أسا بريس : سواخ براهيم
الحديث عن المجتمع المدني يضعنا أمام إعطاء
التوجهات السياسية و منطلقات هذا الأخير في الترافع على إشكاليات الجماهير الكادحة،
في وجه البنيات البرجوازية و الأوليجاركية الإحتكاركية و الطبقات الحاكمة ألا اجتماعية،
فالمجتمع المدني بتنظيماته المختلفة ( أحزاب سياسية، نقابات، شبيبات حزبية، جمعيات
...). فهي تشكل مدخلا فاعلا و فعالا في التأثير على النظام السياسي من أجل بلورة
تطلعاته و مواقفه و أرائه التي تجسد هموم عموم الكادحين و هموم الشعب على شكل مخرج
يعجل به النظام السياسي لضمان الرفاهية و الاستقرار
و الديمقراطية الحقيقية و العيش الكريم، إلا أن هذه المفاهيم تبقى أكثر مثالية إذا
حاولنا أن نسقطها على المجتمع المدني المغربي في غياب واضح لجدلية التأثير والتأثر
بالنظام السياسي، فمجموعة من التنظيمات
السياسية المتواجدة في خانة المجتمع المدني المغربي باستثناء التي لم تخن إيديولوجية
التحرر و الإنعتاق من الظلم والاستبداد أصبحت تساير توجهات المخزن بل جعل منها
أداة لتضليل الشعب المغربي، و آلية لكبح الفعل الاحتجاجي و الإنتقال من الدائرة
الأوسع للنضال إلى دوائر ضيقة تمثلت في هذه التنظيمات السياسية حتى تتماشى مع
توجهاته و سياساته التي تخدم في آخر المطاف إستمراريته و استقراره على حساب معاناة
الشعب المغربي الممزق.
فإذا حاولنا أن نبحت عن هذه التمظهرات
المكشوفة للنظام السياسي القائم بالمغرب
في استثمار المجتمع المدني الممخزن لتضليل الرأي العام الدولي فيما يخص الانتهاكات
الجسيمة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية و المقاربة الأمنية ذات الملامح البصراوية في التعامل مع
الأصوات الحرة في المناطق الصحراوية، و ملف المحاكمة العسكرية لمعتقلي أكديم إيزيك
الغير شرعية و التي تتنافى مع روح الدستور المغربي الممنوح لشعب المغربي، الشيء
الذي عبر عنه خمس جمعيات مغربية حقوقية تؤمن بإنسانية الإنسان و المجلس الاستشاري
لحقوق الإنسان و العديد من الجمعيات و المنظمات الدولية الناشطة في مجال حقوق
الإنسان ،هذه الأخيرة التي استنكرت بشدة محاكمة مدنيين التي تتنافى مع العهود و
الشرائع الدولية، سنقف مباشرة على " المنتدى الاجتماعي العالمي " التي بدأت أطواره يوم الأمس 26 مارس بتونس الممتد إلى
حدود 30 من نفس الشهر، هذا الملتقى الذي سيعرف حضور قوي للعديد من قوى المجتمع
المدني من العديد من الدول، و من الواجب و المفروض أن يكون هناك نصيب من
الصحراويين المعبرين عن روح معاناة ومآسي الإنسان الصحراوي، و كذلك أصدقائه الواعون
بتاريخه المرير و حاضره الذي تجرد فيه إنسانيته و مستقبله المجهول، فخوفا من
النكبات الدبلوماسية الفاشلة له في تضليل الرأي العام الدولي في ملتقيات و مناسبات
دولية لما يقع للإنسان الصحراوي من تجريد سافر لإنسانيته و حقوقه المعبر عنها
دوليا، سارعت خارجية الحكومة الظلامية بزعامة أحد شيوخها " سعد الدين
العثماني" بإجراء لقاء شمل مجموعة من فعاليات المجتمع المدني الممخزن من
أجل توجيهه و حقنه و تخديره قبل أخد الطائرة إلى تونس لأشغال المنتدى، فإن أطوار هذا اللقاء الذي كان يدور أطواره في
وزارة الخارجية المغربية أكد العاملين على هذا اللقاء لهذه التنظيمات المخزنية و
الرجعية إلى الدفاع عن عدالة محاكمة أكديم إيزيك ، و وجود الحريات بالصحراء
الغربية و أن كل شيء على ما يرام و المغرب دولة الحق والقانون و حقوق الإنسان،
فهذا التعامل لوزارة الخارجية المغربية و لفعاليات المجتمع المدني الرسمية الممخزنة،
لا ينم إلا على الإخفاقات المتتالية و التدابير الغير واضحة للنظام السياسي
المغربي في معالجة ملف الصحراء الغربية، ليضل الإنسان الصحراوي تلك المدرسة
الكفاحية اليومية في نسيان الآم اليوم و استعداده لمعاناة الغد، مشاهدا مسرحيات
النظام السياسي المغربي على مستوى الخارج و المجابهة التقليدية لبنيات فوقية تعتبر
لسان هذا الأخير .