» » » مخاوف النخبة التقليدية الصحراوية من التغييرات المقبلة



عبد الجليل الكتاب 

هل هناك إنفصام بين النخبة التقليدية في الصحراء و مجتمعها؟ هل ضغط السلطة من جهة في اتجاه التماهي مع  التغييرات الحالية و ضغط الحراك الشعبي من جهة أخرى هي المعيق الأساسي لأداء دورها كنخبة تعبر عن طموحات المجتمع ؟ هل الصحراوية النخبة التقليدية  نخبة تتجدد؟
تساؤلات عديدة نطرحها للحديث عن النخبة التقليدية بالصحراء و مواكبها للتغيير الذي يشهده الشارع الصحراوي،و ذلك  في ظل الأوضاع الراهنة وما تحمله من تقلبات قد تعصف بكل البنى التي عجزت عن مواكبة  رياح التغييرالتي تغزو سماء المنطقة.
و بالعودة إلى النخبة التقليدية بالصحراء التي شٌكلت وفق سياق تاريخي  لا يسع المقام لسردها  أثبتت افتقارها لآليات التجديد و الإبداع و العطاء ، وعجزها في الغوص عن التعبير عن حاجيات الشارع الاجتماعية ، وضعف التزامها ووهن فكرها و ثقافتها ، و في ظل ذلك جعل منها بالضرورة  نخبة فاسدة مفسدة فاقدة لما تتوهم بأنه وزنها الاجتماعي،فلم تعد قادرة على الولوج في القضايا التي تعني المواطن الصحراوي،بل أصبحت تعيش غربة في البيئة التي رانت عليها سنين طوال، و انحصر دورها في تخليد البني البالية و إثارة الثغرات التي تتقن فن إثارتها.
إن رياح التغيير التي هبت على المنطقة ، كشفت عن الوجه الحقيقي للنخبة التقليدية بالصحراء و أبرزت قبحها و وضعفها ،كل ذلك بدأ يساهم في تآكلها من الداخل وتقف موقف الريبة من كل ما يدور حولها و هو ما ستكون له إنعكاسات سلبية على الإستقرار و يهدد المسار الديمقراطي " ، و من شأنه تلويث المناخ السياسي  وتعميق حالة اللاتسييس والعزوف السياسي .
هذه التحولات الطارئة أفرزت مواقف سياسية تتمثل في رغبة نخبة  شبابية- بعد أن كانت لمدة ليست باليسيرة نخبة نقدية- قيادة المرحلة الراهنة، قيادة جديدة ملتحمة مع مجتمعها ، قادرة على أن تفصح عما يعبر عنه الشارع ، كضمير له و مترجمة لمشروعاته و طموحاته.
غير أن  علاقة الانفصال و الريبة التي تربط النخبة  الشابة بالسلطة يجعل منها كمنافس وليس كشريك في قيادة العمل السياسي، وهو ما يحتم العمل على  التأسيس لعلاقة تعاقدية بين السلطة و المجتمع، تقوم على تقديم تصوراتها لتدبير الشأن العام و توجيه رسائل سياسية للفاعلين ببناء شراكة فعلية بين مختلف مكونات المجتمع وتعمل كذلك على صون حرية الفكر والتعبير، وصون كرامة المواطن و الاتفاق بشكل جماعي على الإطاحة بأصنام النخبة التقليدية التي تحكمت في رقاب العباد و استنزاف خيرات البلاد

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

دع تعليقك