رصدته من اختلالات. وبرغم من مرور أربع سنوات على تقارير المجلس الأعلى للحسابات لكنها لاتزال طي الإهمال في أبشع صور لغياب دولة الحق والقانون. وهاهو نفس اللوبي اليوم يتحكم في إعلامهم. مما يفرض وضع مقاربات جديدة تتماشى والواقع المعاش لصحراويين. فإذا تم استرجاع الصحراء بالسلاح فإن كسب قلوب الصحراويين لن يكون إلا بالعدل. والصحراء بدون صحراويين مناخ جاف وحار يعصف برياح رماله بكل المكائد السياسية شرقا وغربا.
الأجدر تسمية قناة العيون بقناة الصحراويين أو قناة الجنوب, أو القناة السابعة أو حتى القناة المئة؟؟ فبرغم من تواضع إنتاج القناة لكنها تملك عذرا بحكم بدايتها, ومحيطها السياسي المعقد. لكن لا عذر لها لكي تسمى قناة العيون. وهنالا أنتقص من مدينة العيون لكنني أظن أن الثقافة الصحراوية تتعدى المدار الحضري لمدينة العيون. أو لأي مدينة في الصحراء كيف ما كان نوعها. بالإعلام تبنى المؤسسات ويحارب الفساد خصوصا السياسي والاقتصادي منه وأتمنى يوما من الأيام أن أرى قناة الصحراويين تعدو نحو الإصلاح شأنها شأن الإعلام الحر النزيه.