خلال كل ماقاله بن موسى في إطار استكماله لدوره في التضبيع و التدجين الناعم الذي ابتدأه منذ كان وزيرا للداخلية،و بعيدا عن كل هذه الحدلقة اللغوية و زخرف القول لا سيما في حواره مع المساء، فاني أتحداه أن يجيب عن الأسئلة التالية:أين توارى المئات من الأطر الصحراوية الحاصلة على شواهد عليا في مقابل هيمنة نخبة أمية و قبلية و انتهازية؟هل المغرب في إطار مبادرته "الجديدة" مستعد لان يقبل بنخب جديدة متنورة و متحررة ولا تنصت لغير ضميرها أم سيعيد ارتكاب الاخطاء نفسها بهدم المشيخة الحقيقية و النخب الصادقة و الأكثر تمثيلية و صناعة بدائل لها على المقاس؟ فماذا حصد بعد 36 سنة من اتباعه لهذه الطريقة المنحرفة لولا "النجاعة" المؤقتة للحلول الامنية؟هل المغرب بعد أن فقد الجيش كثيرا من نفوذه السياسي و تراجعت موضة الانقلابات العسكرية، مستعد لان يخضع ميزانية الدفاع للمناقشة البرلمانية و المحاسبة لان جزء كبير مما يتم هدره من طرف هذه المؤسسة - حسب افادة ضباط لم ينصت لهم بل سجنوا، و حسب مقالات تم نشرها قي عدة جرائد وطنية - مسبوب في الصحراء والصحراويين و محسوب عليهم، في حين انه ناتج عن نوع من اقتصاد الريع استرضاء للعسكر و إبعادا له عن شؤون السياسة و الحكم منذ السبعينات؟هل المغرب جاد في إرساء قواعد لعبة ديمقراطية حقيقية و التي من بين مقتضياتها الجدرية التوجه رأسا نحو ملكية برلمانية و القطع مع المراحل الانتقالية التي طالت، وكذلك تجفيف منابع اقتصاد الريع من اجل توزيع عادل للثروات في الأقاليم الصحراوية وفي باقي مناطق المملكة؟هل أشرك بن موسى أهل المنطقة في إعداد ورقته التاطيرية، والذي أظنه لم يشرك على حد علمي المتواضع أحدا ممن سيقولون له الحقيقة ولو كانت مرة، وان كان قد فعل فأظنه أشرك : أهل فلان، و أهل علان...، وغيرهم من النخب التي هي نفسها لاتثق في مستقبل المنطقة فكيف لها بإعطاء الضمانات لغيرها.وذلك بدليل تهافتها على الجنسيات الأجنبية و نقل جزء كبير من استثماراتها و رؤوس أموالها إلى اسبانيا و كندا؟لماذا لم تتم إعادة هيكلة المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية-رغم انه ولد ميتا و لم يكن مرجوا منه اكثر من استرضاء رئيسه الذي وجد له منصب شرفي على المقاس-لحد الان رغم الرغبة الملكية المعبر عنها منذ نحو سنتين؟ ام ان هناك من الحيثان الكبيرة التي صنعتها الأجهزة الأمنية والاستخباراتية ثم بعد حين من الدهر أصبحت فوق تلك الأجهزة بل وتخيفها؟ وهو الأمر نفسه في كافة إرجاء المملكة ممن اطلق عليهم بن كيران العفاريت و التماسيح؟وأخيرا أريد أن أشير إلى ست نقط أساسية:1- اهم ثروات الصحراء تتمثل في:* عائدات الفوسفاط (والتي عرفت طفرة نوعية في أثمانها على مستوى السوق الدولية نتيجة ارتفاع الطلب العالمي،واستطاع المغرب مؤخرا تحويل قدر لاباس به من منتوجه بدل تصديره خاما)والذي لحد الآن لا يستطيع احد معرفة قدر المساهمة الفعلية للصحراء من اجل استثمار جزء منها في المنطقة. كل ما يستفيده الإقليم لحد الآن هو عبارة عن مناصب شغل، منذ 1975، لم تبدأ الاستفادة منها إلا مع توظيف سنة 2000، فكيف سيتم إشراك ساكنة الصحراء في التسيير و الاستفادة؟ *الثروة السمكية و دليل استفادة ساكنة الاقليم من هذه النعمة/النقمة هو أثمنتها المشتعلة نارا.فمن حيث التشغيل ف 90% من اليد العاملة هي من أصول شمالية .أما من حيث العائدات فجزء غير يسير منها لا يمر عبر موانئ المنطقة، بل الأدهى من ذلك و الأمر، قد لا يمر بأي ميناء في المملكة، حيث يذهب رأسا إلى موانئ اسبانيا و روسيا و اليابان و تذهب عائداته إلي الحسابات الخصوصية في سويسرا " للمحضوضين" من الجنرالات و ذوي النفوذ.* الثروة الرملية، اذا صح التعبير، و هي وقف على عائلة واحدة ا ن لم نقل شخص واحد...السؤال بخصوص هذه النقط هو: ماذا فعل بن موسى لاستعادة وتحرير هذه الثراوات و إعادة ترشيد استغلالها و إنفاقها في أوجهها الحقة؟2- مسالة" الإعفاء الضريبي" استنفدت أغراضها وأصبحت مخربة أكثر مما هي محفزة.انها نوع من الريع الاقتصادي للمئات من الشركات التي تتهرب من واجباتها الضريبية من خلال ادعاء تواجد مقرها الضريبي بإحدى مدن الإقليم بينما هي في الحقيقة تنتج و تبيع بمدن الشمال. ثم ان هذا الوضع الشاذ لايساعد البتة على قيام شركات ذات قدرة تنافسية كافية كما يحرم الجماعات المحلية من مداخيل مهمة ومن ثم تنمية مواردها الذاتية و تحقيق نوع من الاستقلال المالي الذي يعتبر مخ اللامركزية ناهيك عن البربية على احد اهم مبادئ المواطنة الا و هو اداء الضرائب. فهل يستطيع بن موسى الحسم في هذه النقطة و ذلك بالكف عن منافقة الصحراويين لأنه ليس هناك إعفاء إلا للشركات الموجودة باكادير والدار البيضاء...؟3- من اجل إصلاح حقيقي لابد من إزاحة النخبة الفاسدة الجاثمة على مقدرات الصحراء وعلى نفوس الناس منذ أكثر من ثلاثين سنة. والأكيد أن هذه النخبة الانتهازية لن تستسلم بسهولة، فماذا اعد لها بن موسى كمقابل من اجل إفساح المجال ل "اصلاح" عميق و جدري؟4- متى يباشر المغرب التعيين في المناصب العليا/المفتاح في المنطقة وفق الكفاءة و النزاهة وليس من أولاد الدار(أبناء و أصهار و أبناء عمومة أصحاب الحال) و من ثمة إعادة إنتاج نفس الكوارث السياسية والاجتماعية والاقتصادية؟5- متى يستطيع المغرب وضع الثقة في الصحراويين وإجراء انتخابات حرة و تزيهة بدون ترتيبات مسبقة مع الضرب على أيدي تجار الانتخابات و مستعملي المال الحرام؟6- لابد من إشاعة فلسفة حقوق الإنسان بدون خوف أو تردد وعلى رأسها حرية التعبير ومن ثم القبول بأصحاب الرأي المخالف و الغلبة في النهاية لمن يقدم الحلول العملية والملموسة للصحراويين و ليس الكلام المعسول والوعود التي تتبخر مع الزمن ولا الشعارات الحماسية التي تدغدغ العواطف.وبالمناسبة ستروج سوق عكاظ لالقاء قصائد المدح وتدبيج مقالات الثناء في حق الورقة التاطيرية و تعقد مجالس احتفالية للقبائل و تبنى على اثر ذلك كله جبال من الأحلام للمسحوقين و المهمشين من الصحراويين و عندما تثمر تلك الورقة لاقدر الله ثميرات فان من سيجنيها هم نفسهم الذي يلتهمون كل شئ منذ 1975..لانهم هم وحدهم يعرفون من اين تؤكل الكتف.للتذكير فقط، فزمن بيع الكلام قد ولى إلى غير رجعة، منذ قال الهارب بن علي للتوانسة متأخرا قولته المشهورة و "المهبولة" "فهمتكم فهمتكم..." و الصدق في القول و السرعة في الانجاز هي المحك وهي الأداة المعتبرة الوحيدة: الديمقراطية هي الحل.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
فيديو
الأكثر قراءة هذا الاسبوع
-
محضر بحث تمهيدي للدرك الملكي حول مقتل المرحوم لكزولي بنواحي طاطا قصة مقتل المرحوم لازال يكتنفها الكثير من الغموض , أقدم لكم محضر بحث تمهيدي...
-
المصطفى عبدالدائم * ننشره بإذن من الكاتب في أسرة أنجبت الأم سبعة ذكور كان من الطبيعي أن تخيم في سمائها غيوم كثيفة تحجب عنهم السعادة ...
-
حتى لا يفهم العنوان هجوما على بعض أعضاء الجمعية الدين لا نشك في نواياهم الطيبة و المعهودة و نقدرهم و نحترمهم لكننا فقط نستغرب من الطريق...
-
أسا بريس : بوجمعة بيناهو إستبشرنا خيرا بنبأ إنعقاد إجتماع لقبائل أيتوسى يوم أمس 17مارس 2013 .نظرا لما لهذا النوع من الإجتماع...