» » » لن يعترف روس بمذاق "كعب الغزال"






أسا بريس:عبد العزيز العيدي.كود
على بعد أقل من أسبوعين على خطاب رئيس الدولة بمناسبة افتتاحه للدورة التشريعية الخريفية والذي خص جزء منه للحديث عن قضية الصحراء وخلال زيارة الوسيط الأممي المكلف بهذا الملف للمنطقة، انفجرت أحداث ومظاهرات لجزء من مواطني هذه المنطقة، يرون مستقبل الصحراء في انفصالها عن الوطن الكبير و إنشاء دويلة مستقلة في جنوب المغرب، الأكيد أنها لن تكن واحة الديمقراطية كما يعتقدون، ولعلها لن تفعل سوى استنساخ تجارب البلقنة التي شهدها تاريخ الكثير من المناطق دون أن تحقق لمنتسبيها ما كانوا يأملونه...
 
لا يهم في هذه العجالة الموقف من مطلب تقرير المصير، سواء الداعون إليه بواسطة الاستفتاء الحر أو عبر مسلسل الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب، ما يهم هو تعامل الدولة، عبر قوات حفظ النظام والتي تتحول إلى قوات قمع حقيقية، مع هذه الانتفاضات والاحتجاجات...
 
لنا في أحداث العيون الأخيرة مؤشران خطيران، مؤشر البيانين الصادرين عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وشبيبة العدالة والتنمية وهما جهتان على طرف نقيض في مرجعيتهما الفكرية والسياسية واللذان أدانا فيما صدر عنهما تدخل القوات العمومية، والتنكيل بالمواطنين وسرقة أمتعتهم وضرب الأطفال والنساء من جهة، ومؤشر بيان وزارة الداخلية، بوزيرها الجديد وبفلسفة الملك الجديدة المحددة في خطابه الأخير أمام البرلمان... والذي ينفي بشكل قطعي ما ورد في البيانين، ويصرح بأن هناك كوماندو مدرب بشكل احتراقي يرتدي زيا يشبه الزي الرسمي لقوات حفظ النظام، هو الذي باشر الاعتداء على المواطنين في أحياء بعيدة عن الأحياء التي تعرف بشكل تقليدي المظاهرات الداعية للانفصال...
 
ليس من الضروري الإشارة إلى أن بياني شبيبة العدالة والتنمية، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بالاضافة إلى ما ورد عبر المنتسبين إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وفعاليات أخرى، كلهم يشيرون إلى أن الأحداث وقعت في حي معطا الله وأن الفاعلين هم عناصر من قوات حفظ النظام...
 
كل ذلك معزز بالصور وبالفيديوهات، وأنه إن صعب على وزارة الداخلية إقناع الرأي العام الداخلي ببيانها، فكيف سيتأتى لها ذلك على المستوى الخارجي، حيث لشبكات الحقوقية مراسلون ومناديب لجمع المعلومات وحيث لها خبراء يحللون الصور والفيديوهات بشكل علمي ومضبوط ويستطيعون حصر نوع الملابس المستعملة وهوية الأشخاص الذين اقترفوا هذه الأفعال الشنيعة ضد المواطنين بمدن الصحراء...
 
لعلها الجملة الوحيدة التي تحفظ ماء وجه الدولة، الواردة في البيان، هي التي تعد باتخاذ الإجراءات الصارمة في حق من تبث تورطه في تلك الأفعال من عناصر هذه القوات، ويبقى تفعيل هذا الوعد أساسي ومهم في السيرورة المنحدرة للموقف المغربي، والتي جعلت أعلى سلطة في البلاد، وهو الملك، ينبه غلى خطورة الوضع هناك في الصحراء...
 
في السياق ذاته، يجهل إلى حدود الساعة سبب هذا التراخي العام، رغم "نغزة" الملك في دابر القوى السياسية والمدنية، مما يؤشر على أزمة عميقة في بناء الدولة برمته حيال هذا الملف التي قد يكون قاصما لظهرها في حالة حدثت تطورات سلبية... فكريستوف روس لا يتجول في المنطقة ليحتسي الشاي ويتلذذ بمذاق "كعب غزال" الذي يقدمونه له المغاربة، بل يعتكف في مكتبه عقب كل زيارة لتدبيج تقرير يكون آخر همه فيه هو الاعتراف بذات مذاق "كعب الغزال" أو البحث عما يقنعه في مشروع الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب وهو يعاين صور الدم والرصاص والعائلات المشردة والأطفال والنساء اللذين اقتحمت بيوتهم وهم يبكون... سيحرص في تقريره على حماية حقوق هؤلاء المواطنين قبل كل شيء...
 
هل لا زال هناك مساحة من الزمن كي تستدرك الدولة كل هذا؟؟؟ أخشى أن لا يكون الجواب إيجابي...

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات