الإجتماع الكبير الذي عقدته قبائل تكنة، في الأيام الأولى من هذا الشهر، بالمخيمات، وفرنسا، وتضامن معهم اقاربهم بالمغرب. لقد قال أحد إطارات تكنة، لما سئل عن الحدث بالمخيمات، قال: نحن هم آخر قبيلة تعقد إجتماعاتها علنا بالمخيمات، لقد إجتمع ابناء سلام، والفقرة في حالة تجمع دائم، وابراهيم وداود تخبر عنهم منازل التندوف، واولاد الشيخ تخبر عنهم انواذيبو، اما اسواعد واولاد موسى فقد بنو الخيام جهارا نهارا، وتحدو القيادة اكثر من مرة، اما نحن قبائل تكنة، فلم نعقد إجتماعنا إلا لما بلغ السيل الزبى، وذلك لثلاثة إعتبارات اساسية:
أولا اصبحنا مهددين بعد النتائج الأخيرة للمؤتمر الأخير.
ثانيا، إننا كمجموعة من الشعب الصحراوي، اصبحنا مغيبين عن القرار السياسي، ولهذا فنحن نحذر ونعلن براءتنا من اي قرار يتعلق بالمصير يتخذ في غيابنا، وليعلم الجميع، بما فيهم قيادة البوليساريو،والجزائر بان اي حل في الصحراء إلا بموافقة قبائل تكنة ورضاها، ومن يتخيل غير ذلك فستثبت له الأيام انه كان مخطئا
ثالثا، لقد إجتمعنا لكي نهدأ الغاضبين من شبابنا، خوفا من القيام بأعمال شغب أو حرق لممتلكات محمد عبد العزيز، الذي يعتبر المسبب الرئيسي في كل هذا، ومن بينه نظرته الإحتقارية والدونية لقبائل تكنة، وسجن الرشيد اكبر شاهد على ذلك، وردهم عن مغادرة المخيمات او التوجه نحو الغرب. ودعوة قبائل تكنة للإتحاد والوحدة، لكي لا تذهب تضحياتهم سدى.
وتكنة من خلال هذا الإجتماع تريد ان تؤكد لقيادة البوليساريو وعلى راسها محمد عبد العزيز، (الذي قال بالحرف الواحد في قصره بانخيلا لبعض المقربين منه سنة 1991م ، بان قبائل تكنة ليسوا إلا مغاربة، ويجب رميهم وراء الجدار ليتوجهوا نحو اهلهم وذويهم... ) ومن ورائه الجزائر، بأن أي حل للنزاع في الصحراء لن يتحقق في غياب الحضور الفعلي والإيجابي لقبائل تكنة، وبان الفقرة وابراهيم وداود إستفادوا كثيرا على حسابنا عبر هذه الثورة التي كنا حطبا لها، من خلال دعم الجزائر لمجموعة منهم، وفرت لهم كل الإمتيازات والسلطات بالبوليساريو، وزمرة يدعمها المغرب ويوفر لها كل الإمتيازات المادية بالصحراءالمغربية. أما تكنة التي صنعت منها القيادة الشبكات، من اكليبات الفولة، نهاية 1975م إلى شبكة 1982م او ما اسموه معارضة تكنة1991م، فليس لها ما عدا مرارة الثورة، ليتمتع الآخرون بحلاوة عسلها...
إن من يتصور أن بالإمكان تحقيق حل نهائي وعادل للنزاع في الصحراء على جثث تكنة، فهو مخطيء، ولقد إنتهى عهد إحتقار تكنة وتهميشها مع إنتهاء سجن الرشيد الرهيب، الذي خلفنا في محيطه العشرات من شهدائنا وفلذات اكبادنا، والجلادون المعتدون ما زالوا يتنعمون في ظل سلطة محمد عبد العزيز، بل وصلت به الوقاحة ان عين بعضهم خلال مؤتمره الأخير ضمن الأمانة الوطنية، والذي يعرف الجميع حقده الدفين لتكنة، مثله مثل السفاح اسويد احمد البطل. وجاء مؤتمره الأخير ونتائجه اكبر دليل على ذلك الحقد، ودرجة الإحتقار التي يكنها لهذه الفئة الطيبة الكريمة ، والذي كبر وتعلم في منازلها وبين احضانها، وكأنما اراد ان يقول لتكنة بصريح العبارة، نحن الرقيبات، بقيادة الفقرة وابراهيم وداود، اقمنا دولتنا هنا بالحمادا، وهي ارض اجدادنا، وفي حماية الجزائر، اما انتم فمن يريد منكم ان يعيش في ظلنا، مكتفيا بما يتساقط من فتاة من موائدنا، فأهلا، ومن لم يرد، فليتفضل، وليتوجه إلى ارض اجداده، وراء حزام الدفاع، ليعيش تحت سلطة المغرب، او يقم هناك بإنتفاضة، نتاجر نحن بها لجلب المزيد من الدعم والمساندة لأنفسنا... ولكن تكنة وشبابها واعون بمناورات وألاعيب طاغية الرابوني، فقد خبروه عن قرب طيلة هذه السنين الطويلة، يريدون ان يؤكدوا له من خلال هذا الإجتماع، انهم ها هنا ياقون، وسيكونون له بمثابة علكة لحبارا، وشوكة مؤلمة في حلقه، لأنه وببساطة، هو ومن معه، لم يقدموا اكثر مما قدمنا من التضحيات والمعاناة والدماء والشهداء، لهذا لن يتركوا له حرية إستغلال ثمرة عرقنا ودمائنا ليبني بها مجده، ومجد قبيلته، او نقوم بتوزيعها محاصصة بناءا على حجم التضحيات، والمعاناة ، وسنرى ساعتها الخاسر من الرابح...
لقد دعت قبائل تكنة من خلال هذه الإجتماعات، كل ابنائها إلى الوحدة والتضامن، لكي لا يتم إحتقارهم وتهميشهم، وليكونوا بفعل تاريخهم العريق في النضال والكفاح والمقاومة، الحجر الأساسي في اي حل لهذا النزاع الذي دفعنا ثمنه غاليا، في الميدان وبغياهب السجون، ، لسجن الرشيد الرهيب...
لم نعيش فيما كان يعيش فيه الفقرة وابراهيم وداود بمخيمات واد التندوف ( افريك الواد) الذي وجدناهم فيه ، ام تظنون ان ذاكرة الشعوب، تنسى بهذه السهولة.
لا، لا، لأن الشعوب تمهل ولا تهمل، وعلى الباغي تدور الدوائر.. ( منقول)