جريدة " الباييس " مقابلة بين " خليهن ولد الرشيد " و " علي سالم التامك "

الاستجواب الذي نشرته جريدة الباييس الاسبانية الشهيرة على شكل مقابلة بين

" خليهن ولد الرشيد "  و " علي سالم التامك "  

بتاريخ  ماي 2006

للصحفي الاسباني المعروف سمبريروCembrero 

مقدمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة الصحفي الاسباني

     كلاهما صحراويان ولكن يدافعان عن أفكار متضاربة ومختلفة، فخليهن ولد الرشيد ذو 55 سنة والذي عين مؤخرا من طرف الملك محمد السادس رئيسا للمجلس الاستشاري لشؤون الصحراء والمكلف برسم ملامح الحكم الذاتي بالصحراء الغربية ، التمس عفوا ملكيا لـــ علي سالم التامك _33 سنة_ ولباقي دعاة الاستقلال الصحراويين.

عنــــــــــــــــوان للصحفي الاسباني :

خليهن ولد الرشيد رئيس المجلس الاستشاري للصحراء: " الحل الوحيد الممكن هو منح الحكم الذاتي للصحراء"

سؤال: "تمت إعادة تفعيل  الكوركاس عدة مرات من طرف الملك، هل يمكن اعتبار هذه التوجه الأخير أمرا جادا؟.

جواب: " المجلس القديم لم يتمم مهمته، وهذا المجلس الحالي هو الخاضع للإرادة الملكية من أجل تحديد مجال واسع للصحراويين يحفظ كرامتهم في الهيكل العام للمغرب، سنقوم بحل المشكلة بكل كرامة".

سؤال: أليس من الأجدر وسعيا إلى إيجاد أفكار نيرة للاستماع إلى الصحراويين أن يكون مقركم في العيون وليس في الرباط؟.

جواب: هذا أمر ثانوي، فهذا المجلس يستمد مقوماته من الإرادة الملكية وعليه فإنه يجب أن يكون إلى جانب العاهل الملكي الذي ترفع له جميع القرارات والأفكار الصادرة عن المجلس.

سؤال: أنتم رئيسا للمجلس البلدي للعيون منذ ما يزيد على 23 سنة ولكنكم تسكنون باستمرار في الرباط.

جواب: أسكن في كلتا المدينتين، وقد كنت وزيرا للحسن الثاني لمدة 17 سنة وكان من اللازم أن أقيم بالرباط، وبما أني منحدر من الصحراء فاني على علم واسع بكل مشاكل المنطقة.

سؤال: أعضاء المجلس الاستشاري هم معينون وليسوا منتخبون، ألا تبدأ الديمقراطية والحكم الذاتي بالانتخاب الحر؟.

جواب: إن مجتمعنا مازال مجتمعا قبليا، فالكوركاس ليس مؤسسة منتخبة، ولكنه صورة وفية للمجتمع الصحراوي، فهو يضم رؤساء المجالس البلدية والشيوخ وأعضاء المجتمع المدني الأكثر تمثيلا، والأهم من كل ذلك أنه يضم كل الحساسيات.

سؤال: لماذا لا يمكن للصحراويين أن يختاروا عبر صناديق الاقتراع بين الحكم الذاتي أو الاستقلال؟.

جواب: إن المشكلة معقدة ولا يمكن بالصحراء تنفيذ مخططات طبقت في مناطق أخرى من العالم، فمجال الصحراء لا يضم كل قبائل الصحراء وأن 34 قبيلة صحراوية توجد موزعة في مجال ترابي مساحته مليون كلم مربع، يشمل كليميم "جنوب المغرب" وشمال شرق موريتانيا مرورا بجنوب شرق الجزائر وحتى جزء من مالي، فلماذا إعطاء حق تقرير المصير للصحراويين المغاربة ولا يعطى للصحراويين الجزائريين فهذا أمر غير عادل بالنسبة للمغرب.

سؤال: لماذا تم احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار بالرغم من كون هذه الحدود غير واقعية؟.

جواب: ولهذا السبب كانت حروب كثيرة وهذا ما نريد أن نتجنبه، فالدولة الصغيرة تثير عدد لا منتهي من التطاحن بين القبائل حول الموارد، وهذا يمكن أو سيؤدي الى دارفور ثاني في افريقيا، فالحل الوحيد الممكن هو الحكم الذاتي.

سؤال: ومع ذلك وفي التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان لم يكن هناك أي تشجيع لمناقشة حل الحكم الذاتي، لأن هذا يعتبر بمثابة اعتراف للسيادة المغربية على الاقليم.

جواب: القرار الأخير لمجلس الأمن يدعو الى حل سياسي متوافق عليه وهذا ما يمكن قراءته، انه حل وسط بين الاستقلال والاندماج التام وبذلك لاوجود لغالب أو مغلوب.

سؤال: عادة يتم التأكيد أن ثلث الصحراويين المتواجدين في مخيمات اللاجئين هم من دعاة الاستقلال، ألا يوجد دعاة للاستقلال داخل الاقليم؟

جواب: يسعدني أن أعرف حقيقة ما يفكر فيه اللاجئين وبالمقابل هناك حرية تعبير وتظاهر بالصحراء وهذه الحرية لاتقمع فقط الا اذا أخذت طابعا عنيفا بالرغم من امكانية وجود تجاوزات في هذا الصدد، فبالصحراء هناك وجود لأفكار انفصالية ويستمع اليها كثيرا لأنها تلجأ الى العنف في الشارع، ولكنها أفكار لأقلية.

