أسا بريس - ذ. عبد الرحيم بوعيدة
بعد 37 سنة من إدارة الأزمة في الصحراء تبدو الدولة المغربية تائهة في مقاربتها للملف ولشتى مناحي الحياة في الأقاليم المتنازع عليها،37 سنة من ضم الصحراء حسب القانون الدولي يمكن إختزالها في مسميات عدة،المغرب الدولة التي تدير الإقليم تريحه تسميتها بسنوات التنمية والديمقراطية التي أنعم الله بها على ساكنة الإقليم منذ قدوم المسيرة التي سماها المغاربة خضراء في حين يراها البعض بكل ألوان الطيف.
الجبهة الطرف الثاني في النزاع ترى 37 سنة بأنها سنوات إستعمار طويل لإقليم قايضت به إسبانيا المستعمرة السابقة المغرب من أجل شراء صمته عن إحتلال سبتة و مليلية…..
في الصحراء الإقليم المتنازع عليه تبدو 37 سنة طويلة تجر خلفها أحداثا وذكريات مؤلمة تقاسمها الصحراويون في المعتقلات والسجون وفي انتفاضات متكررة، لكن ولاءات الصحراويين ظلت تحكمها المصالح والعلاقة مع المخزن في قربها أو بعدها، حيث عملت الدولة المغربية منذ دخولها الإقليم إلى إستهداف نخبة من الأعيان والشيوخ لترسيخ تواجدها وإضفاء الشرعية عليه، وكانت السنوات الأولى سنوات مد وجزر في علاقة الصحراويين مع الدولة الجديدة التي إنطلقت من التغني بالمسيرة الخضراء إلى ابتداع مسيرات أخرى موجهة للصحراء الحبيبة كما يحلو للساسة المغاربة تسميتها. من هنا بدأنا نسمع ونحن صغار “مسيرة التنمية” “مسيرة الديمقراطية” حتى خلنا أن الصحراء ستتحول بقدرة قادر في العشر سنوات الأولى إلى جنة فوق الأرض، لكن المسيرات المتحدث عنها ظلت مجرد أغاني نسمعها في أعياد العرش و عيد المسيرة وظلت الصحراء باستثناء بنيات تحتية كما هي، في حين أسقطت الدولة المغربية من حساباتها الإنسان الصحراوي و حولته في عرفها إلى مجرد مخبر أو مرتزق أو اتنهازي،فحرمت جيلا كاملا من التعليم ومنحت الحق في الحديث عن الصحراء لأهل الرباط وفاس،وتحولت الجنة التي بشر بها المخزن المغربي إلى مجرد كرطيات وبقع يستغلها العمال لإذلال الصحراويين وكسر كبريائهم،فحول المغرب الصحراء لصفقة تجارية يتناوب عليها المسؤولون المغاربة مع ثلة من الصحراويين اللذين استغلوا حاجة الدولة المغربية لدعم محلي وقايضوه من أجل وطنية مفترى عليها سوقها المخزن دوليا لكسب المزيد من التأييد لمغربية الصحراء كما يدعي متجاهلا أن الأوطان لا تباع وأن الولاء في القلوب التي وحدها لا تقبل القسمة على إثنين و ترفض كل أنواع الرشوة….
