» » » فريق الجلاّد وفريق الضحية بالصحراء الغربية


لخليفة الدويهي
خرجت عصر اليوم من المنزل فوجدت امام البيت و الحي الذي أسكنه محـاصـرا كليـاً من طرف الشرطة بزي المدني والرسمي والقوات المساعدة وأجهزة المخابرات و دوريات الأمن تراقب شارع ازرقطوني ذهاباً وإياباً . لا أعرف ماهو السبب ما أعرفه هو أن الحي الذي اسكنه يوجد به مقر قديم لمجلس الوطني لحقوق الانسان بالعيون .
أبطأت خطوات أقدامي، من اجل فهم ما يدور من حولي واصبحت ت توضح عددًا من الأمور اولها في مدخل شارع ازرقطوني قرب من شارع مكة . الشرطة تدخلت لمنع وصول مجموع من نشطاء الصحراويين لحقوق الانسان من اقتراب من مكان محدد لتظاهرة سلمية بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان.
مرة اخرى هم نفس أشخاص فريق الجلاّد وفريق الضحية ،يغذيهما تاريخ سياسي طويل في نزاع الصحراء الغربية. الفرق بين فريق الجلاد وفريق الضحية . هو أن الجلاد يقوم بعمله من اجل راتب شهري يصون كرامة جيبه لتعيش أمعائه وليست كرامة العقل وضمير.وجلاد لا يفقه شيء في قضية الصحراء الغربية وكل ما يفقه هو أن الصحراء مغربية ويجب أن يقنع الصحراويين بالحكم الذاتي ومغربية الصحراء بالعصي والهراوات .
يتغير فريق الجلاد من من شخص الى اخر لكن تبقى العقلية واحدة وضحية واحدة هم الصحراويين لمدة 36 سنة من الحكرة .
فريق الضحية هم اول شيء ضحية لكونهم صحراويين . وصحراويين ضحية وسبب تشبثهم بالارض والثقافة الحسانية وصحراويين ضحية وسبب لكون ملامحه صحراوية. كثير من ضحايا هم ضحايا  بسبب انتمائهم سياسي لجبهة بوليساريو او ماطلبتهم بالحق في تقرير المصير  .
بسبب قمع الجلاد اختار ضحايا الجدد انتماء السياسي العلني والواضح للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب " بوليساريو" .
 وبعض من ضحايا أرتمى في حضن جلاد  وهذا امر يفسره علماء النفس بعقدة او متلازمة" ستوكهولم " (هو مصطلح يطلق على الحالة النفسية التي تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو من أساء إليه بشكل من الأشكال، أو يظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المخطوف مع المُختَطِف).
الضحية يدافع عن قضية وعن الهوية وعن التاريخ وعن الجغرافيا وعن الانسان الصحراوي الذي هو جوهر قضية الصحراء الغربية .
 الضحية لا يدافع عن راتب شهري او مناصب سامية او بقع ارضية . البقع الأرضية التي يملكها الضحية في تاريخه هي معتقل تازمامارت و اكدز و قلعة مكونة و المعتقل السري الرهيب اليسي سيمي بالعيون.
الغيرب في كل هذا كيف سيقنع المغرب الصحراويين بالحكم الذاتي وكيف سيقنع العالم كله بما يفعله بالصحراويين قبل الصحراء .
لنفترض أن الصحراويين قبلو بالحكم الذاتي (وهذا شيئ من سابع المستحيلات )كيف سيتعايش الضحية مع الجلاد.
يجب فهم شيء هو أن جوهر قضية الصحراء الغربية هو الانسان الصحراوي ويجب اهتمام به وليس تحقير واذلال الصحراويين.
يمكن أن يستغني الصحراوي عن أي شيء ألا كرامته.
اللهم اني بلغت اللهم فاشهد.

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

دع تعليقك