أسابريس : سويدي تمكليت
تحيِّرُني أحياناً
الوقائع، وتشاكسني الأسئلة، وأجدني لا أقوى على تتبُّع كل ذلك بصراحة، ولا الإمساك
إزاءها بالإجابة الراجحة، أهي نازلة ابتلاء قومي، أم حال واقع قوم ابتلاء النوازل؟
من أين يأتي كل هذا الافتراء؟ والتّجني على الأكابر والصلحاء؟ ولما حظ مدشرنا
العاثر يبقى دوماً دون بقية المداشر؟
كثيرة هي الأسئلة
التي تؤرّقني، وتؤرّق غيري، فكلّ الأشياء محكوم عليها بحتمية التغيير إلا ذهنية
بعض من يقاسموننا تضاريس هذا المكان (المدشر)، فإنهم يظلون قابضين على
"الشذوذ"، فلا يطيقون الوجود على حالته "المتفردة" إلا ما كان
منه في "المعدوم" من النماذج المحنطة، أو في تلك "النسخ"
المزيفة ذات الماركات المسجلة، أو بمعية "المعدود" من الشخوص ممن يدينوا
لإشهاد "قرابة المني" قبل مشهود حال "مني القرابة"!!!
كل الأمور تبقى
على عهدها المفدى، مجرورة بالخافضِ، أو منصوبةً بالفتحِ، أو مرفوعة بالضَّمِ، فيما
يبقى الفاعل والمفعول في "تركيب مدشري" محكومين دوماً بفعل تجاذبات حكم
"التنازع"، وأسباب "مسائل الخلاف"، فمن بمقدوره أن يسعدنا
حَقّاً بـ "الإنصاف"؟ و يُجنِّبنا آفةَ "الانحراف"؟
أراني مشدوداً
- في كل خلوة - إلى البحث عن إيجاد من يمتِّعنَا برصيدٍ مضاعَفٍ يمدُّنا أكثر بشيء
نبتغيه -ها هنا- في هذا المدشر الذي يبدو
أن بعض بطارياته قد نفذت تباعاً، وانقطع فيه التيار، فساد به بهيم الظلام، واستشرت
في محيطه الثرثرة والوسواس بين أجناس من الناس، فتعذر - وا حسرتاه - الاتصال بسبب
ضعف شبكة التغطية الموجودة!!!
ما عاد أي شيء
- خلال هاته الأيام - يستشعرك بحرارة الدفء على وقع تداعيات شأن أهل العلم ومجلسهم
بالمدشر، ولا بـ"تصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني"
في بياناتهم والردود، ولعمري كيف نطيق نحن الواقفون في الصفوف الأخيرة من جموع
المصلين هذا "العطب"؟ والتَّمَوقُع بين عِلَلِ "تفاعيلهم"
والأضرب؟ واستساغة كثرة الافتراء والكذب؟ والطعن الغادر؟ وسبّ الملة والأكابر؟
وجرح المشاعر والخواطر؟
أتساءل في كل
مّرة لما تصير ابتلاءات هذا "المدشر" المتكررة والمفاجئة مُصَاباً
جَلَلا؟ أخالُكَ يا "مخاطبي" أنك تقبضُ على زعمٍ قاتل، وإدعاء باطل،
وتلك زلّة لن أحسبها لعاقل... لكم مجلسكم ولنا الصلاة... وهذا مداد العابر يقرّ بأن الدين ليس قسيمة شراء...