حكى لي صديق التقيته
قبل قليل بعد علمه بعزمي الكتابة حول موضوع بطائق الإنعاش عن انزعاجه من البعض من
معارفه القاطنين خارج الإقليم المستفيدين من بطائق الإنعاش و الدين لا تربطهم بأسا
الزاك سوى الإنتماء لإحدى قبائلها أو قربهم من أحد أعضاء مجالسها المنتخبة أو
موظفيها المحضوضين نهاية كل شهر حيث يتألم المساكين و بكل
وقاحة لعلمهم بضرورة الحضور ( البعض منهم
فقط) لمندوبية الإنعاش لصرف بطائقهم و يصرخون قائلين : " تفففو ... عاود
تاني غادي نمشوا لديك قاندهار ..باش نشدوا ديك جوج دريال." أو عبارات أخرى لا تقل تجريحا للمنطقة التي يستفيدون بفضلها من مبلغ الكارطية
.
اخترت أن أبدأ بهذه
المقدمة كنموذج من نماذج كثيرة قد تصادفها اللجنة التي تنصب أشغالها هذه الأيام
بعمالة أسا الزاك في غربلة هذه الملفات و دراسة كافة الحلول المقترحة لفك الأزمة
المتوقعة التي تبتدئ بها كل سنة دراسية بحصول عدد من أبناء الإقليم على شواهد
الإجازة و لله الحمد.
حسب المعطيات
الشحيحة التي توافرت من تلك اللجنة , تفتقت
قريحة البعض بمقترح خطير و غريب جدا و مبتكر حسب مقترحيه , يقضي هذا الحل بسحب البطائق من المجازات القدامى
المتزوجات و الأشخاص الغير قاطنين بالمنطقة و إكمال الحصة المتبقية ببطائق المجازين الذكور
بشكل دوري أي بعبارة أخرى المجاز قد يستفيد شهران و لا يستفيد شهر و هكذا يسري على
الجميع .
بدون تعليق.....
الكارطية أنواع و مانحيها مختلفين و عددها الحقيقي مجهول و طبيعة المستفيدين منها مجهول أيضا ..
_ أشخاص لا تربطهم
بأسا الزاك أية صلة يستفيدون منها شهريا و أغلبهم نساء .
_ منتخبين (الجماعات
القروية على الخصوص ) يستخلصون بداية كل
شهر أربع بطائق أو أكثر حسب عدد الناخبين بدوائرهم بدعوى توزيعها عليهم . و يقومون بتوزيع
نصفها أو أقل على أساس أنها مساعدات من جودهم و كرمهم , هذا 200 درهم و ذاك 300
درهم ....
_ منتخبين بالبلدية
يستخلصون بطائق بإسمهم من المندوبية و
بطائق أخرى ( سيزوني ) من البلدية التي أبعدت عنها الحصة المخصصة لها من
بطائق الإنعاش و وزعتها على الأخماس و أصبحت تتحكم في بطائق السيزوني التي
يديرها المحاسب المحضوض ( الشاهر ) بتوجيهات من رئيس البلدية و بعض الأعضاء أحيانا
.
_ زوجات بعض الموظفين المحضوضين و بعض رجال السلطة و أقربائهم
القاطنين بأكادير و مدن أخرى و أسماء لم
يسمع بها قط تستفيد إلى حدود الآن .
_ موظف ( مجاز سابقا
يعمل خارج الإقليم ) لازال لحد الساعة يستفيد من الكارطية .
_ قريب لموظف ( إطار
) يستفيد من ثلاثة بطائق لحد الساعة بالإضافة لعمله كشبح بإحدى شركات الحراسة .
_ مقاولين يفوزون
بمشاريع بمئات الملايين السنتيمات يستفيدون منها أيضا .
_ كان السيد
البرلماني الحالي إلى وقت قريب يستفيد
منها .
_ برلمانين سابقين
يستفيدون منها إلى حدود الساعة .
_ موظفين في الحملة
الأخيرة للوزارة الداخلية يستفيدون منها لحد الساعة .
و بالمقابل مئات من
الأسر و العائلات الفقيرة محرومة و لو من نصف تلك البطائق و العشرات من عمال
النظافة العاملين بعمالة أسا الزاك يتقاضون ثلثي تلك البطائق ( 1200درهم فقط ) و حين احتجوا هُدِدُوا بالطرد .