خلال 37 سنة لم يكلف المغرب نفسه عناء التوقف ولو للحظة لقراءة مسيرته في الصحراء واكتشاف حقل الاخطاء التي إرتكبها في تدبيره للملف إجتماعيا وسياسياواقتصاديا فالأرقام التي تتحدث عنها الدولة المغربية منذ ضمها الإقليم أرقاما مهولة من شأنها بناء مدن قائمة الذات بكل متطلباتها الضرورية والكمالية،لكن واقع الحال يشهد على أن حجم الميزانيات والتضحيات التي بذلها المغرب على حد تعبيره لا ترقى حتى لبناء جامعة أو مستشفى بمواصفات محترمة،العكس هو الذي حصل لقد حولت الدولة المغربية الصحراء إلى منفى للعقاب في مجالات القضاء والأمن والتعليم والصحة وغيرها من المجالات الحيوية،ولنا تصور مدى نوعية التعليم أو التطبيب أو العدل الذي ستنعم به الساكنة التى وعدت بالجنة لتجد نفسها أمام حصار أمني و إنتهاك للحريات…
المغاربة اللذين قاموا بالمسيرة لا يفهمون جيدا تفاصيل النزاع و لا خلفياته لأن الدولة تدرك جيدا أن ملف الصحراء هو ورقتها السحرية في مواجهة أية أزمة محتملة في المستقبل فالصحراء هي الحلقة التي يتوحد حولها الشعب المغربي حتى ضد الصحراويين أنفسهم ولنا في أحداث كديم إزيك والداخلة خير دليل حيث جيش المخزن إعلامه لوصف الصحراويين بأبشع النعوت وكأنهم في هذه الحالة شعب آخر ليس ذاك الذي يتم التغني به في المناسبات الوطنية لذا لايفهم المغاربة كيف يتحدث المغرب عن مغربية الصحراء في حين يجلس أمميا على طاولة المفاوضات مع طرف آخر لتقرير مصيرها فهل يمكن فعل ذلك مع مدينة كمراكش أو فاس؟
..الدولة المغربية تسوق للمغاربة مصطلحات غاية في الغرابة ولا علاقة لها بعلم السياسة المتعارف عليه من قبيل “النزاع المفتعل في الصحراء” فمن إفتعل النزاع ؟؟ هذا ما يجب مصارحة المغاربة به ،” المرتزقة ” فكيف تفاوض دولة ذات تاريخ من تنعتهم بالمرتزقة ؟ الجزائر تملك مفاتيح الحل ؟لماذا لا يتم منذ البداية الإصرار على مفاوضة الجزائر مادامت تملك الحل ولماذا تم تحييدها من إتفاقية مدريد وهي التي أعلنت مرارا منذ الهواري بومدين أن لا أطماع لها في الصحراء ؟ “الحل السلمي المتفاوض عليه” في حين يصر المغرب على جعل الحكم الذاتي هو قاعدة التفاوض؟ مفارقات كثيرة شابت مقاربة الملف من طرف المغرب يجهلها المغاربة ولا نجد لها أي تفسير قانوني كوضع الإقليم نفسه باعتباره محل نزاع،فكيف يسمح المغرب بتواجد بعثة أممية فوق إقليم يملك عليه السيادة كما يدعي ؟ وكيف يرفض تواجد علم الجبهة مع علمه فوق مقر بعثة المينورسو في العيون ؟و كيف يصادر حق من يعارضونه ويرميهم في السجون مع أن مصير الإقليم مفتوح على خيارين،خيار المغرب وخيار الجبهة والحسم في النهاية لصناديق الإقتراع….
بعد 37 سنة من إدارة الأزمة في الصحراء تبدو الدولة المغربية تائهة في مقاربتها للملف ولشتى مناحي الحياة في الأقاليم المتنازع عليها،37 سنة من ضم الصحراء حسب القانون الدولي يمكن إختزالها في مسميات عدة،المغرب الدولة التي تدير الإقليم تريحه تسميتها بسنوات التنمية والديمقراطية التي أنعم الله بها على ساكنة الإقليم منذ قدوم المسيرة التي سماها المغاربة خضراء في حين يراها البعض بكل ألوان الطيف.
الجبهة الطرف الثاني في النزاع ترى 37 سنة بأنها سنوات إستعمار طويل لإقليم قايضت به إسبانيا المستعمرة السابقة المغرب من أجل شراء صمته عن إحتلال سبتة و مليلية…..
في الصحراء الإقليم المتنازع عليه تبدو 37 سنة طويلة تجر خلفها أحداثا وذكريات مؤلمة تقاسمها الصحراويون في المعتقلات والسجون وفي انتفاضات متكررة، لكن ولاءات الصحراويين ظلت تحكمها المصالح والعلاقة مع المخزن في قربها أو بعدها، حيث عملت الدولة المغربية منذ دخولها الإقليم إلى إستهداف نخبة من الأعيان والشيوخ لترسيخ تواجدها وإضفاء الشرعية عليه، وكانت السنوات الأولى سنوات مد وجزر في علاقة الصحراويين مع الدولة الجديدة التي إنطلقت من التغني بالمسيرة الخضراء إلى ابتداع مسيرات أخرى موجهة للصحراء الحبيبة كما يحلو للساسة المغاربة تسميتها. من هنا بدأنا نسمع ونحن صغار “مسيرة التنمية” “مسيرة الديمقراطية” حتى خلنا أن الصحراء ستتحول بقدرة قادر في العشر سنوات الأولى إلى جنة فوق الأرض، لكن المسيرات المتحدث عنها ظلت مجرد أغاني نسمعها في أعياد العرش و عيد المسيرة وظلت الصحراء باستثناء بنيات تحتية كما هي، في حين أسقطت الدولة المغربية من حساباتها الإنسان الصحراوي و حولته في عرفها إلى مجرد مخبر أو مرتزق أو اتنهازي،فحرمت جيلا كاملا من التعليم ومنحت الحق في الحديث عن الصحراء لأهل الرباط وفاس،وتحولت الجنة التي بشر بها المخزن المغربي إلى مجرد كرطيات وبقع يستغلها العمال لإذلال الصحراويين وكسر كبريائهم،فحول المغرب الصحراء لصفقة تجارية يتناوب عليها المسؤولون المغاربة مع ثلة من الصحراويين اللذين استغلوا حاجة الدولة المغربية لدعم محلي وقايضوه من أجل وطنية مفترى عليها سوقها المخزن دوليا لكسب المزيد من التأييد لمغربية الصحراء كما يدعي متجاهلا أن الأوطان لا تباع وأن الولاء في القلوب التي وحدها لا تقبل القسمة على إثنين و ترفض كل أنواع الرشوة….
