» » » في معنى الاغتصاب

ميراني الناجي - أسفي -
لا تنزعجوا أيها الأطفال ... فنحن وطن الاغتصاب ... وطن يمتد من الماء إلى الماء ... لا تنزعجوا ... غدا عندما تكبرون ... ستعرفون الحقيقة ... ستعرفون أن الاغتصاب يمارس في مدارسنا ... في سجوننا ... في مساجدنا ... في سمائنا ... في أرضنا ... في دمائنا ... في كل شبر من جغرافية هذا الوطن المغتصب ... ثمة صرخة اغتصاب ... ثمة مجرمون بدون عقاب. تلك هي الحقيقة ... في كل يوم يغتصب القانون باسم القانون ... في كل يوم تغتصب صغار العصافير ، وتحرم من فرحة العيد والغناء ... في كل يوم تبكي الشمس في مدينتي لأن غيمة سوداء اغتصبت محياها الجميل ... في كل ليلة يصرخ ضياء القمر في وجه أشباح الليل وهم يكتسحون غبش الفجر ... ويبقى السؤال على مدار الأيام ... هل تعرفون معنى الاغتصاب ؟ ... هل سبق لكم أن جربتم إحساس العصافير وهي تبكي ؟ ... هل سبق لكم أن جربتم معنى الضياع ؟ ... ومعنى بالاغتصاب ؟ ...
بالطبع لا ... لأن تاريخنا مغتصب ... عقولنا مغتصبة ... مناهجنا مغتصبة ... ثقافتنا مغتصبة ... فلم البكاء على أطفال اغتصبوا جملة وتفصيلا من طرف الغرباء ... وأوطاننا بِيعت واغتصبت من الماء إلى الماء ؟
تأكدوا من الآن ... أن كثيرا من الأصوات ستخرس لأنها أصلا مغتصبة ... سينتحر الداعية والفقيه في جلباب صمته ... وسيتوارى الناشط والزعيم خلف سراب مبدئه ... وسيقول البعض ... تلك حوادث سير خاطفة تدخل في إطار بيداغوجيا الاغتصاب على غرار بيداغوجيا الإدماج من أجل إعداد زمن قابل للاندماج ... متعايش مع ثقافة الاغتصاب والافتضاض ...
ولم لا ؟ ... فقد يتدخل خطباء مساجدنا في آخر خطبة من آخر جمعة في رمضان ليتحدثوا عن طهارة الجلباب ... عن صلة الأرحام والأحباب ... عن أدب المراحيض وعلم الأنساب ... عن كل ما يخطر في البال ... إلا عن اغتصاب الأطفال ...
من فضلكم أيها الأطفال ... فكروا من الآن ...غدا عندما تكبرون ... حرروا الأطفال النائمين بداخلنا ... وارسموا في دفاتركم وطننا لا يبيعنا ... ووجوها لا تشبهنا ...  

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات