أسا
بريس : بقلم ذ. بوجمعة بوزيد
تعرف مدينة اسا أو قلعة الصمود و التحدي الاسم الشهير حراك اجتماعي ملموس و هذا هو مربط الفرس في توضيحنا لمسؤول يظن على أنه محنك أو ربما يعمل بفلسفة مقوماتها هجينة و بناتها من الافكار عقيمة لا تسقيه شربة ماء في يوم حر شديد، جاعلا من سياسة تدبيره إن صح القول بأنه يعرف ما تحمله كلمة سياسة من ذكاء و حنكة و فن في التعامل و التجارب تأكد أن صاحبنا لا يفقه شيئا في هذا الباب، اللهم الا النزر أو بعض الشطحات بدون ايقاع سابق علما أن يهوى الايقاع و الطبول الصاخبة على حساب الفقراء من ابناء اسا الشامخة، هذه الاخيرة و ما يدركه جيدا غير انه يتغافل عنه أن الامر عندما يصل الى الكرامة تصبح بؤرة لهيبها يصهر الحديد و أن القضية عندما تتجاوز الحدود و تغلق امام اهاليها ابواب الحوار و الاقناع العقلي لا تعرف الا بابا واحدا التكافل الاجتماعي و التعاون و الصمود لتحقيق المطالب و الكرامة التي تظل فوق كل اعتبار و إخراج المسؤول الغير مرغوب فيه من النافدة بعدما أدخلته القبيلة من أوسع باب. غير أن الامر الغريب الذي اثار حفيظتي من بعض الاخبار التي تصلني عن هذا المسؤول اللامسؤول هو انه يتدرع بغياب الامكانيات و التمويل و يخلط الحابل بالنابل لكن السؤال الذي يفرض نفسه و يراه حتى الاعمى هو اذا كان هناك شح في مداخيل الاقليم فأين غاب هذا الفقر المدقع عن سهرات المسؤول الصاخبة؟ إذا كان هذا الرجل يشعر بالمسؤولية و يحمل هموم الاقليم فلماذا يصرف الملايير على الفرجة ؟ ام انه يعمل بمنطق نصلو بالحاضرة. أي أنه يفرج همومه و نزواته على حساب شحوب وجوه اهالينا و نحن نشاهده في لياليه الحمراء السوداء علينا و هو يتمايل و يتدندن كأن سلالته من دوحة أهل "ابا" أو من أهل "النكدي" ببلاد شنقيط، غير ان ما يخفى عليه أنه اذا كان متعنت فقط فلا يتوقع غير الشواهد العليا في التعنت فأبناء اسا لا يعرفون الملل ابدا و يأخذون بالليونة و الحوار و ليس بالقوة و نهج سياسة الهروب الى الامام مع تحفظي على كلمة سياسة مع صاحبنا، وخير ما يمكنني أن اختم به للمسؤول لا تقطع رزقك بيدك، فالناس تنظر اليك بعين أهل الصحراء فلا تكن ضبع صحراء.