» » » » وللحديث بقية 1- لست قاصا، لكن هذا هو واقع الحال


أسا بريس  : عالي الكبش
لم أكن أظن يوما بأن سؤالا بسيطا قد يجرني لأستحضر بعض المشاهد من ذاكرتي لطالما غابت عني لتضل مخبأة في زاوية لم تخطر ببالي لمدة وربما قد يكون عامل النسيان ، حدث ذلك بعيد أن التقيت بأحد الزملاء الذي أتقاسم معه عوالم الصحافة عشقها والذي أكن له كل الاحترام والتقدير بمدينة الرباط على هامش قرعة الدور الأول صبيحة يوم الخميس المنصرم للكأس الفضية 'كأس العرش' التي أقيمت بالمقر الجديد لجامعة الكرة ، فبعد أن تبادلنا العناق وتحية السلام التي غابت لمدة خمس سنوات، كان أول ما سألني عنه واقع الرياضة بمدينة آسا والبنيات الأساسية خاصة منها الرياضية بالإقليم في لحظة تاهت معها مخيلتي لتسترجع مشهدا خاصا يؤرخ لسوء التدبير وأنا مار أمام أولى دور الشباب بهذه المدينة التي لم يشفع لها تاريخها في النمو والإزدهار متجها صوب منزل أحد الزملاء، إستغربت لرؤية فتية صغار يدحرجون المستديرة بمحادات هذا الفضاء الثقافي والرياضي، قبل أن أقاطع حوار أقدامهم سائلا إياهم عن عدم مزاولتهم لهوايتهم داخل ملعب دار الشباب التي أنشئت خصيصا لاحتضان وتأطير الناشئة ، فلم يكن جوابهم لي سوى الصمت  الممزوج بالابتسامة البريئة قبل أن يجيبني أحدهم بصوت عال وباللهجة المحلية أي الحسانية الصحراوية 'كيف هون كيف لهيه' بمعنى لا فرق في اللعب داخل وخارج الدار، إستغربت حقا لهذا الجواب لأبادلهم الإبتسامة وأعود أدراجي إلى الخلف ليكملوا لعبهم ، فقمت بتحليل الجملة أكثر من مرة لعلني أصل إلى استنتاجات تشفي غليلي، لكن دون جدوى قبل أن أقدم على دخول هذا الفضاء من بابه الرئيسي المفتوح في وجه الجميع سواء كان بشرا أم حجرا وغيرهما لأن القفل معطل طبعا، صلت وجلت داخله ولم أجد سوى طيور النورس وأنواع أخرى أخدت من المكان مقرا لأعشاشها علاوة على الجدران المتهالكة وكأنها تؤرخ لحقب ما قبل بزوغ فجر التاريخ في إنتظار ترميمها أو دراستها من قبل الأركيولوجيين أو علماء الأثار، لألج رقعة الملعب الأشبه بمطرح للنفايات تتراقص فوقه القطط بدل المواهب المحلية، فالأزبال مترامية هنا وهناك وقارورات الزجاج مشتتة هنا وهنالك، لأفهم جواب الصبية وترجمة الصمت، لأطرح السؤال في حوار ذاتي عن فاعلية القطاع الوصي وزارة الشباب والرياضة بالمنطقة ما دامت دار الشباب تعتبر مرفقا تابعا له إلى جانب صمت الجمعيات على كثرتها الرياضية منها والثقافية وماذا استخلص القائمون على تسيير وتدبير الشأن الرياضي والثقافي من مختلف البرامج والإستراتيجيات المندرجة في هذا السياق ، فغادرت المكان الذي لا يحمل سوى الإسم في خضم هذه المعطيات مادامت لا تتوفر فيه أدنى شروط التأطير والتكوين، فوجه زميلي أصابعه نحو عينيا ليسألني ما إذا كنت بصحة جيدة قبل أن أغير الموضوع في إتجاه آخر بعيدا عن ضوضاء الرياضة بداعي أنني لست على ما يرام، أدركت حينها أن تغيير الموضوع أفضل بكثير من الحديث عن مآل الرياضة بمدينة آسا وبنياتها التحتية الهشة

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

1 تعليقات:

  1. احيي فيكم غيرتكم على موطنكم لكن زد الى تساؤلاتكم تساؤلات اخرى اليس للساكنة طرف في ذلك؟؟

    ردحذف