أن تجتمع القبيلة
بمنزل أحدهم مساء لتدارس شؤونها و مشاكلها فهذا شيء عادي و محبذ بل و مطلب ملح
دوريا , و أن يجتمع نصفها صباح نفس اليوم و بنفس المنزل للحيلولة دون إنجاز مشروع
عمومي للمياه و الغابات على أرضها فهذا حقها .
لكن ما لا يعلمه
الكثيرون من أبناء القبيلة الحاضرين منهم بتلك الاجتماعات و الغائبين هي نوايا
القائمين عليها . و أبرزهم على الإطلاق هو البرلماني الشاب و المقاول الدي احتضن منزله
أطوار هذه الاجتماعات , و الدين شكلوا أخيرا حلفا على أنقاض الأحلاف الأخرى
المتهالكة و التي في طريقها للاندثار بعد إصلاح ذات البين بين أبناء العمومة . كيف
ذلك ؟
هكذا اجتمعت قبائل
أيتوسى مساء لمناقشة مجموعة من النقاط
التي يطغى عليها الجانب الاجتماعي للمنطقة كانتشار المخدرات و ما بات يسمى
بالبراتش و الجرائم بمختلف انواعها و الاحتجاجات المؤدية لتخريب الاملاك العمومية
و الخاصة و أخيرا و ليس آخر كلفة الأعراس .. حاول من خلالها القائمين على هذا الاجتماع
تمرير مجموعة من الرسائل للسلطة المحلية لإرضائها طبعا على حساب أبناء القبيلة و
مطالبها المشروعة و لتحقيق مآربهم الخاصة
و مصالحهم الضيقة و قياس ردود الفعل عند طرح أي نقطة للنقاش و وراء كل نقطة كان
هناك هدف مخفي لا يعلمه سوى مثيريه . فحين حاول أحدهم التنديد بما يقوم به
المجازون من احتجاجات لقي احتجاجا فوريا من طرف مجموعة من شيوخ القبيلة بل وطالب
أحدهم بضرورة الوقوف إلى جنب هؤلاء و دعمهم مما استدعى سحبها فورا.
نقطة أخرى أثارها
الرائد في الجيش و عم البرلماني و بإيعاز منه بضرورة تشكيل لجنة شبابية ضمنها شابة
لمناقشة تكاليف الأعراس و ضرورة التخفيض منها و الغاء مجموعة من المظاهر التي زادت
الطين بلة في مناسبات الزفاف الصحراوية بالمنطقة مما استنكره مجموعة من الشيوخ
الدين أكدوا ان اجتماعات القبيلة كانت و ستظل ذكورية و ليس للنساء فيها كلمة . قد
نتعاطف مع صاحب الفكرة و نؤيده فيها ... لكن
مصادرنا تؤكد أن تلك الشابة لن تكون سوى إحدى عضوات لائحة السيد البرلماني الشاب
في الانتخابات الجماعية المقبلة بأسا و ليس بالزاك كما يتوقع الكثيرين . فالشاب
البرلماني جد متأكد ان الانتخابات المقبلة ستكون بنظام اللائحة لذلك يصنع لائحته
مند مدة .
بعد طرحنا لمدى
استفادة أحد أطراف هذه المؤامرة و لو أن هذا الظاهر منها فقط قد يتساءل البعض عن
مدى استفادة الطرف الثاني أو مستضيف الاجتماع السيد المقاول ؟؟
أولا : سياسيا .هناك أخبار مؤكدة أن هذا الاخير يريد و بصفة
رسمية الترشح بجماعة البيرات و رئاسة مجلسها و سحب البساط من تحت السيد الخرشي .
بالإضافة لترشيح أخيه بالتجارة بانتخابات الغرفة القادمة.
ثانيا : اقتصاديا . يبدوا أن هذه النقطة هي التي عجلت بهذا الاجتماع
و غيره من الاجتماعات التي أضحى منزل هذا الأخير مقرا دائما لها بعد عجز الأب
الروحي للقبيلة ( كما يدعي أتباعه و نحن نقول الأب الروحي للعائلة ) استضافة هؤلاء مادام يستضيف الوفود الصحراوية
القادمة باسم القبيلة .