خلال 37 سنة لم يكلف المغرب نفسه عناء التوقف ولو للحظة لقراءة مسيرته في الصحراء واكتشاف حقل الاخطاء التي إرتكبها في تدبيره للملف إجتماعيا وسياسياواقتصاديا فالأرقام التي تتحدث عنها الدولة المغربية منذ ضمها الإقليم أرقاما مهولة من شأنها بناء مدن قائمة الذات بكل متطلباتها الضرورية والكمالية،لكن واقع الحال يشهد على أن حجم الميزانيات والتضحيات التي بذلها المغرب على حد تعبيره لا ترقى حتى لبناء جامعة أو مستشفى بمواصفات محترمة،العكس هو الذي حصل لقد حولت الدولة المغربية الصحراء إلى منفى للعقاب في مجالات القضاء والأمن والتعليم والصحة وغيرها من المجالات الحيوية،ولنا تصور مدى نوعية التعليم أو التطبيب أو العدل الذي ستنعم به الساكنة التى وعدت بالجنة لتجد نفسها أمام حصار أمني و إنتهاك للحريات…
المغاربة اللذين قاموا بالمسيرة لا يفهمون جيدا تفاصيل النزاع و لا خلفياته لأن الدولة تدرك جيدا أن ملف الصحراء هو ورقتها السحرية في مواجهة أية أزمة محتملة في المستقبل فالصحراء هي الحلقة التي يتوحد حولها الشعب المغربي حتى ضد الصحراويين أنفسهم ولنا في أحداث كديم إزيك والداخلة خير دليل حيث جيش المخزن إعلامه لوصف الصحراويين بأبشع النعوت وكأنهم في هذه الحالة شعب آخر ليس ذاك الذي يتم التغني به في المناسبات الوطنية لذا لايفهم المغاربة كيف يتحدث المغرب عن مغربية الصحراء في حين يجلس أمميا على طاولة المفاوضات مع طرف آخر لتقرير مصيرها فهل يمكن فعل ذلك مع مدينة كمراكش أو فاس؟
..الدولة المغربية تسوق للمغاربة مصطلحات غاية في الغرابة ولا علاقة لها بعلم السياسة المتعارف عليه من قبيل “النزاع المفتعل في الصحراء” فمن إفتعل النزاع ؟؟ هذا ما يجب مصارحة المغاربة به ،” المرتزقة ” فكيف تفاوض دولة ذات تاريخ من تنعتهم بالمرتزقة ؟ الجزائر تملك مفاتيح الحل ؟لماذا لا يتم منذ البداية الإصرار على مفاوضة الجزائر مادامت تملك الحل ولماذا تم تحييدها من إتفاقية مدريد وهي التي أعلنت مرارا منذ الهواري بومدين أن لا أطماع لها في الصحراء ؟ “الحل السلمي المتفاوض عليه” في حين يصر المغرب على جعل الحكم الذاتي هو قاعدة التفاوض؟ مفارقات كثيرة شابت مقاربة الملف من طرف المغرب يجهلها المغاربة ولا نجد لها أي تفسير قانوني كوضع الإقليم نفسه باعتباره محل نزاع،فكيف يسمح المغرب بتواجد بعثة أممية فوق إقليم يملك عليه السيادة كما يدعي ؟ وكيف يرفض تواجد علم الجبهة مع علمه فوق مقر بعثة المينورسو في العيون ؟و كيف يصادر حق من يعارضونه ويرميهم في السجون مع أن مصير الإقليم مفتوح على خيارين،خيار المغرب وخيار الجبهة والحسم في النهاية لصناديق الإقتراع….