» » » » شوف تشوف "الأمير والذئاب"


أسا: بنسالم الوكيلي
   كان يا مكان*في أواخر.. العصور والأزمان *أمير اسمه إدريس*رجل شهم ونعم الأنيس*علاقاته شعبية.. على الحب والتقدير مبنية*يقطن حي الفقراء بمدينة مكناس* ويحب لنفسه.. ما يحب للناس*جمعته بنا الأقدار* على حسن الجوار*عندما اكترى.. من الأحباس ضيعة الشكور*بالقرب من وليلي الشاهد على العصور*الأمير محبوب يذكر اسمه ليل نهار*وتهتف باسمه الأشعار*نحبك يا إدريس*والله لأنت نعم الأنيس*القبائل تتهافت على جمع الأعشاب مساء والاشتغال في الضيعة نهار*بأحسن الأجر*فدارت الأيام بما لا يسر*كلف الأمير على الضيعة أناس يسيرون وحراسا كلهم أشرار*أعلنوا الحصار والتعذيب والتحقير في حق الجوار*مختبئين وراء ستار*باسم إدريس..المولى الأمير بلا حشمة ولا وقار*وذات يوم وفي واضحة النهار*انكبت القبائل وبهائمها على الضيعة كسربال النمل بالعشرات من كل دوار* والمفاجئة كل المفاجئات.. من الكبار*هم المسيرون.. ومنهم عصابة محترفة في سرقة الأبقار*فشاع الخبر في المدن والقرى وفي مغربي.. جنة الأقطار*تقاطرت الوفود وزادت أعداد ضحايا السرقة عن الثلاثين والواحد وهذا باختصار*إن القبائل كل القبائل تقاوم والسلطات تساوم مطالبة بالفرار*فقررنا معتصما مقرونا بصيام*حتى تحقيق مطلبنا مهما طالت الأيام*ومهما نصبت الأجسام*فلبت القبائل النداء يقظين ونيام*ولأجل هذا المطلب ضربت الخيام*شعارنا نقاوم*والدرك يهاجم تسترا على الإجرام*فحررنا الشكايات وأرسلناها إلى رأس العدالة وكذا الوكيل المحترم*والأشرطة سجلناها وحررنا البيانات بدلائل وشهادات*ووزعناها على الصحف والجرائد والمنظمات والجمعيات*فلا آذان صاغيات ولا أمة ناهية سوى الخوف يخيم في كل الجهات*والتقرير رفعناه فما المصير؟!*إن القائمين على أمورنا يخشون القبض على المجرم ويكنون له كامل التقدير*عوض البحث في مجرى الأحداث تراهم بجبانتهم يبحثون ويتساءلون عن المحرر*فما وجدوا غير سالم الأحمق بطل الحكاية فساوموه ورفض المساومات إنه إنسان له ضمير*فكروا وتآمروا في اعتقاله ثم اتهموه بتهمة كذب تتجلى في السب والشتم والتهديد بالسلاح والشواقر والزبابير*فمنهم الحراس.. والمجرمون والشهود ومنهم.. اللوبي المدبّر*فأمر الوكيل الضابطة القضائية باعتقال سالم وكان ذالك هو المصير*رجالات الدرك والأمن والسلطات المحلية وأعوانها فاقت المائة في العدد فظننت أنني في يوم الحشر* يوم أن اجتمعت القبائل ورفع الشعارات إنما سالم أعيننا ما بقي وإن هو سجن سجنّا وفقدنا البصر* سجن سالم بلا تهمة ثابتة في حقّه فقلنا لا قضاء في الدنيا إن قضاء الله لهو الحق المنير*مرت عليه ثلاثة وعشرون يوما من وراء القضبان اللعينة فأتى من الله النصر*وإن الله على كل شيء قدير*بفضله لا إله إلا هو الله تحرر سالم من قبضة اللاّعدالة ففرحنا بقدومه هو منّا ونحن معه صامدون*الدنيا تستهزئ بالكافرين حيث وجدوا واللعنة على الكاذبين إلى ميقات يوم الدين* صدق سالم وسيكون وأنتم بمشيئة الله من الصادقين*والله أصدق الصادقين.

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات