أسا بريس : ولد اسم
سجل بداية هذه السنة أحداثا وحراكا وتحركا تارة لأسباب
وثارة لأسباب أخرى وعرفت الساحة احتجاجات وبيانات وتصريحات وتعليقات
وكتابات تنم كلها عن غضب وعدم رضا البعض واستغلت بعض الملتقيات
من طرف البعض لإسماع صوته وكثرت الكلمات ودهب الأمر بالبعض
إلى انتهاك حرمات وإحراق لبعض المصالح الإدارية " باشوية الزاك
" دون إنذار مسبق قيل انه صراع انتخابي ليس إلا .
كما أقدم البعض على أفعال لأتمتها صلة بالنضال والكفاح وأما الهيئات
السياسية والتي تفتح مقراتها وتعمل بشكل يومي والله اعلم ليس من استطاعتها
كسب ثقة المواطن منذ سنوات مضت وهذا يقلل من مصداقيتها بالفعل .
والدليل أن أحزابا أخرى وهى بدون مقرات ولاتعمل لكنها في
موسم الانتخابات تحصد الأصوات وتحصل على الأغلبية وربما تقتحم تلك
الاحزات الاخرى " المداومة " وتشل حركتها وتمزق كيانها وعندما
تنتهي العملية وتو التأكد من النتائج تقفل الاحزاب الموسمية أبوابها
وينجلي الغبار تظهر الاحزاب المداومة وتفتح من جديد لتستمر كما العادة كأنه شئ لم
يقع .كما ان هناك من الشباب المثقف والواعى من " يغبر " طيلة
المدة وتراه عشية الانتخابات يترشح ويجرى ظنا منه انه سيقنع المواطن فى
دقائق معدودة للتصويت عليه وهذا ضرب من الحماقة لان كسب الثقة له قواعده وضوابطه
وأهمها " العمل اليومي وقطع الصباط كما يقولون واتوا البيوت من أبوابها
ياشباب
.
وما المجتمع
المدنى فالأغلبية الساحقة عوض ان تبني فهى تدمر وتعرقل
وتعكر ظنا منها ان ذلك يدخل في اطار العمل الجمعوى . ناهيك عن الاثنية والعرقية
والعصبية التي يفرضها البعض ليستثمر في العمل الجمعوي
وهناك من أسس لجمعية يتحكم فيها ويسيرها عن بعد . يدخل ذلك في
اطار " سري هري " وباسم التنمية ان نجح البعض فالبعض الاخر
لم يبدي حسن النية وعبث بنفسه عوض ان يرقى بها ويتجاوز العقبة ويعيش
هنيئا فهناك من تجاوز مشروعه من ارباب التعاونيات اكثر من 100 مليون
من الدعم " تعاونية الرخام " مثلا .وما الفائدة الان ؟.
واما
المسئولين وفي غياب تام للمجالس المنتخبة يكدون ويجتهدون للسد الفراغ
والتستر على الحلقة المفقودة والتى تعد صلة وصل بين السلطة والمجتمع .
وسادت منذ زمن ثقافة " أنشوف العامل " عوض المسئولين المنتخبين
الظافرين بأصوات هذا المجتمع وثقته . ولهذا السبب اختلطت المفاهيم
وتعقدت الامور واصبح اذلاء القوم شجعانها واهل الجهل يقومون
مقام اهل العلم وكبرت في عين الصغير صغارها وهل المصالح الذاتية
يتسترون وراء المصلحة العامة وأسندت الأمور لغير أهلها .كل هذا يقع في
ظل تواجد اكثر من 100 منتخب نائبان اثنان . التمثيل فى المجلس الاستشاري – مناصب
عليا – موظفون سامون – اصحاب الشواهد العليا - دكاترة -
أسا تذة متمرنون – اطر كفاه –
ضباط - باحثين ومؤلفين – شعراء وكتاب – شخصيات مرموقة – رجال الاعمال
– مقاولون – تجار - متفوقون – مقاتلون – مناضلون ......... تبارك الله
كل هذا حاصل وموجود داخل الكيان . لكن لن يجدي نفعا ولن يؤثر
ايجابيا في مكون أنهكته المصائب والظروف وذاق مرارة الحروب والويلات
والاستغلال والتفكك والصراعات والنزاعات . وهو اى المجتمع يعيش في
وضعية صعبة وحياة معقدة وصعبة في منطقة جافة وقاسية وصعبة . فالاغلبية الساحقة
تعيش على الاجرة الدنيئة والتقاعد رغم ان نبينا الاكرم انهانا عن
الاجارة واوصانا بالتجارة . تبين ان الاجرة وفي منطقة قاسية يتساوى فيها عيش من
يحصل على 10.000.00 درهم مع من يحصل على 1.500.00 درهم شهريا. فالاول يتعشى بالارز
ومثله الاخر.
