» » » رؤووس الأقلام : رحلة على الأقدام 2




امضيت مع بعض اخوتي اول فقرة من برنامج طموح ممتع ومفيد، وهو برنامج الرحلة مشيا على الاقدام، كنوع من الرياضة 
والسياحة الممتعة وذلك يوم السبت 28فبراير 2015، ولأن الفضل يذكر بأهله فالكرة في اصلها تعود للمربي السيحي محمد، والذي اعتاد تنظيم رحلة سنوية طويلة هو وإخوته ودراريهم القادرين، تمتد الرحلة خمسة أيام، وتستهدف بها منطقة بالزيارة، وفعلا فالامر يستحق، وفيما يبدو فهو يقتضي مراكمة قواعد دقيقة لايتم الاتفاق عليها عليها الا عبر الممارسة.
     بدأنا رحلتنا بعد أن حملنا احد الافاضل( وهو حمو المختار) بسيارته الى أخفودار، فالهدف كان هو زيارة اكجكال العبد الموجود بأحد فدر اكني ملول، وبعد الانطلاق بدقائق وجدنا انفسنا في مراح ابل، عببنا من قدح دافئ ما اعاننا على اقتحام العقبة الاولى، وما اصعب اقتحام العقبة لمن ألف النوم والدعة والراحة، لكن الرفقة وعدم التكلف والوقوف للراحة وسائل تساعد على وعثاء الطريق، المرور من السفح والصبر عليه يؤدي الى الوصول للقمة، وما اروع الوصول الى القمة .
اهم ما اثار انتباهنا هو التنوع النباتي الغريب الذي يحفل به الجبل، حاول الرفاق تذكر واحياء معارفهم في مايتعلق بمعجم النباتات، غير اننا وقفنا على نباتات نادرة وجميلة وغريبة، ان فكرة المحمية والتي ينبغي أن تصبح مطلبا أساسيا للمجتمع المدني المحلي معناها اعادة احياء الجبال واعطاء الطبيعة متنفسات بعيدة عن تدخل ايدي البشر،  وغير ذلك من الفوائد كتنشيط السياحة و توفير بعض الايادي العاملة،  وتخصيص مكان ما لللتخليف الطبيعي للنباتات التي ستنقرض اذا ما بقي الحال على حاله، ويمكن تطوير الامر في اتجاه استثمار النباتات الطبية.
   كانت دهشتي الاولى عند مواجهة السفح، وقد ابتليت  ابتلاءا عظيما، وظهر أن رأسمال الصحة ومخزونها لايرتبط بما يحمله الواحد من اوزان، او بما يتجمل به، بل بما راكمه من طاقة، وما عمل عليه بشكل دائم من رياضة وغذاء ودربة واخشوشان، ولنمري ان حياة الدعة و التكالب على النعم دون نظام او رادع من عقل،  ونوم للضحى، وسهر ومجموع مناولات الحياة المدنية هي وبال على الصحة.
 تظهر الرحلات وفي لحظات التعب بشكل لالبس فيه مجموع من القيم التي نحملها، والتي تؤطر افعالنا، ولاشك اني لاحظت في رحلة اكني ملول مؤشرات حضور العمل الجماعي ، والرفقة، وحدودها، وضعفها، وضعف الانصياع لبعض القواعد التنظيمية البسيطة، بل صعوبة الوصول الى رأي مشترك،، بل عدم التوجه اصلا الى اتخاذ قرار جماعي، اذ يمكن اقتحام فدرة بشكل جماعي لمظنة ان فردا من المجموعة نزل معها او صعد، وهو امر يحتمل خطورة في الرحلات الطويلة، لوجود مظان الخطورة من انزلاق وعطش او تيه.
      لمست ايضا وهذا في الجانب القيمي اننا عادة نذهب الى التنفيذ دون تحديد للهدف، واذا تحدد الهدف فلاننظبط له، وكاننا نسير نحو اهداف متعددة، كان هدف مجموعتنا على كل حال هو انجاز زيارة لاكجكال العبد، مشيا على الاقدام.
    بعد استراحة الغذاء التي جاءت بعد نزولنا فرادى من فدرة هي في الحقيقة جرف صعب، استسلمنا لراحة وجبة الغذاء وهنا ايضا يظهر معدن الانسان الخدوم من الانسان  الكسول مثلي، كانت استراحة تذوقت طعمها مثلما لم اتذوق راحة منذ زمن بعيد، لانها جاءت بعد تعب حقيقي.
    بعد استراحة الغذاء والظهر انطلق القوم على مسار العودة، الجبل ليس النتوء الصخري، بل ملحقاته والتي تبدو سوداء من بعيد، وتحمل لون الجبل، وتنبت مالاتنبت الرقوق المحاذية لها، وهي اشبه بمقدوفات بركانية افقية، جبل اكني ملول شكل بديع وتشكيلات تثبت قوة الخالق، شلالات جافة واخاديد عميقة من اثر السيول، واجراف هارية،تذكرت الصدى بعد طول غياب،   تذكر طفولتنا الانسانية، وخيل الي ان واحدا من هذه الممرات على الاقل التي جبتها مع الجمع هي ربما لم تطأها رجل منذ بدء الخليقة،  أو منذ زمن بعيد، جميلة تلك المشاعر التي تغمرك وانت تجوب امكنة عذراء،،، أو ممرات نسيت منذ زمن سحيق.....يتبع

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

دع تعليقك