» » » خاص عن انتفاضة 23 مارس 1965 : الربيع المغربي يزهر قبل 49 سنة وأوفقير يشرف على إطلاق الرصاص على البيضاويين


في مثل هذا اليوم، وقبل 49 سنة، جرت أحداث الانتفاضة الشعبية 23 مارس التي انطلقت شرارتها في سنة 1965، وقادها الجيل الجديد من التلاميذ والشباب الذي جاء ما بعد الاستقلال.
كانت هناك خيبة كبيرة في المغرب، بسبب الجو السياسي المشحون، الذي لم يفلح حماس  الحصول على الاستقلال في تذويبها، فما بين 1956 زمن الحصول على الاستقلال، و1965، لعبة أرقام فقط،  وامتحان عسير في بناء الدولة الوطنية، وكان أن خاب كل شيء، وتفرغ الحكم  للحد من شوكة  الوجوه السياسية القادمة من معركة التحرير، وبدأ الاغتيال السياسي يطفو على السطح، وحالة من الهياج والتهييج قادها في ذلك الوقت الجنرال الدموي  أوفقير، والنتيجة معروفة، عند المغاربة: سنوات طويلة من السلخ السياسي ومن قمع الحريات ومن السرعة الجنونية نحو فتح مزيد من السجون العلنية والسرية.. هي تلك السنوات التي أطلق عليها مجازا وتحديدا "سنوات الرصاص"، وهي نفسها  التي أدت إلى الإعاقات السياسية التي نشهدها اليوم، ذلك أن الحاضر لا يمكن إلا أن يكون ابن الماضي.
كانت انتفاضة 65 بالفعل، الربيع المغربي الأول، حيث خرجت الدبابات إلى الشارع، واستعمل الرصاص الحي في الدار البيضاء، ودخل العسكر إلى البيوت، وسقط مئات القتلى، وجرت الاختطافات، وبذلك يفشل النظام السياسي في أول اختبار للقوة له، ويبن عن عجز كبير في  القدرة على تدبير المرحلة والنزول للحوار مع أبناء شعبه.
سنة 65 لم تكن سهلة على الإطلاق في المغرب، ففي هذه السنة سيجري اغتيال المهدي بنبركة، الذي تلقبه الأدبيات السياسية المغربية، بـ "عريس الشهداء". وهي السنة  التي سيجري فيها ، أيضا، إعلان حالة الاستثناء، والعفو عن معتقلي ما يعرف بـ "مؤامرة 63".
سبب انتفاضة 65 التلاميذية يعود بالأساس إلى قرار لوزير التعليم آنذاك يوسف بلعباس، الذي يقضي  بطرد التلاميذ من المدارس والثانويات، وحرمانهم من اجتياز امتحان شهادة الباكالوريا.
كان هذا القرار اللاشعبي، هو الشرارة التي ستؤدي إلى مظاهرات عارمة في عدد من المدن المغربية كالدارالبيضاء  والرباط وفاس وآسفي ومراكش وخريبكة وبني ملال وعدد آخر من المدن المغربية، وأمام هذا الانتفاضة الشعبية التي بدأها التلاميذ والتحق بها المواطنون اضطر الحسن الثاني إلى إعلان حالة الاستثناء.
ويحكي من عاش تلك المرحلة أن الجنرال محمد أوفقير،أشرف على قمع الانتفاضة، بإعطاء تعليماته، من طائرة مروحية، كانت تراقب الوضع من سماء الدار البيضاء، حيث أعطى أوامره بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين في الأحياء الشعبية، حوالي الساعة الثالثة ظهرا من اليوم نفسه.
سقط العديد من القتلى ومئات من الجرحى، وجرت اعتقالات عشوائية، واسعة في صفوف التلاميذ والطلبة وعموم المواطنين، ولم يسلم المارة من طلقات الرصاص العشوائي وفي كل الاتجاهات، ودفن القتلى  في قبور سرية جماعية بواسطة الجرافات.
وزارة الداخلية، وكالعادة، أعلنت في بلاغ رسمي لها، عن مقتل سبعة أشخاص وجرح 69 آخرين، فقط، بينما أعلن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، في بيان له، عن سقوط أكثر من ألف قتيل، دفنوا ليلا في مقابر جماعية بأماكن مجهولة، فيما تجاوز عدد الجرحى الآلاف، وزج في السجون، حينها بأكثر من 2000 معتقل.
بعد 65، لم يعد المغرب كما كان، ليتكرر الربيع المغربي على درب الحرية والكرامة.
نون بريس

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

دع تعليقك