والتضح جليا
ان المشهد في غاية الخطورة وان شعبية الشباب الذي كنا نعقد عليه
الامال نحن والمنطقة والاباء والامهات على حد سواء . توارت لاسباب ذاتية وموضوعية
لا يتسع المال للخوض في بحرها .
ان المجتمع
الان يدفع الثمن غاليا ولاذنب له بل نحن الذنب . وإذا سألنا أنفسنا نجد ان ضعف
التكوين والتاطير وضعف المردودية وتفانينا في خدمة المصلحة الخاصة وهروبنا
المغموز من المصلحة العامة وكانت النتيجة اننا لن ننظر الى مجتمعنا نظرة
انسانية تتحدى كل الخلافات والحسابات الضيقة والتزمت والانغلاق . وتتحاشى الحقد
والحسد والبغض وهذا نلمسه حتى بين العائلة ذات الجد المشترك .
فالمجتمع
هو مكون متماسك ومترابط رغم تعدد اراءه فانه في الاخير يلعب دورا رياديا في
التغيير والتحدي وكل استثناء اواقصاء او تهميش لاي شريحة معينة ينعكس ذلك سلبا على
الاداء . ولم لا نعمل سويا لاجل مصلحة هذا الكيان والساكنة على حد سواء . ويسجل
لنا فى التاريخ اننا تواجدنا لحقبة معينة وغيرنا واصلحنا وانتصرنا على الفقر
والجهل والتهميش وأسسنا لمستقل فلذات اكبادنا وربطنا الماضى بالحاضر
وتواجدنا في الساحة بقوة لاتضاهيها قوة عوض ان يسجل لنا التاريخ اننا هتكنا
وتمردنا على القيم وشتتنا وشرذمنا وعطلنا وشوهنا وعدلنا واجرمنا
وتكاسلنا
............
نكاد ان
نقطع الصلة بين ماض عريق يربطنا بأسلافنا الميامين الذين صمدوا زمن القحط والسيبة
وندرة العيش والمياه . وحافظوا على الاستقرار والتماسك والاستمرار .وحرصوا على رفع
المعنويات دون ان تجرفهم الماديات استعانا لقول الشاعر :
المال أعليا
لمــــــــــغليه يصون عرض الرجال
نعطى مالي ونزيد
أعليه من عزت عرضي يبكال
إن الأسلاف كان لهم طموح كبير دخلوا به
التاريخ من بابه الواسع واعترفوا لهم الاقطاب التاريخية .
بقوتهم التي لاترد ولا تقهر . فقد كانوا اهل الطموح وكان
الاب اب وكان الشاب شاب . والخيمة خيمة والشيخ شيخ وقد قيل في الذاكرة
الشعبية وقتئد :
حد
الشيخ ممن هو ماني كاع امعين شيخ أش
لابدال من
لمروة والسمعة
والدين اولد اش
وانا في كتابة الموضوع تخطر ببالي طريفة مفادها ان امريكي سال مغربي
ماهو طموحك ؟ فاجاب وبسرعة : طموحى ان احصل على عمل واجرة وسيارة ومنزل وزوجة .
فرد عليه الاميريكى انا لن اسالك عن الحقوق والواجبات بل عن طموحك فى الحياة .
ان الاغلبية الساحقة من اهل الاجرة
ومنذ 1992 حصلوا ولله الحمد على كل الواجبات والحقوق ومن لم يحصل عليها نتمنى ان
تحل مشكلته سريعا . واما الطموح ولحدود الساعة لن نسجل شيئا من هذا القبيل
اذا استثنينا قلة قليلة ومجهودات فردية لثلثة قليلة تكد وتجتهد
وسط جوقة كبيرة هى الاخرى تكد وتجتهد للدفاع عن مصالحها
هى الاخرى ولاتؤمن بالعلم والعلماء . يتنابزون بالسلاليم والاجرة والمداخيل
ويفظلون جاهلا بماله عن عالما بافكاره . والاجرة كفانا كاجراء قول
الشاعر :
الناس
الا رعيان
الناس لخلاص
اثر عند تاثير
ماهو
مكبر حد ابلا باس ولاهو
امصغر حد اكبير
واذا كان الصبر من اهم المرتكزات الانسانية وجاء في القران في اكثر من
موضع . فلماذا لانصبر ونتحمل المسؤولية ونضحى بالغالى والنفيس في سبيل تغيير
العقليات والمشهد السياسى بالاقليم ونمد يد العطاء الى مجتمع انهكته
الصراعات وقهره التخلف وردعته الاحداث ودمرته الانتهازية . فقد ثقته في شبابه
المثقف واختار عنه زمرة من الأميون في السياسة والثقافة والدين والتسيير والتغيير
.وهذا ما نسجله على ارضية الواقع حيث ان الشباب لايؤثر فى المشهد السياسي
ولبس في مقدورته كسب ثقة الناخبين كما اتبثته التجربة المنصرمة . فالقوى الرجعية
المتجدرة والتى تتناوب وحدها على المقاعد ومنهم من - يكره
التناوب- وترى شابا مثقفا وواعيا ملقيا بنفسه في احضان احد القوى
المتجدرة فعليه ان يتبع ملة المتجذر ..
لماذا لانتسلح بالصبر ونبدا من الصفر ونقاتل من اجل ترقية هذا المجتمع
الذي ننتمي اليه ونحقق له ادنى متطلبات الحياة .ولنضرب مثلا ان احد ابناء
المنطقة وبقوة نضاله وتجربته وحنكته السياسية استطاع ان يضمن تواجده ويصبح النائب
الاول للمجلس الاقليمي لعمالة انزكان ايت ملول .ومجاهد اخر في العيون استطاع ان
يضمن التواجد .
لماذا لانصبر حتى ندرس الوضع ونحدد مكامن الداء ونجهز الخطة لانقاذ مايمكن
انقاذه وازالة تلك الصور القاتمة التي تروجها الاحقاد والحساد في الشرق والغرب
والشمال والجنوب لغاية في نفس يعقوب.
لماذا لانصبر ونجلس على طاولة واحدة لنتمكن من طرد المتآمرين والمهيمنين
والعقليات البالية بعيدا من العواطف والعلاقات الشخصية التي تستغلها
الانتهازية لكسب الثقة والشرعية ؟.
لماذا لانصبر ونؤمن بان التغيير
لاياتى على طبق من ذهب ؟ وان وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب امر بالغ
الاهمية والضامن المنشود للتنمية والاستقرار والاستمرار. .
لماذا لانصبر لنرفع من مستوى الاداء ليدخل الاقليم
المنافسة الشريفة بين اقرانه الاقربين . في الثقافة في الرياضة فى الفن في
العلم في التنمية في التجارة في كل امور الحياة ؟.
لماذا لانقول الحقيقة كل الحقيقة ونعمل من اجل
تمتين الروابط والمحبة والعمل الانساني والاجتماعى بين افراد هذا المكون ليس على
الصعيد الاقليمى فحسب بل على الصعيد الوطني والدولي مؤكدين ان لنا اخوان
يقاتلون فى مختلف الجبهات أملا منهم في ضمان التواجد والحضور لاتغريهم الاموال ولا
السياسات مجاهدون في الاصلاح متفانون في تمتين الروابط بكل نخوة
وشجاعة املا منهم ان يروا مجتمعهم وهو فى اعلى عليين وليس
في اسفل السافلين .رجال يريدون ان يروا مجتمعهم قوي ومتماسك عوض
ان يروه وهو في مستنقع تعيش عليه اللقالق وتظهر براقة رغم انها تعيش
على الحشرات والدود والطفيليات.
لماذا لانصبر
لنقول ان الحلقة المفقودة والتي تمثل هذا المجتمع وتفوز دائما .هى من اكبر
المعضلات ولايمكن ان نحمل المسؤولية في هذا المضمار الا لانفسنا . اننا ندفع الان
ثمن سياستنا الفارغة ويدفع المجتمع ثمن غفلة ابناءه يقال ان مدشرا تقيم فيه قبيلة
معينة اشطرت في اعرافها عدم اقامة حفل العقيقة لاى مولود جديد الا اذا بلغ
سن الرشد ويتبث فى حقه انه سينجح فى مستقبله ام لا. واذا نجح يسمونه وقتئد
ويحتفلون به وان رسب اقاموا له حفل عزاء وكثر البكاء والنواح فى المدشر كله .
وذات يوم حل زائر بتلك القبيلة
فوجد الكل يبكي الى درجة يستحيل معها ان يجد احدا يسأله عما حل بالقوم.
ولحسن الصدف وجد شابا جالسا وحده لم يبكى فساله عن الحدث فقال له الشاب ان هذا على
حسابى فقال له الزائر مندهشا ومابك انت ؟ قال له " كالوا
هوما خرجنا مافم شي ".
ليست مشكلتنا في
المسئولين السابقين ولا المتواجدين ولا اللاحقين وليس العيب في غيرنا
بل العيب كل العيب فينا الواقع هو من صنع أيدينا . ولاخير في قوم
قوادهم جهل . لكم واسع النظر .