» » » آســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا…


آســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
بقلم المخرجة السنمائية والصحفية : بشرى إيجورك


بمجرد أن تقول لأحدهم أنك مسافر إلى آسا يفتح فاه مستغربا وخائفا كأنك ماض إلى الجحيم، فيما المدينة جنة صغيرة هادئة غناء، أو يسألك بسذاجة إن كانت توجد بموريتانيا أو جنوب الصحراء، فيما هي مدينة صحراوية مغربية مناضلة ومكابرة أنجب رحمها مناضلين و جنودا ومقاومين وشهداء.
غريب جدا ما نحياه من تناقض ونفاق، فأغلب من يدعون الدفاع عن قضية وحدتنا الترابية وعن مغربية صحرائنا لم تطأ أقدامهم رمالها أبدا، ولا يعرفون أين توجد، ولا كيف تعيش، ولا ما تحتاجه
تجدهم يسافرون إلى أصقاع بعيدة ويفاخرون بقرى نائية وبلدان بعيدة يزورونها ويقضون عطلهم بها، فيما يهمشون صحراء فاتنة تظل وحيدة مخذولة كفتاة لم يسعدها جمالها.
ماذا يعرف أبناؤنا عن صحرائنا غير الجمال والرمال والصراع
ماذا يعرفون عن تاريخها ومقاوميها وجغرافيتها وأسماء مدنها وقراها
ماذا يعرفون عن ثرائها وغناها وشعرها وفنها وحضارتها وتميزها
كيف يصور لنا إعلامنا صحراءنا، كيف يعرف بها وبكنوزها وبطبيعتها الساحرة بألوان وأشكال لا متناهية
كيف تتعامل الدراما الوطنية مع ثقافة المنطقة وكيف وظف الغناء والطرب الحساني ليكون الرابط بين الشمال والجنوب.
لا شيء يذكر.. فقط جرح في القلب واسى وشعارات بالية وأغنيات وطنية مدفوعة الثمن، ووطنية زائفة بلا عمق ولا خصوصية، وإدعاءات حبيسة المكاتب والتصريحات والإجتماعات المغلقة، فيما الحقيقة أجمل مما ترونه وتسمعونه
مدن الجنوب جمال مجسد في لوحات أرضية بألوان بنية وزرقاء وخضراء ووردية، نخيل شامخ وواحات عذبة وشعر بليغ وأهال ودودين وصادقين وحقيقيين.
أسا مدينة مقاومة جعلتها الجغرافيا محط الأطماع والصراعات والآلام، لكنها بفضل أهاليها ومقاومين يتناقل الصغار هناك سيرتهم بفخر، ظلت نابضة وقوية وشامخة كنخلة تحمل أسرارا كثيرة في جذورها، وتحكي ما جرى ويجري
ما لم تروه وما لن تسمعوه في أخبارنا الرسمية، ومن سياسيينا وأحزابنا المنشغلين عنا…يكفي أن تتجول في المدينة وتتأملها وتنصت لها لتفهم كل شيء… هناك فقط توجد الحقيقة وليس بنيويورك أو مدريد حيث لا رمال ولا جبال ولا نخيل
ولمن لا زال يتساءل أين يجد هاته الفاتنة، إنها قريبة من كلميم باب الصحراء… فلتذهبوا لرؤيتها
فليس من سمع كمن رأى
.

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

دع تعليقك