أسا بريس :ذ رضوان الزروالي(أوتشنتا)
بسم الله مجراها ومرساها.
ندخل العيون ليلا، هذه المرة، من ضاحيتها الجنوبية، والوجهة حي كلومينا القديم.
بدت المدينة خالية إلا من بعض سكانها الساهرين..تتقدم السيارة قليلا ليتراى ضوء متاجر محطة لبلايا خافتا في عتمة الجو الكئيب وشباب في الهامش عاطل و معطل يتجمع حول أحجارالدومينو، ساخرا من رداءة الزمن وجبروت القدر...
بسم الله مجراها ومرساها.
ندخل العيون ليلا لزيارة والد عليل وقضاء عطلة العيد بين أهل و أحباب وخلان أُبْعدنا عنهم قسرا منذ عقد أو عقدين، أوسنة أو سنتين أو أكثر من ذلك بشهرين..عفوا يا سادتي الكرام فما عاد الدهر لنا يعني شيء، في زمن سرمدي رتيب تشابهت أيامه بلياليه.
...يحل مساء العيد، وبأي حال عدت أيها العيد... تواعدنا هناك ، با البوابة الجنوبية للحي لتجمعنا كؤوس القهوة مع من فرقتنا بهم الأيام..
وجدتهم هناك جالسين "ببيتوريا"، لكن المشهد كان مكهربا حد التوتر ولإشمئزاز..فمقهى الحي مليء بأبناءه الأبطال والجيش هناك يتمركز على مرمى حجر، أمام آليات بيضاء مصفحة في إستعراض مهيب للقوة بقوة الإستعراض. وإستنفار ينذر بما لا تحمد عقباه...فالتاريخ يؤكد أن مشاهد كهاته، تنتهي عادة بالإشتباك والدم وتراجيديا لا يعرفها إلا من عايشوها ذات يوم من رمضان 2005 بذات المكان، إبان رحيل الملاك المحبوب الهادئ، حمدي لمباركي...
قررنا تغيير المكان، بحثا عن هدوء لا يسبق العواصف والإشتباكات، ولحظات هادئة مع من نحبهم في الله..مع رفاق الطفولة ومن إشتركنا وإياهم الماضي و الحاضر بتاريخ جمعي كانت جغرافيته كولومينا ولا تزال...
بسم الله مجراها ومرساها.
نتوجه نحو شارع مكة، لنصدم بالزحام، وآلاف من الحجاج الغرباء ممن حجو لمكان يذكر فيه إسم كريستوفرروس...حجيج في مقتبل العمر يحملون شارات حمراء يترنحون ذات اليمين و ذات الشمال، من كثرتهم قد تتخيل للحظات أنك VIP قبل أن توقظك لكنتهم الغريبة و تهمس لك أن هؤلاء الوافدون الجدد، إلى المجال لا ينتمون...
وأنهم بغلقهم للرصيف لك مُسْتَفِزون
وأنهم بإنصاتهم لك في المقاهي مقززون..
هكذا مر العيد بالمدينة.. و ستمر زيارة روس وستجمعون أنتم حقائبكم وتنصرفون..ونعود نحن إلى منفانا القسري، وفي القلب دم يعتصر، وعلى اللسان عبارة تتردد : " عيدكم محاصر سعيد".
الصحراء الآن