» » من يا ترى وراء "احذروا بني صهيون الصحراء الغربية"

تسربت في الآونة الأخيرة صفحة إلى النيت ،تحمل صورا لأربعة مناضلين صحراويين ،قدر لهم الانحدار من كليميم  وأسا ، وقدر لهم أن يركبوا سفينة الشعب الصحراوي وهي تمخر عباب بحر التحرير الوطني،بحر متلاطم ، لا يهدا إلا لتتطاير أمواجه بل تتطاير وإياها أجساد المتساقطين والجرذان المتخاذلين المتسللين هربا في أول سانحة  ،بحر لم تكن تياراته الساخنة والباردة وعواصفه المتعاقبة من صنع الخالق الذي لا راد لقدره وقضائه ،بل بفعل الوصفات التي تناوبت الآلة الاستعمارية المغربية على تجريبها ،والمستوردة من مختبرات تل أبيب حينا ومن باريس أو بريتوريا الابارتايد أحيانا أخرى .ويهمنا كثيرا القول ،أن هؤلاء المناضلين ومناضلين سبقوهم وآخرين اعقبوهم،نحتوا الصخر بالأظافر ليظفر الشعب الصحراوي بمعين لا ينضب من الوطنيين الصادقين الذين تربوا على حفظ العهد والائتمان على ارث الشهداء  ، وليس لتجربة هؤلاء من يحكيها غير أصحابها ، لكننا شهود على أنهم لم يسقطوا سهوا من السقف بل من القواعد انطلقوا وفي زمن كان مجرد التقاط الإذاعة الوطنية يسبب المتاعب  ، ومن اسا ، نعم تلك المدينة التي راود النظام المغربي حلم اقتطاعها من الجسد الصحراوي وفصلها فصلا عنه،فحاك من الدسائس ما لا يحصى وحاول الزج بأبنائها في أتون حرب بين الصحراويين منذ 1959 في الأحداث المعروفة،وحاصرها واستدرج العديد من أبنائها للتجنيد لأنه حصر مصادر الرزق في الجندية،كما في مدن الجوار ،كما خطط لصحروة الحرب واختار لكل قبيلة اسما منها على رأس مجموعة من مجموعات الوحدات: ايدا ،المهيدي، حبوها، محميدي،ولدالمختار،ولد خر و السالك ولد الفيطح،ولم يكن ذلك الا الجزء البارز من جبل الجليد ،أو ليس الأهم بل الأخطر أن آخرين وعلى رأسهم خليها ولد الرشيد وخطري ولد الجماني  اختاروا البيع والشراء ليس في أشخاصهم أو ما يمتلكون ، لا بل في الوطن الصحراوي ،فبينما جند البعض حطبا للحرب التوسعية بالصحراء اقتنص البعض فرص الاغتناء والثراء على حساب شلالات الدماء التي تدفقت في الصحراء والمعتقلات والمخابئ السرية وعلى حساب آهات وأنات المكلومين والأيتام والمشردين من الصحراويات والصحراويين الذين لاذوا باللجوء بعيدا عن ارض وطنهم. هكذا ارتسمت المعاناة على خريطة الوطن الصحراوي ،وتشكلت الندوب و نمت تضاريس الألم الممتدة إلى دواخل الأسر والأبناء .ومن دواخل النفوس تنشأ معاناة  أخرى قد لا يكون أقلها تجليا ما يظهر لدى البعض من أعراض مرضية ،ينتهي بهم الأمر إثرها إلى التعلق بالجلاد ،فمن كثرة التوجس والرعب الذي زرعه الجلادون وخصوصا لدى ضعاف الأنفس ، لا يتمثل الجلاد إلا قويا متغطرسا ، فتتحول المدارك الحسية إلى موانع و تشكل رقابة ذاتية  تتصدى لكل ما كان يجب ان يوجه ضد الجلادين ويحول إلى الآخر الذي ليس سوى الصحراوي المختلف في تمثله للجلاد،وتصل الأمور إلى إلصاق صفة القذف الذميمة  "الصهيونية"  بالصحراوي القادم من أسا وكليميم "احذروا بني صهيون" نموذجا،
نعم هذا البعض من ضعاف النفوس ، وحتى يتقبل الاهانة (وهو ما ليس مدعوا أصلا إلى تقبلها) يستسهل  استساغة جبروت الجلاد وينبري للدفاع عن إحساسه بالضعف ( القاعدة لديه أن الجلاد هو الأقوى ومقاومة مخططاته أمر مستحيل )ولا يستسيغ بالمقابل صمود وعناد الآخر ،المناضل الذي يمرغ جبروت المحتل في الأوحال ،فتكون الحقوق المنتزعة مثلا في السجن هي منة من الجلادين ويوصف المناضل بنزيل سجون خمسة نجوم ،وليس اقل أيضا ما يوصف به من يتصدى لجبروت البوليس أثناء المواجهات في 2005 ، أو توصف به عمليات تهجير المناضلين او تعذيبهم بل وحتى إضراباتهم البطولية ،ليس سوى مسرحيات أخرجتها المخابرات المغربية وينفذها الممثلون القادمون من اسا وكليميم  ، أليس هذا بالضبط ما يعنيه الانبهار بشخصية الجلاد ؟ ويؤول بالنهاية التكريم والتبجيل لزبانية النظام المغربي من مخبرين وجلادين ،الا يدعو الامر الى الشفقة على هؤلاء المعتوهين ،الذين من غلهم وضعفهم باتوا يجهدون أنفسهم لتيخيس أي عمل يظهر مكانة موضوعية تليق بأصحابها ،من قبيل اللقاء بمركز ر.كينيدي للعدالة وحقوق الانسان،او المقرر الاممي الخاص بمناهضة التعذيب وأخيرا اللقاء بالمبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة السيد ك.روس. لكن اليس في التقاء نوايا تلك الإمعات ومايصدر عن المدعو حمدي ولد الرشيد ما يدل على انهم باتوا يظنون ان الصحراويين اكثر من تأويهم الصحراء الغربية على شساعتها ؟، وهم من يتصورون ربما اقتصارها على العيون المحتلة،انهم لا ينتظرون استقلال الوطن بل من شدة تأثير  توجيهات رمزهم الروحي العميل حمدي ولد الرشيد ،لا يرون أهمية في الاكتراث بمآل الوطن ، المهم سيدهم حمدي يطمئنهم بان العيون المحتلة ستظل ملكا له ولا يرى مانعا في القبول بالشلوحة لكن الآخرين هم غير مرغوب في تواجدهم ، لهؤلاء أسماء وهي معلومة ،لدى كل متتبعي ما يصدر من تعليقات على صفحات النيت، لن اذكرهم  لأنهم نكرات  وموقعهم الحضيض المنسي .

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

دع تعليقك