» » البوليساريو يخطط للحصول على عضو مراقب في الأمم المتحدة مستقبلا وسط عدم تحرك دبلوماسية الرباط



ترغب جبهة البوليساريو في تقليد السلطة الفلسطينية والتقدم مستقبلا بطلب الى الأمم المتحدة للحصوله على صفة دولة عضو  مراقب، حيث بدأ بعض زعماء هذه الجبهة في التلويح بذلك، وإن كانت العملية صعبة للغاية وإن كانت ليست بالمستحيلة أمام غياب رد فعل قوي وذكي من الدبلومساية المغربية.
وكلما وقع حدث متعلق بتقرير المصير أو الاعتراف بدولة كاملة أو كمراقب، تبدأ البوليساريو في الحديث عن مطالب مشابهة. وعندما جرى استفتاء تقرير المصير في تيمور الشرقية منذ سنوات أسفر عن الانفصال عن أندونيسيا، شن البوليساريو حملة قوية على المستوى الدولي مطالبا بمعاملة بالمثل. وتكررت الاستراتيجية نفسها مع كوسوفو ولاحقا مع جنوب السودان من خلال استفتاء تقرير المصير الذي أدى الى انفصال الجنوب عن الشمال.
وفي أعقاب تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على فلسطين كدولة عضو مراقب خلال الأسبوع الماضي، بدأ البوليساريو يتحدث عن استراتيجية لتحقيق هدف مماثل في حالة عدم إجراء استفتاء تقرير المصير. في هذا الصدد، يصرح رئيس المجلس الوطني الصحراوي ورئيس الوفد المفاوض لجبهة البوليساريو مع المغرب تحت إشراف الأمم المتحدة خطري أدوه أن إمكانية توجه البوليساريو الى الأمم المتحدة للمطالبة بعضو مراقب أمر وارد للغاية. في الوقت ذاته، بدأت أصوات اليسار الراديكالي ترتفع في اسبانيا وبعض الدول الأوروبية وجنوب إفريقيا وفنزويلا مطالبة بتعامل مماثل للصحراويين.
وتدرس البوليساريو هذه الاستراتيجية منذ مدة زمنية ولهذا فهي تركز أساسا على مزيد من اعتراف الدول بها وتراهن في هذا الصدد بها على دول شمال أوروبا مثل السويد والنروج والدنمرك وإيرلندا لأحداث شرخ وسط الأوروبيين حول الموقف من نزاع الصحراء. وتنطلق البوليساريو من اعتراف قرابة 75 دولة بها وعضويتها كدولة في الاتحاد الإفريقي.
وتبرز مختلف المعطيات أن هذا الاحتمال يبقى في الوقت الراهن صعبا للغاية ولكن ليس مستحيلا مستقبلا. فالدول التي تعترف بالبوليساريو مثل الجزائر والمكسيك وجنوب إفريقيا وفنزويلا لن تساند البوليساريو في الوقت الراهن، لكن إذا نجحت البوليساريو في الحصول على اعتراف دولة من دول أوروبا، وقتها سيكون الطريق ممهدا. وقد تقدم البوليساريو، رغم ضمان النجاح، على مبادرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة للفت الانتباه الى نزاع الصحراء دوليا.
وخلال السنتين الأخيرتين، تركز جبهة البوليساريو على دول شمال أوروبا، وحظيت في الماضي بدعم من الرأي العام وجمعيات مدنية في أوروبا الشمالية في دول مثل السويد وفلندا والدنمرك والنروج وإيرلندا إلا أن هذا الدعم بدأ ينتقل الى بعض الأحزاب الحاكمة وبدأت بعض هذه الدول تتخذ قرارات لا تصب في مصلحة مغربية الصحراء لأن الأمر يتعلق من تعاطف مدني الى قرارات سياسية. وتشكل الحالة السويدية التي كادت أن تعترف بالبوليساريو خلال الأيام الماضية واستقبال رئيس إيرلندا مايكل دي هينغز لمحمد عبد العزيز منذ شهرين علامات مقلقة للدبلوماسية المغربية التي تفتقد لرد استراتيجي ممنهج.

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

دع تعليقك