و الخطير في الشق
الاقتصادي هو طموح المقاول للاستيلاء على أربعة رخص لاستغلال مقالع الحجارة تابعة
كلها لجماعة تويزكي بعد أن اشرف هو شخصيا على منع المقاول ( لبتيت) من إنجاز مشروع
لتشجير حوالي 40 هكتار بنفود جماعة ( أم لعويتكات) التابعة لعوينة تركز حيث جمع
نصف القبيلة المعني من كافة المدن
المتواجدة بها للتنديد بهدا المشروع صباح
نفس اليوم . في الوقت الدي لا يمانع
سيادته من طلب استغلال أربعة مقالع للحجارة في أراضي تابعة لجماعة تويزكي بعد أن استفادت شركته و شركة الطالبي و شركة عدي من رخص
مقالع الرمال تستنزف الأخضر و اليابس .
هؤلاء أصحاب الرخص الثلاثة و بتواطؤ مع رئيس جماعة تويزكي و أحد الأعضاء النافدين
هناك ساهموا في ارتفاع أسعار الرمال بشكل كارثي مما ادى إلى عزوف مجموعة من
الساكنة على البناء بعد أن كانت الوتيرة في خط تصاعدي . هكذا فبعد أن كان سعر
المتر مكعب الواحد من الرمال قبل الترخيص لهؤلاء 20 درهم أصبح بين عشية و ضحاها 50
درهم يصدر 99 في المائة منها خارج الإقليم بالإضافة لآثار هذا الاستنزاف البيئية. و لسان
حاله . حرام عليهم و حلال علينا ...
و من حقنا مند
الآن أن نتوقع ارتفاع أسعار المتر المكعب الواحد من الحجارة إلى 50 درهم و هو الآن
ب 20 درهم .. و من المتضرر ؟ نحن بطبيعة
الحال و بدرجة كبرى أصحاب الشاحنات الصغيرة , فبعد قطع أرزاقه من نقل الرمال سيأتي
الدور لا محالة للحجارة و يعلنوا بطالتهم النهائية .
كيف بدأت الفكرة ؟ حال سماع السيد المقاول بنية أحد أبناء
المنطقة الدين لم ينالوا حضهم من كعكة الرمال طلب استغلال الحجارة في مساحة محدودة , سارع هذا الأخير لشركة ( (SGTRA قصد مساعدته هذه المرة لطلب أربعة أماكن تقدر
مساحة كل واحدة منهم 9 كيلومترات مربعة . بدأً بكل الجبال المحيطة بأسا وصولا
لجبال واركزيز و جبال باني
و من فركنتا إلى بولجير و من تيزيمي إلى إنفكن ...
يعني و ببساطة جماعة تويزكي كأن باقي الجماعات لا تحوي أحجارا قد يستغلها
هذا المقاول و شريكه !!!! . ألا يكفيه مقلع الرمال
بتيغزرت التابعة لتويزكي ؟ أم أنه هو
الوحيد المؤهل لهكذا مشروع و باقي مقاولي المنطقة ليس لهم من الإمكانيات و
الكفاءات التي تساعدهم على القيام بهذه المهمة و لو أننا ضد كافة أنواع الاستغلال
الغير عقلاني لموارد الإقليم أينما كانت و كيفما كانت . و لطالما أعلنا عن
معارضتنا لتأثير هذه المقالع على الغطاء النباتي و الغابوي للمنطقة التي تدخل
بالإضافة للجبال لاختصاصات مديرية المياه و الغابات و التي يحق لنا الآن اتهامها
بالتواطؤ مع هؤلاء عوض حماية الموارد المحلية لا تبدي أية معارضة أو تحفظ حال
تقديم أي شركة لرخص الاستغلال لهذه الموارد.
و من المستفيد من
كل هذا ؟ هؤلاء ( المقاولين ) بدرجة كبرى و
بعض المنتخبين سنأتي على ذكرهم لاحقا إن شاء الله.
السلطات المحلية المعنية
تحفظت عند استقبالها لطلبات هذا المقاول و صرحت له بمخاوفها من ردود فعل النصف
الثاني من القبيلة الدي تدخل الأراضي محط أطماعه ضمن أملاك الجماعة التي يشرفون
عليها , لكنه طمأنهم و أخبرهم بعزمه جمعها و مناقشة الموضوع معها و هذا ما لم يحدث !!!!
و من هذا كله
نستشف مما سبق أن الاغراض الشخصية الضيقة و المصالح هي بالدرجة الاولى من كانت
وراء عقد هذا الاجتماعات و غيره , أما مصلحة القبيلة و التي نطمع في أمثال هؤلاء
إيلائها درجة أكبر من مصالحهم الشخصية , لكن للأسف عودتنا التجارب أن المنتخبين أو
المقاولين أو الإقطاعيين لا يجمعون القبيلة سوى لأغراضهم الشخصية الدنيئة .