سؤال: اذا علي سالم التامك لايمثل أحدا ؟

جواب: هو شاب صحراوي ينحدر من اسا ( قطاع تم تسليمه من طرف اسبانيا للمغرب في سنة 1958 ) وقد تم الافراج عنه مؤخرا واتصلت به لتهنئته، أريد الحوار معه لأنني متأكد بأنني سأتمكن في النهاية من  اقناعه .

عنوانين عريضين بقلم الصحفي الاسباني:

علي سالم التامك، زعيم دعاة الاستقلال

"ليس من الممكن أن نأخذ المشروع المغربي على محمل الجد "

سؤال: كيف كانت التجربة الأخيرة في السجن ؟   

جواب علي سالم التامك : ان هذه التجربة تختلف عن التجارب السجنية الأربعة الماضية، فقد أمضيت جزءا من محكوميتي "عشرة أشهر" مع بعض المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان،وقمنا بإضرابات جماعية من أجل       تحسين ظروف السجن ، وهكذا أضربنا لمدة 52 ووضعونا في زنازين انفرداية ومنعوا عنا الزيارات العائلية وباختصار لقد عانينا الكثير ،وفي شهر غشت أرادوا  إدخالي إلى مستشفى الأمراض العقلية والنفسبة قرب أكادير واعتبروني مريضا عقليا وكان ذلك سابقة خطيرة.

سؤال: لم تتمم محكوميتك كلها لأنك تمتعت بعفو ملكي؟

 جواب علي سالم التامك : أنا لم أتقدم بطلبه لأنني لم ارتكب أي جرم ولم أسرق ولا أعتدي على أحد ، ولقد تمت ادانتي مع رفاقي بسبب تعبيري سلميا عن رأي مؤيد لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ، الإفراج عني يعود أساسا وقبل كل شئ إلى كون الأمين العام السيد كوفي عنان كان بصدد اعداد تقرير عن الصحراء وايضا بفضل التعبئة داخل المنظمات غير الحكومية، كمنظمة العفو الدولية والجمعية المغربية لحقوق الانسان والبرلمانات الجهوية الاسبانية الى أخر ذلك...

سؤال: الرباط تؤكد لاوجود لسجناء صحراويين في سجونها ؟ هل ذالك حقيقي ؟

جواب علي سالم التامك : مازال هناك 14 سجينا سياسيا في السجون المغربية المظلمة، وهناك أكثر من 150 أسير حرب صحراوي مازال يجهل مصيره، وكذلك مازلنا في انتظار مصير ما يازيد عن 500 مدني صحراوي مفقود خلال السنوات الماضية.

سؤال: أعلن محمد السادس خلال أواخر شهر مارس عن اعادة تفعيل الكوركاس وهو مؤسسة استشارية صحراوية أنيطت بها مهمة رسم مخطط حكم ذاتي الذي يحضره الملك ؟

جواب: ان الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي هو جبهة البوليساريو وهو المخول للتحدث باسمه، وهذا ما اعترف به المغاربة أنفسهم في مرات عدة، فقد جلسوا معهم خلال مفاوضات هيوستن 1997

سؤال: ولكن أعضاء الكوركاس هم صحراويون بدءا من رئيسهم خليهنا ولد الرشيد؟

جواب علي سالم التامك : لسنا في مواجهة مع قطاع أوفئة من الشعب الصحراوي ولكن مع  نظام الرباط التوسعي، وليعلم هؤلاء الأشخاص الخاطئون أو المغرر بهم أنهم سيتمتعون بكل حقوقهم في الجمهورية الصحراوية.

سؤال: يؤكد أنه اتصل بك هاتفيا من أجل تهنئتك على اطلاق سراحك ؟

جواب علي سالم التامك: لاأستطيع أن أنفي أننا كصحراويين نحافظ على  علاقاتنا الاجتماعية والانسانية  

سؤال: كيف تنظر الى الحكم الذاتي الذي تستعد الرباط منحه للصحراء ؟

جواب علي سالم التامك: اعتبارا لكون هذا المشروع لا يتضمن مبدأ تقرير المصير أي حقتا في اتخاذ القرار حول مانريد أن نكون فانه ليس من الممكن أخذه على محمل الجد .

ان حل النزاع يكمن في النسخة الاخيرة  لمخطط بيكر الأخير الذي يوجز موقف طرفي النزاع ،وأشير أن الاستفتاء المزمع تنظيمه ، فان أغلبية المصوتين فيه هم مغاربة.

سؤال: كيف يمكن للنزاع أن بخرج من النفق المسدود الذي يوجد فيه ؟

جواب علي سالم التامك: من حيث المبدأ أن ضد الحرب ولكن الكثير من الناس بالإقليم تعتقد أن فقط بالكفاح المسلح سنحصل على حقنا في التصويت بكل حرية .

سؤال: كيف هو الوضع بالإقليم؟

جواب علي سالم التامك : عموما من الناحية العمومية فانه شبيه بل مطابق  لوضعية مرحلة حكم الحسن الثاني، فهناك اختطافات ونهب وضرب ومنع لزيارة الوفود الأجنبية.

سؤال: ولد الرشيد يرى أن القمع قاس جدا  لأن الاحتجاج عنيف؟

جواب علي سالم التامك : من خلال قمعه فان النظام المغربي  يحاول دفعنا الى السقوط في مطب العنف ولكننا نتمسك بأن مطالبنا يجب انتزاعها بشكل سلمي.