» » » الورقة التأطيرية لنموذج تنمية الأقاليم الجنوبية تدق آخر مسمار في نعش وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية



أسا بريس كود

لعل أهم خلاصة قدمتها الورقة التأطيرية لمشروع نموذج التنمية بالأقاليم الجنوبية التي قدمها شكيب بنموسى بحر الأسبوع الماضي  بين يدي الملك  هي فشل السياسة التنموية التي اتبعتها لدولة لتنمية المنطقة و غياب استراتيجية فعالة مبنية على تشخيص دقيق للوضع الاقتصادي و الاجتماعي وتستحضر الامكانيات المتوفرة ة تحدد الأولويات بشكل واقعي و مدروس.   ومن بين التدابير التي كانت قد اتخذتها الدولة في العشرية الأخيرة من أجل الدفع بعجلة التنمية بالصحراء تم إحداث وكالة خاصة عهد لها بإعداد خطط و تنفيذها تروم تنمية و إنعاش الأقاليم الجنوبية للمملكة في المجالات الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية. 

وقد خصصت لها الدولة غلافا ماليا ضخما من أجل انجاز مشاريعها و تم تمتيعها باستقلالية مالية وإدارية مطلقة بحيث يبقى مديرها العام أحمد حجي المسؤول السابق في القرض العقاري و السياحي هو الآمر الناهي في كل ما تقوم به الوكالة من مشاريع و من شراكات سواء مع المجالس المنتخبة أو منظمات المجتمع المدني والتي يستفيد أصحاب الحظ منها بتمويل سنوي سخي من أجل إنجاز مشاريع أقل ما يقال عنها أنها مجرد ذر للرماد في العيون.  
حصيلة عمل وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية كواحدة من من آليات الدولة في تنمية المنطقة و التي انتقدها ضمنيا مجلس شكيب بنموسى في ورقته التأطيرية لمشروع نموذج التنمية بالأقاليم الجنوبية تكاد تكون- الحصيلة- منعدمة و شكلية,
فكل ما أثير حول عمل الوكالة و ما ستقوم به لصالح التنمية بالصحراء بقي مجرد وعود وحبر على ورق باستثناء ذلك التوجه الغريب صوب تبليط أرجاء المدن ووضع حواجز الطرقات و كأن ما ينقص الانسان بالمنطقة هو المد الاسمنتي الذي غزى الساحات و الأزقة و يتساءل الكثير من المهتمين الحليين عن سر ذلك الاختيار و عن المبالغ التي خصصت للعملية و كيفية صرفها و من استفاد منها .
  ومن بين دوافع استياء ساكنة أقاليم جنوب المملكة من حصيلة عمل وكالة أحمد حجي تركيزها على الزيارات الترفيهية و الاستكشافية لمجموعة من الوفود و البعثات الدبلوماسية و الصحفية الدولية إلى مدينتي الداخلة و العيون من أجل اطلاعهم على مشاريع التنمية و فرص الاستثمار دون أن نسمع على مدى ست سنوات من هذه العملية بمستثمر واحد أقنعته الزيارة و المنتوج المقدم رغم المبالغ الضخمة التي تصرف في نقل و تغذية و إيواء هؤلاء الضيوف الذين يحلون بالمغرب من أجل قضاء إجازة قصيرة على مستوى عال من الرفاهية و على حساب دافعي الضرائب .
  تقصير الوكالة في تنمية جنوب المملكة يلخصه مجموعة من المهتمين بتكريس مبدأ الأفضلية بين الأقاليم و القطاعات .
فمثلا وإذا حدث أن تم التدقيق في المبالغ و الشراكات التي عقدت مع مجالس منتخبة بعينها سنجدها خيالية و أضعاف تلك التي حصلت عليها جماعات أخرى. ويفسر ذلك بالنفوذ القوي الذي يمارسه بعض المنتخبين المتنفذين بالصحراء بعون من بعض مسؤولي الادارة الترابية على الادارة العامة للوكالة  و التي لا تجد غير الرضوخ لتلك الضغوط إن هي أرادت الاستمرار في النوم في العسل بدو أن ينغس عليها أحد سباتها.   ولعل أكثر ما يؤاخذ على أحمد حجي منذ توليه مسؤولية الوكالة قبل 6 سنوات وهو عمرها لحد الآن هو إغفاله لجانب التنمية البشرية و الاستثمار في الانسان حيث كان من المأمول بدل صرف الملايير على حفلات الزفاف المسماة مهرجانات أن يتم التوجه صوب تشييد المعاهد و الجامعات و المراكز المهنية و الصناعية التي تستجيب لحاجيات المنطقة و تتماشى مع طبيعة مواردها البشرية .  
بالإضافة  إلى تخصيص منح دراسية سنوية لفائدة المتفوقين و دفعهم إلى ولوج المعاهد و التخصصات المتطورة و عقد شراكات مع جامعات و معاهد دولية من أجل تكوين عينات من شباب المنطقة و تأهيلهم لقيادة مشروع تنموي متكامل يكونوا أساسه المشاركة و الانتاجية بدل الانتظار و الاتكالية .  

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

دع تعليقك