» » » الاشكالية في الاتكالية

أسا بريس : أحمد عبد الدايم

قد يتساءل البعض قائلاً إن المشكلة الرئيسية التي تقف عائقاً أمام التنمية هي الوضع الاقتصادي الراهن الرديء الذي يتصارع معه المجتمع في اسا الزاك والذي لم يفلح في التغلب عليه بينما نجحت وتفوقت في هذا الجانب مجتمعات أخرى، ويخلص آخرون إلى أن المشكلة تكمن في النخبة الراهنة والذين يصفونها بالجامدة، أي ان هذه النخبة لاتستطيع أن تحرك ساكناً ، بالأحرى لاتعرف معروفاً ولاتنكر منكراً.
وبين هذين الرأيين يتأرجح رأي آخر ينادي بأن نتحرر من القيود والسلاسل التي أوثقتها المسؤولين في الاقليم ـ بكافة صورهم وأشكالهم فجعلوا الساكنة أسرى في جلود أحرار دون أن يعوا هذا الخطر، فهاهنا تتضح المشكلة أكثر فأكثر، ومن هنا أستطيع أن أقول إن الخطر الأكبر هو «قلة الوعي»، وقد يسأل احدهم ويقول : ماالوعي ؟
والوعي ورد في كتاب الله الكريم فقال تعالى «وجمع فأوعى» «وتعيها أذن واعية»، ويعرف علماء النفس الوعي بأنه شعور الكائن الحي بمافي نفسه ومايحيط به فهل ساكنة اسا الزاك تعي وعياً حقيقياً؟
بل هل مهيئة لأن تعي كل مايدور حولها من تآمر وتكتل ؟
ولكن أين حملة الأقلام ؟ أين النخبة الأكاديمية المثقفة ؟ بل أين شباب الاقليم ؟ هل يملكون ثقلهم في واقع اليوم ؟ هل تعي أو تفقه شيئاً تلك الأقلام التي يحملونها ليتفاخروا أو يفتخروا بها ؟ ام ان الاشكالية في الاتكالية؟
وإذا أردت أن تفهم المشكلة أكثر فانهض بنفسك واخرج من روتينك الممل لتحكم على ماأنت فيه، وتعي ماكنت عليه، فالأزمة أزمة وعي، ولكن ماالحل ؟
علينا أن ندرك أولاً أن النوايا الحسنة هي مصدر بل مركز ارتكاز لكل الأعمال و الخطوات، والتوجهات النيرة لاخراج المنطقة من حالة الاحتقان السياسي والفكري الذي اضر كثيراً نضالاتنا، ومسيرة النهضة التنموية.. لذا لابد أن نكون جادين في عملية الانتقال إلى مرحلة النضال البناء الهادف، بعيداً عن السفسطاء وسفاسف الأمور والاستعلاء على الآخر.. فالمرحلة في غاية الحساسية والخطورة، والمزايدات والمماحكات لن تجدي. ورمي الكرة في مرمى الآخر لن يؤدي إلا إلى تأزيم الموقف، وسرطنة الحراك. علينا أن ندرك عظمة الحدث. وجسامة المسؤولية التاريخية وحجم المهام. فمصلحة الاجيال القادمة اهم من كل مصالحنا مهما كان حجمها ووزنها. إن صناعة التاريخ لا تكون إلا على أيدي الرجال الشرفاء الأوفياء الذين قدموا اغلى ما يملكون من اجل مجد وعز وسمو ورفعة المجتمع في اسا الزاك. وترجموا أهدافهم ورؤاهم إلى واقع ملموس لا فيه غالب أو مغلوب لبناء النضال الجديد. فليكن حراكنا مسؤولاً وجاداً من اجل عز وتقدم وازدهار الاقليم. وليس لتقسيم الغنائم والأسلاب فيما بيننا. علينا أن لا ننسى أننا بناة مستقبل. وصناع مجد عريق وتاريخ تليد وتراث وأصالة تمتد في أعماق الزمن وليكن في علمنا أن النضال بكل اشكاله وسيلة وليس غاية. لذا لا داعي لمظاهر المزايدات والغوغاء. التي لا تخدم إلا الشردمة المرتزقة فقانون الحياة يؤكد ان المشاحنات ووسائل المراوغة، وإقصاء الآخرين سيؤدي إلى نتائج عكسية غاية في التأزيم. لذا علينا أن لا نخلط الأوراق. علينا ان ننبش الملفات التي تراكمت في دواليب الفاسدين.
الفاسدين الذين يحاولون تدوير عجلة التاريخ إلى الوراء اقول لهم انهم هم الخاسرون بل النادمون. مهما تنمروا أو استأسدوا فإن نهايتهم مخزية وفاضحة ومهما بنوا من مجد ومكاسب ومنجزات لن تحسب لهم, لأنهم بنوها على جماجم ودماء الضعفاء والأبرياء. وأنّات الأرامل والثكالى واليتامى. ومهما اعتكفوا وصلوا وصاموا ستظل تلك الأعمال الإجرامية البشعة وصمة عار وخزي على جباههم مدى الزمن. و اذا نجوا من عقاب الدنيا فاين يفرون من عقاب الآخرة!!..
علينا أن نفهم الدرس جيداً أن التاريخ لن يغفر للشفارة والسفاحين ومصاصي دماء الشعب. وأن الأجيال لن تنسى ما فعلوه من أعمال إجرامية شنعاء بحق هدا الاقليم وبحق أبناء جلدتهم. ومهما حاولوا ارتداء ثوب الزعامة أو الفخامة فإن الخزي والانكسار ووصمة العار والخيانة ستلاحقهم في حلهم وترحالهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها أما اقليم اسا الزاك فسيظل شامخاً عزيزاً بالنضالات. رغم كيد الكائدين، ومكر الماكرين و الفاسدين فإن الغلبة والفوز والنصر دائماً للشرفاء الأوفياء و المناضلين حمات المكاسب.. فبشائر الخير والنصر آتية بأذن الله لأنها منطقة طيبة ورب غفور وشعب صبور و مكافح وأصيل و متحد لا يعرف الاتكالية.

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

دع تعليقك