» » » الأطر الصحراوية و التهجير القسري :معاناة مستمرة في صمت



 أسا بريس : بوجمعة بيناهو
ربطا بالحراك و الإحتقان الذي تعيش على إيقاعه كافة مدن الصحراء ، والذي كان نتيجة حتمية لما تعرفه المنطقة من تناقضات بين ما يروج له الإعلام الرسمي, و بين ما يعيشه المجتمع على أرض الواقع .في هذا السياق إرتأينا أن ننور القارئ الكريم من خلال هذا المنبر الإعلامي العتيد لملف من ملفات أهل الصحراء و الذي لازالت شريحة كبيرة تئن تحت نير المعاناة بسببه .
إن الأمر يتعلق ب " التهجير القسري " و نعرف مدى وقع هذا المصطلح على المسؤولين عن هاته المقاربة ، وللتطرق إلى هذا الموضوع لا بد أن نعود بالتاريخ إلى الوراء و تحديدا سنة 1988 عندما تمت عملية الإغتيال الفكري لحوالي 6000 شاب صحراوي أطلق على العملية إسم " أشبال الحسن الثاني" .في حين الأمر كان يتعلق بمحاصرة جيل بأكمله فكريا و حرمانه من التكوين و التأطير و اليوم مرت حوالي 25 سنة على تلك العملية ليجد ذلك الجيل الذهبي نفسه عرضة للضياع و الفقر و التيه نظرا لضعف الراتب و لتزايد متطلبات الحياة .سيتكرر نفس السيناريوا في التوظيفات المباشرة سنة 2010  للمجازين الصحراويين و الأطر العليا و المعروفة إختصارا ب "مجموعة اكديم ايزيك" حيث تم تشتيت المجموعة في مدن و قرى الشمال .لكن شجاعة هذه المجموعة و نضالها بحيث قامت  بتنظيم إنزال كبير أمام إدارة الشؤون الصحراوية و التي كان على رأسها الوالي "اطريشة" الملحق بوزارة الداخلية .تمكنت هذه المجموعة من مراجعة تعييناتها لأكثر من ثلاث مرات في مدة شهر واحد .بحيث في المرحلة الأولى طالبت بالتقريب و تم بالفعل لتطالب بعد ذلك بالتعيين في المناطق الصحراوية و تمكنت من انتزاع ذلك الحق . بعد ذلك وفي نهاية سنة 2011 سيتم إدماج ما تبقى من مجموعة الأطر العليا الصحراوية المعطلة فوج 2010 في التوظيف المباشر في عملية توظيف 4000 إطار على مستوى المغرب ككل في تلك الفترة المعروفة ب " الربيع العربي" بموجب المرسوم الوزاري الاستثنائي. لكن المشكل إستمرت الدولة في نهجها مع الأطر الصحراوية في وزارة الداخلية و الذين دخلوا بدورهم في معركة بطولية لن تجد الأذان الصاغية لحلحلة الملف إلى حدود كتابة هاته الأسطر رغم عقد مجموعة من اللقاءات للتنديد بتلك التعيينات سواء مع مسؤولي وزارة الداخلية, أو مع الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الأنسان, أو باشراك النواب الصحراويين الممثلين في البرلمان لكن لا من مجيب .و سينكشف مخطط التدبير الأمني لتعيينات الأطر الصحراوية في نهاية نونبر من سنة 2012 بعد مدة سنة من التكوين لأطر وزارة المالية التابعين لمديرية الخزينة العامة للمملكة بحيث من أصل  مجموعة تتكون من 120 إطار .يشكل فيها أبناء الصحراءحوالي 40 إطار .تمت مراعاة مكان الإزدياد و مكان الإقامة و الجهوية في التعيينات بالنسبة لزملائنا أبناء الشمال بل منهم من تمت إستشارته هاتفيا في مكان تعيينه .أما ابناء الصحراء كان مأواهم القرى و المدن النائية و الصعبة المناخ . ليتم إبعادهم عن الحواضر الكبرى و عن الجامعات و عن الإعلام و السياسة..وحرمانهم من إستكمال الدراسة و التكوين .لو أن الأمر كان يتعلق بتدبير خصاص في الموارد البشرية لما كان هناك مشكل .و لكن الخطير عندما تكون لديك أدلة و حجج دامغة بأن الأمر يفتقد لأي محدد أو معيار يقبله العقل و هو ما سنعمل على فضحه لأننا نتوفر على لوائح تبين صحة ما نقول ستجدونها رفقة المقال.الجواب  إذن أنتم  كأطر صحراوية تدفعون ضريبة الإنتماء و غير مرغوب فيكم: لايمكن تعيينكم في الصحراء و لا تحلمو بمدن حضرية و مراكز مهمة داخل المغرب .إنها إذن مقاربة مفضوحة يتوخى منها المسؤولون عديمي الضمير و محدودي الفكر إبعاد و تهميش النخب الصحراوية عن المجال و إفراغه من نخب فاعلة لن تدخر جهدا في خدمة مجتمعها ,و توعيته و التحسيس بمعاناته كل هذا من أجل أن يتم ترويضهم و تهجينهم و جعلهم يتخبطون مع القوت اليومي فقط . أطر الخزينة بدورهم استنكروا الوضع وطالبوا بشكل حضري عن طريق طلب مكتوب موجه الى الخازن العام للمملكة هذا الأخير الذي لم يكلف نفسه حتى الانصات  عكس ما فعله الوزير المكلف بالميزانية ادريس الازمي و الذي أقر بمشروعية المطلب على الأقل و قال بأنه سيشرف على مراجعة الأمر.نقول اليوم بأننا كشريحة ننتمي إلى مجتمع كبير إسمه المجتمع الصحراوي ونعتبر أنفسنا إمتدادا لذلك الحراك و الأكيد على أن أطر وزارة الداخلية قد أسسوا تنسيقية الأطر الصحراوية المهجرة قسرا. و مستمرون في معركتهم .نحن بدورنا أطر وزارة المالية التابعين لمديرية الخزينة العامة للمملكة ضحايا التهجير القسري سنواصل المسير و سننظم إلى الركب ،و الأكيد على أن الطريق شاق وطويل لكن الوصول حتمي . لكن سنكشف الحقائق و سنقول لا ثم لا و كفانا من العبث بمصير أجيال متواصلة من الصحراويين لا لشيء سوى لتنفيذ قرارات مزاجية لا يفقهون شيئا في محددات الشخصية الصحراوية و التي لا تقبل الظلم و لا تسمح في المس  بالكرامة. فإلى كل إطار صحراوي أقول عشت و عشتم وعشنا جميعا و عاشت النخوة و الإباء.

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات