أسا بريس: هدا أصكام
←مفتتح
الدافع من وراء إثارة نقاش من هذا القبيل الأن لا يعزى إلى الدعاية ﻷي مدرسة سياسية أيا كانت. ولا إلى النقصان والحط من نظيرتها. ولو أن التدافع السياسي المتخلق مشروع أيا كان توقيته أو مناسبته. ونحن نعرف على أن البعض سيعيب علينا توظيف مفردتي"السياسي،،،، المتخلق" لكونهما لايلتقيان في القاموس السياسي للمجتمعات الثالثية أو التي تسير حسب التصنيف على درب التحديث.
ولم يكن أيضا فيما سبق أو فيما سيأتي نقاشا مرحليا مناسباتيا. قد تفهم منه بعض العقول التقزيمية أنه يصب في مضمار الدعاية لأجندة حزبية ظيقة. أو فرملة 'لتصور سياسي عام' كان اختيارا عن محض إرادة"جماهيرية" في مرحلة من المراحل. لن ننكر أننا نطمح لأن يكون نقاشا سياسيا محظا. وتناولا هادئاً للظاهرة دون ممارسة الحجر على أي كان .نقاشا يتغيى منه بالأساس زحزحة صخرة الأفكار المتلبدة في ذهنيات ساكنة تناوبت عليها نوائب الدهر ومكائد الغدر.فما دامت السياسة هي فن الممكن. على الأقل لن نتوارى للخلف دون البحث عن هذا الممكن الذي إستعصى لقاؤه وطال عند البعض مجيئه و إستحالت عند الآخر الثقة فيه.
يطفو الى السطح الآن نقاش المشاركة السياسية من عدمه بين الفينة والأخرى ويبرق لمعان وميض بعض المشاركات على جدار الشبكة العنكبوتية لتثري هذا النقاش مؤيدة له أو معارضة لكنها تلتقي عند حرقة إثارة النقاش النابعة من سيل الأمنيات الجارفة في بناء الدولة بمفهومها الإجتماعي والإقتصادي الى حين تنضج هاتين التجربتين بعدها يمكن التفكير في كيفية التوافق حول المفهوم السياسي. ريتما ينتهي التجاذب بين الطرفين تتسع الهوة وتضمحل آمال التوصل إلى إتفاق بينهم على كلمة سواء كلما حان موعد أي استحقاق انتخابي. أربعين سنة مرت من عمر هذا المكون لازالت صخرة أوديب يحملها الحاملون لخيار المقاطعة إلى منتصف الجبل فتتهاوى من بين أيديهم إلى الأسفل لتتكرر العملية نفسها مرة أخرى مستغرقة أربع سنوات أخرى من العناء أملا في الوصول إلى قمة الجبل دون طائل يرجى نفس الخطاب نفس الإشكال نفس الهواجس نفس التجارب. وليس حال الحاملين لخيار المشاركة بأفضل منهم نفسها الأخطاء والخيارات والأوجاع والسيناريوهات تعيد نفسها إذا ما أستثنيت حالة أو اثنتين كان تدخل المخزن فاضحا ضدا على إرادة الجماهير أما باقي المحطات الأخرى نفس الألهة ونفس التماسيح ونفس المسوخ. صناعة محلية ذاتية يتحمل أوزارها كلا الطرفين سواء المشاركين أو المقاطعين. بعيداً عن الاستهلاك السياسي للغة والمواقف هي رسالة موجهة على الأخص إلى شريحة تشكل صمام الأمان وموجها رئيسا للتفاعلات و المتغيرات الإجتماعية التي يمكن أن تطرأ بما يتماشى مع ثقافة الصالح العام و تصحيح الصورة النمطية التي يجب أن تؤخذ عن هذه الساكنة .دفاعنا عن خيار المشاركة لم يكن عبثيا و لا تسويقيا بل هو برأينا الفرصة الوحيدة المتبقية للإشتغال على طروحات وتصورات تقدمية وقطع الطريق أمام أي نقاش بيزنطي تلوكه الألسن حول ما الفائدة من الانخراط في الفعل السياسي مادام سينجب لنا نفس الآفاق و نفس التماسيح .لانجد حرجا في أن يأخذ هذا النقاش أمدا طويلا لكن الحرج كل الحرج هو عدم الثبات على المواقف. لقاؤنا مستمر ان شاء الله هذه المرة من زاوية تناولية تأريخية وأخرى مقارباتيةبين الفعل المدني الناضج المؤهل للحديث بعدها عن فعل سياسي أو مجتمع سياسي. وبين الفعل السياسي الهاوي الذي تؤطره الأهواء والعواطف والنزوع القبلي الضيق و صنوف أخرى يجيد الساسة توظيفها بما يخدم أجنداتهم.
لنا عود عما قريب
لقراءة مقالات لنفس الكاتب : هنا
لقراءة مقالات لنفس الكاتب : هنا