» » » » » "مؤسسة القبيلة ".....و محاولة العودة لنظام العرف

أسا بريس : بوجمعة بيناهو




إستبشرنا خيرا بنبأ إنعقاد إجتماع لقبائل أيتوسى يوم أمس 17مارس 2013 .نظرا لما لهذا النوع من الإجتماعات من أهمية بالغة داخل المكون .و لقد ظلت القبائل الصحراوية قبل دخول المستعمر الأجنبي و حتى أثناء معايشته محافظة على هذا التقليد و المتجسد في نظام العرف .و العرف هو تدبير شؤون القبيلة بناء ا على محددات و ضوابط تكون مسطرة سلفا ،و قد عرف هذا النظام عند مختلف القبائل الصحراوية و في مجتمعات البيظان بصفة عامة و حتى عند القبائل الأمازيغية حيث تختلف مسميات هذا المجلس ما بين "ايت الاربعين " عند بعض القبائل الصحراوية ومنها قبائل أيتوسى على سبيل المثال و "آجماعة" عند القبائل الموريتانية في أدرار و الحوض إلخ.....و ب "إنفلاسن" عند بعض القبائل الأمازيغية و البرابرة .وبالعودة إلى أساس التسمية "آيت اربعين " فإنه حسب الرواية الشفوية تقر بأن هذا المجلس كان يتكون من أفراد القبيلة في حدود أربعين رجلا يمثلون كل فخدات القبيلة ما يعرف محليا بالأخماس.ويشترط في هؤلاء الرجال مجموعة من الصفات منها الأصل و الشرف و الشجاعة و الكرم والفصاحة و القدرة على تدبير شؤون العامة .أما المجلس فيرأسه "لمقدم" تسمية تطلقها بعض القبائل الصحراوية و حتى الأمازيغية و"الظمين " عند بعض مجتمعات البيظان و بالعودة إلى ما تختزنه ذاكرة الأباء و الأجداد فإن مجموعة من الأسماء قد برزت في تاريخ قبائل أيتوسى نذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض الزعامات التي بصمت تاريخها بدماء من الفخر . حماد أوبريك المنتمي لفخدة أهل حمو علي و القائد شياهو المنتمي لأيت وعبان والقائدان بوزيد ولد الرباني و محمد ولد الخرشي الأول ينتمي لأهل حمو علي و الثاني لأيت بوجمعة و البشير ولد حماد المنتمي لأيت إيدر و محمد فاضل بوكنين المنتمي لأكوارير و فظيلي راح المنتمي لإيداوتيا و آخرون . هؤلاء الثلة من الرجال حافظوا على لم شمل القبيلة و الوقوف ضد المستعمر و ضد كل من حاول المساس بشؤون مجتمعهم .ولقد حافظ النظام القبلي على بعض المؤشرات الآيجابية إلى مطلع التسعيينات حيث أصبحت تتلاشى نسبيا أدوار القبيلة كمؤسسة إجتماعية. نظرا لمجموعة من العوامل لعل أهمها دخول الدولة على الخط حيث عملت على تفتيت هذا الكيان وبطرق مختلفة منها كيفية توزيع الإنعاش الوطني ،وصولا إلى تأجيج الصراعات خصوصا مع اللحظات الإنتخابية،عوامل و أخرى أدت إلى تلاشي إيجابيات النظام القبلي. بالإظافة إلى كثرة الوافدين على المنطقةمن أبناء الشمال حيث أصبح المجتمع مؤخرا يعرف تطاحنات تصل أحيانا إلى الفخد الواحد ،و أصبحت الجريمة تطفو على السطح بمختلف أنواعها ،وظواهر مشينة تسييئ إلى صورة المدشر .هذا الواقع فسح المجال ليطفو إلى السطح من جديد الحنين لنظام العرف و تسيير مجموعة من الأمور بناءا على أعراف و التي لطالما أعطت حلولا جذرية سواء في مجال الدية "لاخلاك"أو في حل بعض نزاعات الأرض "التراب" .و في هذا السياق يأتي إجتماع الأمس و نتمنى أن نكون قد عدنا و العود أحمد. و لن أجد مإا أختم به خير من الأبيات التي ختمت بها و ثيقة الأعراف الصادرة عن مجلس "آيت اربعين" و المنطقة لا زالت تئن تحت وطأة المستعمر في ثلاثينيات القرن الماضي و التي تقول :


أيا قبيلة بني أوس وبني جعفر............المرقومين هنا لكم فخرا على فخر
إعتنى بكم كل أحد في كل مهجر..............وخافت منكم الأسود القواهر
أنتم لها يا أحسن في كل مشهد..........لكم المهابة في مصر وفي نجد

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

دع تعليقك