كم هي الحياة جميلة للبعض وكئيبة للبعض’ من هنا
تتجدد حكاية الطفلة
"انتصار" التي عرفها الجميع بمأساتها وألمها
ودموعها التي لم تجف وبحرقة
ومعاناة أمها
العليلة التي لم تنته ولم تجد لها نصيرا ولا معينا. هي الموت
بعد أن دقت جميع
الأبواب وانتهت بنكوص وجحود وكان الأمر يحكم بقدر لا
حياة لضعيف ولا أمل
لمجهول ولا فرج لمكلوم هو الظلم وان تعيش المأساة
وكأنك في بلاد لا
يحكمها القانون ولا يردع فيها إلا الفقير والإنسان
الغير المصنف هو
قانون الغاب القوي يأكل الضعيف لا القضاء كان نزيها
ليحفظ الملف ولا
المجتمع كان حاضرا لينسف المأساة ...بقيت الأمور على
حالها فلا
"انتصار" رد لها الاعتبار وتم الاعتراف بحقوقها المهضومة من
طرف أبوها رجل
السلطة الذي لا يريد الاعتراف بها وبالتالي طي صفحة الألم
والمعاناة والرجوع
الى الدين والشرع وناموس البشرية الرحيم. كفى عبثا
واستعلائا فان الله
يمهل ولا يهمل فكيف تنام لك أجفان ويرتاح لك بال وأنت
في كل صباح تمر
بسيارتك من أمام أعين ابنتك الصغيرة وكان الأمر لا يعنيك
أتعلم أن السلطة لفي
زوال وان نفوذك قد يحميك ولكن اليوم الذي ستندم فيه
آت لا محالة وعندها يكون
القصاص من دمك ومالك حلالا مباح’ كيف لك أن تحيى
في بلد وجرمك يحاديك
ويجاورك ليل نهار كيف هو شعورك مع العلم انه لا شعور
ولا قلب لك وأنت ترى
"انتصار" من لحمك ودمك مغتربة ومعذبة بيديك لا سامحك
الله تعاني الفقر
والمعاناة وأنت تتقاسم معها المجال والجغرافيا سحقا لك
من مجرم جبان تقتل
نفسا ضعيفة هي منك واليك...
ربما قد تعجز
الكلمات والمعاني في ان تصف معنى ان تكون معذبا ضعيفا
مظلوما في زمن
الحرية والانعتاق ,في زمن حقوق الإنسان في زمن رد الاعتبار
في زمن المفهوم
الجديد للسلطة, في زمن الحريات والدستور الجديد ومحاكمة
المفسدين
والمجرمين..... ربما تبقى مجرد شعارات ونحن في دولة اللا قانون
مادام المجني عليه
يرى المجرم في واضحة النهار وهو يتمكن اجتماعيا ويعيش
الوجاهة وكان شيء لم
يكن وللقارئ وجهة نظر في زيارة "انتصار" وكسر شوكة
الحصار والكربة عنها.
مقال سابق بتيحونة بريس
: