أسا بريس : الشروق أونلاين
استنكرت الجزائر بشدّة "حملة التكالب" التي يشنها المغرب في حقها خلال الأيام الأخيرة، من خلال تحريك وكالة الأنباء المغربية (map) التي تتولى نشر برقيات التحامل والتطاول في حقّ الجزائر، وأبدى مسؤول سام في الدولة، تفاجؤ الجزائر بهذه الحملة المغربية الجديدة.
في تصريح مكتوب تلقت "الشروق" نسخة منه أمس، أكد المسؤول ردّا على حملة المغرب في حقّ الجزائر، أن هذه الأخيرة تسجل شجبها واستياءها اتجاه الحملة المتطرفة والمغرضة التي تغذيها الوكالة الحكومية الرسمية، بنشر سلسلة من البرقيات الاستفزازية، وهو ما يدفع إلى التساؤل حول إرادة "جيراننا المغاربة" بشـأن تطبيع علاقات الصداقة الثنائية بين الجزائر والمغرب، مثلما يتم المناداة والمغالاة به من طرفهم في أكثر من محفل رسمي.
وأكد المسؤول الجزائري، أنه بالنسبة للجزائر فإن هذه الحملات المغربية المتكررة، هي بعيدة كل البعد عن ما تم الاتفاق عليه بين وزيري خارجية البلدين لوقف ما يسمى بـ"الإعلام المعادي"، موازاة مع تسجيل رسائل سلام في صوت الدبلوماسية الجزائرية، لكن "في نهاية المطاف المغرب يشن من خلال وكالة أنبائه الرسمية، حملة كراهية معادية ضد الجزائر"، بما يفضح الازدواجية والنفاق في خطاب المسؤولين المغاربة، الذين يزعمون أنهم يرغبون في بناء "نموذج للتعاون الثنائي على أساس الاحترام المتبادل !"
وسجل المسؤول السامي أن توقيت التهجّم المغربي الجديد على الجزائر، يتزامن مع التطورات المتعلقة دائما بقضية الصحراء الغربية، وأضاف: "بالطبع هذا الهجوم تمليه دائما حملات التشهير لاعتبارات معروفة، كلما تعلق الأمر بتغيير يخصّ قضية الصحراء الغربية ويعتبر تغييرا ضارا بالنسبة للمغرب".
ولفت نفس المصدر كدليل يفضح الجانب المغربي، إلى أن الحملة التي تشنها وكالة الأنباء المغربية (الحكومية) بإيعاز في حقّ الجزائر، تتقاطع مع جولة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس، إلى الأراضي المحتلة في الصحراء الغربية، وهي الجولة التي سمحت لروس أن يشهد على الانتهاكات الخطيرة ضد المحتجّين الصحراويين، وأكد نفس المسؤول في ردّه على الحملة المغربية، أن المغاربة يعرفون جيّدا تداعيات ونتائج جولة أممية ترتكز أساسا على محور استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية.
ردّ المسؤول الجزائري، يأتي في ظل حملة تقودها وكالة الأنباء المغربية، رفقة عدد من جرائد "البلاط المخزني"، وقد نشرت خلال الأيام الماضية، وكالة (الماب) الحكومية، سلسلة من البرقيات المتحاملة والمملوءة بالأكاذيب والمزاعم المغلوطة والادعاءات المضللة، وكذا عدة تحليلات مفبركة وتصريحات مسمومة، من بين أهدافها ليّ ذراع الجزائر بخصوص قضية الصحراء الغربية، التي تبقى -حسب الموقف الجزائري- من مهام وصلاحيات هيئة الأمم المتحدة. كما تتزامن الحملة المغربية، مع اتهام وزير خارجية الصحراء الغربية مؤخرا، المملكة المغربية بالوقوف وراء تنظيم "التوحيد والجهاد"، ومن خلاله اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين في مالي، وتنفيذ العدوان الإرهابي على قاعدة تيڤنتورين.